مجلة الرسالة/العدد 273/السلطان الغوري
مجلة الرسالة/العدد 273/السلطان الغوري
مكانته في الأدب والعلم وأثره فيهما
للدكتور عبد الوهاب عزام
ظفرنا بهذه الخلاصة الوافية للخطاب القيم الذي ألقاه صديقنا
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب عزام في مؤتمر المستشرقين
ببركسل؛ فنال إعجاب العلماء المجتمعين بطرافة موضوعه،
ودقة بحثه، وسداد طريقته
(المحرر)
- 1 -
السلطان قانصوه الغوري أحد سلاطين المماليك بمصر. حكم من سنة 906 إلى سنة 922 هـ.
ولست أريد أن أعرض للأحوال السياسية التي تولى فيها، والأحوال التي أزالت ملكه وقضت على دولة المماليك؛ ولكني أريد أن أذكر طرفاً مما عرف من صلته بالأدب والعلم.
كان ذا حظ وافر من العلوم الدينية: التوحيد والتفسير، والفقه؛ وكان ذا نصيب من التاريخ معنياً بقراءة التواريخ والقصص وسماعها، كما كان ذا بصر بالأدب، وله نظم بالعربية والتركية؛ وكانت له مشاركة في الموسيقى والغناء، وله موشحات كان يُتغنى بها.
- 2 -
وتاريخ الغوري مفصل في كتب التاريخ ولا سيما كتاب (بدائع الزهور في وقائع الدهور) لمحمد بن إياس؛ ولكن سيرته في الأدب والعلم تتجلى في ثلاثة كتب لم تنل نصيبها من العناية وفيهما للمؤرخ مجال واسع.
1 - كتاب نفايس المجالس السلطانية، في حقائق الأسرار القرآنية: ألفه حسين بن محمد الحسيني، وهو شريف كما يؤخذ من اسمه ومن عبارات في ثنايا الكتاب، ويظهر أنه ترك ساح في إيران والبلاد الشرقية، وقد نظم بيتين بالتركية في رثاء ابن السلطان الغوري، وروى من شعر حسين بيقرا. وفد على مصر فأقام عشرة أشهر شهد فيها مجالس السلطان الغوري، وجمع في كتابه هذا بعض المباحث التي كان السلطان والعلماء يتكلمون فيها.
والعجمة ظاهرة في كتابته حتى اسم الكتاب فقد سماه (نفايس مجالس السلطانية في أسرار مجالس القرآنية) فحذف اللام من المجالس والأسرار
والنسخة التي بأيدينا هي النسخة التي كتبت للسلطان وأهديت إليه. وقد كتب عليها الصيغة المعتادة:
(برسم خزانة المقام الشريف ملك البرين والبحرين مولانا السلطان المالك الملك الأشرف قانصوه الغوري خلد الله ملكه)
ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: أما بعد فإني لما تشرفت في خدمة أشرف الملوك وأعظم السلاطين ظل الله في الأرضين، ناظر أربع حُرُم رب العالمين، سلطان العرب والعجم، صاحب البند والعلم، حافظ بلاد الله، ناصر عباد الله، أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ملك الأشرف عزيز مصر أبو النصر قانصوه الغوري، أعز الله أنصاره، وضاعف أقداره - ولازمتُ بابه الشريف عشرة أشهر، وجمعت درر فوائده في سمط العبارة، ونظمت جواهر زواهره في خيط الكتابة. فإن باب الكريم مجمع الأفاضل، وجنابه العظيم بحر الفضائل والفواضل. هذا مع ما خصه الله تعالى من الفضائل النفيسة، والمناقب الشريفة اللطيفة، أعطاه من الفهم أوفره، ومن الذهن أغزره، ومن الحلم أشرفه، ومن العلم ألطفه، ومن الرتب أقواه، ومن الملك أعلاه، ومن الشجاعة أبلغها، ومن السخارة أعظمها، كل هذه الصفات خصه الله تعالى بمجموعها. ولهذا ارتقى إلى الذروة العالي، التي كانت نهاية درجات الأفاضل الأهالي. وفضل هذا السلطان على سلاطين الدنيا كفضل سلاطين الدنيا على الرعايا.
وكل هذه الأوصاف والمناقب بما قرن به من محبة العلم والعلماء والتفتيش عما وضعته الحكماء في كل نوع من العلوم، لو يقول البشر في وصف هذا المظهر إنه هو سلطان العلماء المحققين ما هو كذب في حقه، أو يقول في مدحه: إنه هو سلطان العارفين ما هو عيب في وصفه) وجعل كتابه في مقدمة وعشر روضات. والمقدمة قصيرة تتضمن كلام بعض السلاطين ومنهم الغوري. والروضات العشر يذكر في كل واحدة منها مجالس السلطان في شهر. وكانت المجالس تجتمع في كل أسبوع مرة أو اثنتين أو ثلاثاً.
وأولها مجالس رمضان سنة عشر وتسعمائة. وأول مجلس منها يوم الخميس الثالث والعشرون من الشهر، وآخرها مجالس رجب فهي عشر روضات في أحد عشر شهراً لأن السلطان لم يجلس في شهر ذي القعدة، لوفاة ولده محمد.
والمؤلف يصف كل مجلس وتاريخه ومدته، ويذكر الإمام الذي يحضر المجلس وكبار الحاضرين، ثم يذكر المسائل التي طرحت للبحث في المجلس. يقول في المجلس الأول:
(طلعت يوم الخميس ثالث وعشرين رمضان المبارك في تاريخ سنة عشر وتسعمائة، وكان في خدمته ناصح الملوك والسلاطين شيخ حسن جلبي؛ وكان الإمام في تلك الليلة شيخ شمس الدين السمديسي. وقعدوا في الأشرفية ستين درجة. ووقع في تلك الليلة أسولة. السؤال الأول الخ). .
ويقول في المجلس الثاني من شوال:
(طلعت يوم الأحد تاسع شهر شوال، وقعدوا خمسين دقيقة في البيسيرية الأشرفية. والإمام كان شيخ محب الدين المكي، وشيخ الإسلام كان حاضراً. وخواجه غياث الدين ده دار، وقاضي جمال الدين الخشاب، وكثير من الناس كانوا في الخدمة الشريفية والعتبة العلية).
يبدأ السلطان أكثر الأحيان بسؤال يجيب عنه أحد الحاضرين فيرتضي السلطان جوابه أو يناقشه، وأحياناً يبدأ أحد الحاضرين الكلام. وأكثر المسائل دينية وبعضها تاريخية، ومنها الغاز في موضوعات شتى، وقصص عن الملوك وغيرهم.
وأحياناً يصف المؤلف مشاهد ويروي أحاديث لها في التاريخ خطر كبير.
مثلاً يصف إحياء السلطان المولد النبوي، ويذكر طوائف الناس الذين اجتمعوا، وما فعلوا في هذا المحفل، ويبين كيف جلس السلطان ليلاً وكيف يتقدم إليه كبار الدولة وينشد كل منهم شعراً في مدحه وكيف يقابلهم السلطان. وقد ذكر أن الخليفة يعقوب المستمسك بالله خليفة مصر تقدم (وباس الأرض، كفرض العين وعين الفرض) وأنشد:
إن الخلافة ثوب قد خُصصت به ... إذا لبست فلم يفضل ولم يعزِ ما أودع الله في أحداقنا بصراً ... إلا لنفرق بين الدر والخرزِ
وكذلك يمر القارئ بمسائل ذات خطر في التاريخ والسياسة إذ ذاك كقول السلطان: (الجركس من الغساسنة فهم عرب) وكالبحث في شروط الإمامة في مجلس السلطان وقول مؤلف الكتاب: فإن لم يوجد من يستوفى الشروط من ولد إسماعيل جاز أن يُولّى واحد من العجم أو من ولد إسحاق. وقوله بعد هذا:
الحمد لله والمنة، الجركس من ولد إسحاق. وجميع هذه الشرائط موجودة في السلطان الأعظم.
بل نجد في الكتاب بحثاً صريحاً في نيابة الغوري عن الخليفة العباسي وهل هذه النيابة لازمة لصحة أحكامه في الأمور الشرعية. ويشتد الخلاف بين المؤلف وأحد العلماء في هذه المسألة فيحقر المؤلف الخليفة ويعظم السلطان، ثم يذهب يستفتي العلماء ويأخذ خطوطهم بأن نيابة السلطان عن الخليفة غير لازمة.
ويرى القارئ أحياناً اهتمام السلطان بتعليم المماليك وإحضارهم معه من حين إلى آخر إلى مجلسه ليقرءوا أمامه ويمتحنهم
وهكذا يجد القارئ في الكتاب مسائل مهمة لا يظفر بها في كتب التاريخ، ويرى صوراً من آراء السلطان وعلماء عصره، ويتبين مقدار اطلاعهم ودرجة تفكيرهم
2 - الكتاب الثاني: اسمه الكوكب الدري في مسائل الغوري، وهو يحتوي على ألفي مسألة وأجوبتها من المسائل التي وقع البحث فيها في مجالس السلطان الغوري أيضاً. ولدينا الجزء الأول من الكتاب وفيه ألف مسألة في 338 صفحة. والنسخة مكتوبة في عهد الغوري. . ويظهر أنها نسخة المؤلف. وعليها خطوط ثلاثة من علماء وقته المعروفين يشهدون بأنهم اطلعوا على الكتاب. وبعض هذه الخطوط مؤرخ بالسنة التي تم فيها كتابة هذا الجزء.
ويقول المؤلف في آخر الكتاب: (وكان الفراغ منه في مستهل شهر ربيع الآخر سنة تسع عشر وتسعمائة).
ويقول في المقدمة: وبعد فإني لما رزقني الله سعادة الدارين وتشرفت مدة عشر سنين بخدمة سلطان الحرمين الشريفين خان الأعظم وخاقان المعظم، مولى ملوك الترك والعرب والعجم، حافظ بلاد الله، ناصر عباد الله، وارث ملك يوسف الصديق، إمام الأعظم بالحق والتحقيق، مظهر الآيات الربانية، مظهر الأسرار الروحانية، أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، الملك الأشرف ذو الفيض النوري، أبو النصر قانصوه الغوري الخ. . . قصدت أن أجمع در فوايد مجلسه في سمط العبارة والكتابة، وأنظم جواهر زواهره في سلك الاستعارة والكناية، لأنه ورد في كلام بعض الأنام: كلام الملوك ملوك الكلام، سيما إذا كان المبحوث عنه تفسير كلام رب العالمين، ونكات أحاديث سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، ومباحث سلطان الإسلام الخ. . .
إلى أن يقول: وجمعت شيئاً يسيراً وفاتني منه شيء كثير، فجمعت من بحار فوايده قطرة، ومن شموس محاسنه ذرة، لم أقدر أن أجمع إلا واحداً من ألف بل من مائة ألف. . . فجمعت من المسائل المشكلة ألفي مسألة، وسميته بالكوكب الدري في مسائل الغوري. . .
وفي هذه المقدمة شبه بمقدمة الكتاب الأول، وبعض عباراتهما واحدة، وبين تاريخهما زهاء عشر سنين
وهذا الكتاب ليس مقسماً على المجالس كالكتاب السابق، بل المسائل فيه متتابعة بغير فصل. والمطلع على الكتاب يرى صوراً من أفكار علماء مصر وأمرائها في ذلك العصر. يرى إلى المسائل الدينية وهي معظم الكتاب، مسائل تاريخية، وجغرافية، ويرى انتقال الحديث من تفسير آية أو حديث إلى السؤال عمن بنى الأهرام أو عن سبب زرقة السماء أو السؤال عن كيورث أول ملوك الشاهنامة أكان قبل نوح أو بعده، أو عن شهر المحرم لماذا جعل أول التاريخ الهجري، أو هل الأرض أفضل أم السماء. ويجد القارئ في الحين بعد الحين فكاهة من السلطان أو نادرة، ويعرض في المجالس ذكر الملوك المناصرين والأمراء الذين وفدوا على السلطان كابن السلطان سليم. ويرى بعض الأسئلة الدينية التي سألها هؤلاء الأمراء وجواب السلطان أو بعض علمائه
لا ريب أن هذا الكتاب على تفاهة معظم المسائل التي يدور عليها البحث، يصور بعض النواحي الفكرية والاجتماعية في مصر والعالم الإسلامي، في ذلك العصر
3 - الغوري والشاهنامة:
- 1 - كان حسين بن حسن بن محمد الحسيني الآمدي أحد شعراء التركية في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر الهجري وشهد عهد السلطان الغوري في مصر، ولعله فرَّ إليها إذ كان من المقربين إلى الأمير جم بن محمد الفاتح. وتوفى بمصر سنة 920 وقد أمره السلطان الغوري أن يترجم شاهنامة الفردوسي إلى اللغة التركية فترجمها في عشر سنين آخرها سنة ست عشرة وتسعمائة
وقد نظم الشاعر في مقدمة الكتاب فصلاً يبين فيه سبب نظمه. وخلاصته أن السلطان كان ولعاً بقراءة التاريخ والقصص، وكان في خزانته كتاب الشاهنامة، فدعا الشريفيِّ وقال: إني أحب هذا الكتاب وأعرف ما تضمنه من المواعظ والأخبار وأريد أن يترجم إلى اللغة التركية ليسهل علينا إدراك معانيه. وأعرف أن لك مقدرة على نظمه، فترجمه إلى التركية. فقال الشاعر: أيها السلطان المعظم! كيف تريد أن تسهل عليك معانيه بالترجمة وأنت تعرف لسان العجم أحسن من العجم؟ بل هو أسهل عليك من اللغة التركية، وليس بك حاجة إلى ترجمته.
قال السلطان: أريد أن يبقى ذكراً بعدي، فإنما يخلد الإنسان بالذكر الحسن
قال الشاعر: ولكن نظمي ليس من البلاغة والسلاسة بحيث يعجب السلطان؛ وليس يسيراً أن يبلغ الكلام الدرجة التي ترضيك، والشاهنامة كتاب غير الترجمة.
قال: دع الاعتذار ولا تعتل فأنت من آل الرسول. فشمْر للأمر، وإن لم يكن كلامك مزخرفاً مصنفاً فلست أبالي. لست أكلفك كلاماً ملوكياً، ولكن أريد أن تقول باللسان التركي قولا درويشياً.
يقول الشاعر: فلم أجد بداً من امتثال الأمر على ثقل العبء وعلى بعد ما بيني وبين الفردوسي، وشرعت في نظم الكتاب في وزن آخر غير وزنه الفارسي الخ. . .
- 2 -
في مقدمة الكتاب وخاتمته نحو ألف بيت؛ يبدأ الكتاب بالتحميد، ومدح الرسول والخلفاء على سنّة شعراء الفرس والترك، ثم يذكر سيرة مماليك مصر منذ سنة 970هـ، يذكر قايتباي والملوك الذين خلفوه في فترة الاضطراب التي بينه وبين الغوري، ثم يفيض في مدح السلطان، ثم يبين سبب نظم الكتاب ويشرع في ترجمة الشاهنامة. وفي الخاتمة يمدح السلطان ويبين أنه نظم الكتاب باسمه وأتمه في دولته، ويتكلم عن أخلاق السلطان وسياسته وشغفه بالعلم والأدب، ومعرفته لغات كثيرة، ومشاركته في الإنشاء والشعر ونظمه في توحيد الله ومدح الرسول، وإلمامه بالموسيقى، ونظمه موشحاً للغناء، وولعه بقراءة التواريخ الخ. . . ثم يصف مجلس السلطان واجتماع العلماء فيه لمذاكرة العلم، ويذكر المغنين والموسيقيين الذين يطربون السلطان في مجالسه.
ثم ينتقل إلى وصف عمارات السلطان وصفاً مفصلاً فيعدد تسعاً منها. والخلاصة أن في مقدمة الكتاب وخاتمته ما يكشف بعض تاريخ الغوري ولا سيما الجانب الأدبي منه، ويبين طرفاً من تاريخ مصر - بعد حساب المبالغات الشعرية.
- 3 -
هذا الكتاب له قيمة عظيمة في تاريخ اللغة التركية، فهو سجل جامع لألفاظ اللغة التي كانت مستعملة في القرن العاشر الهجري ولقواعد النحو والصرف التي كانت متبعة إذ ذاك.
وفيه كذلك صورة مفصلة للضرورات الشعرية التي كانت تعانيها اللغة من بعض الشعراء في ذلك العصر، والتي ذكرها ضيا باشا في مقدمة (الخرابات).
- 4 -
ويزيد في قيمة الكتاب وفائدته، أن عندنا منه نسخة الأم أعني النسخة التي كتبها المترجم بخطه، وقدمها إلى السلطان؛
فعلى صفحة العنوان نجد هذه الصيغة:
(برسم خزانة مولانا المقام الشريف السلطان مالك رقاب الأمم، السلطان المالك، الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره وخلد ملكه.
وفي آخر الجزء الأول:
(وقع الفراغ من تحرير المجلد الأول في أول ليلة من شعبان المبارك في محروسة مصر صانها الله من الآفات، في قبة الحسينية لأمير يشيك، تغمده الله بالرحمة والغفران)، كاتبه ناظمه أضعف عباد الله حسين بن حسن بن محمد الحسيني سنة ثلاث عشر وتسعمائة.
والحمد لله الخ. .
وفي آخر الجزء الثاني:
تم الكتاب بعون الملك الوهاب ضحوة النهار يوم الأحد ثاني شهر ذي الحجة الحرام سنة ست عشر وتسعمائة من هجرة النبوية عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات، كاتبه ناظمه وهو أضعف العباد حسين بن حسن بن محمد الحسيني الحنفي في مدينة مصر حرسها الله من الآفات والبليات في جامع المرحوم المغفور السعيد الشهيد الملك المؤيد شيخ سقى الله عهده بالرحمة والمغفرة.
وبعد هذا سطران بالتركية:
(بو كتابك نظمنه مولانا السلطان عز نصره الغوري أول سلطنت يلنده ابتدا إيلدك، أون يلده تمام أولندى، أونك دولتذه إتمامه أرشدي).
حسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
(ومعنى العبارة التركية أنه بدأ الكتاب في أول سنة من عهد السلطان وأتمه في عشر سنين في دولته)
- 5 -
والنسخة في 1170 ورقة كبيرة أي 2340 صفحة، كل صفحة 25 سطراً، وهي مذهبة، وبها اثنتان وستون صورة ملونة. وإزاء كل صورة في الحاشية عنوانها بخط مذهب. ولهذه الصور قيمتها في الدلالة على التصوير المصري في ذلك العصر.
- 6 -
ثم يزيد هذه النسخة نفاسة وفائدة أنها واضحة الخط تميز فيها الحروف الثلاثة ب، ج، ز، من الحروف العربية ب، ج، ز، بوضع نقطتين تحت الحرف أو ثلاث. وهذا نادر في الكتب القديمة، وهي بعد هذا مشكولة شكلاً تاماً لا يرتاب القارئ في ضبط كلمة منها
فبين أيدينا زهاء ستة وخمسين ألف بيت من الشعر التركي في القرن العاشر الهجري مضبوطة ضبطاً تاماً، وقيمة هذا في اللغة والأدب ليست هينة
- 7 - عرفنا من هذه الكتب أن السلطان كان مولعاً بالأدب وأن له نظماً بالعربية والتركية. ولدينا نماذج من نظم السلطان في موشح في كتاب نفايس المجالس، وقصيدتين وموشحين بالعربية، وموشح بالتركية في كتاب تاريخ حلب للطباخ، وعند بعض أدباء حلب قطع أخرى من شعر السلطان، وفي أستانبول مجموعة من شعره
عبد الوهاب عزام