مجلة الرسالة/العدد 345/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 345/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 12 - 02 - 1940



أدب المازني

قال الكاتب القدير البصير إبراهيم عبد القادر المازني في نقد لكتاب أخرجه لسنة مضت صديق له يوده ويجله: (نحن للثرثرة وهو للعصر والتقتير. وأحسب أني لو تسنى لي أن أكون مثله لضاق صدري لطول ما ألفت السح والهطلان).

وكأني بالأستاذ ههنا يصارح الخلق بخاصية كتابته. والسح والهطلان - في غالب الأمر وأكثر الحال - من الثرثرة، وما هذه بفضيلة في الكاتب. إلا أن استرسال صديقي المازني من الترسل اللطيف: لا استكراه لبسط العبارة ولا فضول في تدوين الفكرة. وإنما الحديث ينبثق ويسهل ويسيح على غير كدر ولا أسن. وإن تنقص صديقي المازني - على سخريته المعروفة - أسلوبه المدود، ففي الناس من يرغب عن قطرات الماء ورشحه إلى بثق النهر وغمره.

غير أن المد مكروه إن انقلب الإنشاء به حذلقة ولغواً. والأستاذ المازني بنجوة من هذين العيبين. فإنه إذا أطلق القلم عرف ما يريد، ثم تخطر له الفكرة، فيصل أطراف السلك بعضها ببعض ويسيرها إلى الغاية التي تشغل صدره. ويعينه على ذلك ما وقع إليه من مفردات اللغة وصيغها - وينافسه في محصول اللغة صديقي صاحب (الرسالة) - وهل أنا أبث سراً إذا قلت: أن المازني لزم كتاب (الأغاني) زماناً فتأدب عليه وأجرى على أنامله من سحر عبارته؟ وليت الكتاب المحدثين يصنعون صنيعه!

ويزين الأستاذ المازني ترسله المحكم بالحديث الموشى، والحديث الموشى - في أدب القصة خاصة - من الخيال لا من الكذب كما زعم بعضهم. وأحسن مثل على تلك التوشية قصة للأستاذ لمازني عنوانها (الجارة) وهي منشودة في كتابه (في الطريق). ولاشك عندي أن للقصة وتداً مرزوزاً في الحقيبة، فجاء الكاتب وصاغ له حادثة من هنا ونسج عليه فكرة من هنا. وصدق كنه هذه القصة ملموس فيما يبرز من خلال مجراها. وهو أن إشراق المرأة في حياتنا الاجتماعية شاحب وأن معرفة الرجل المصري بنفسية المرأة قليلة. والمرأة في تلك القصة على جرأة والرجل على حياء وإن كان يحلم (بالمغامرات)، وهو يحلم بها لأن المرأة عندنا لا تزال على تحفظ ولان حريتها ضيقة المسالك. وهذه امرأة القصة على خلاف ذلك، فكيف لا يدور رأس الرجل؟ وقد استطاع الأستاذ المازني - في قصته - أن ثبت من طريق الفن الرفيق لمعان الاضطراب المكتم.

وهذا الصديق يخرج لنا اليوم (مختارات من القصص الإنجليزي). وأسلوبه هنا غير أسلوبه في التأليف، وذلك لأنه ينقل من لغة إلى لغة، وهو يتحرى الأمانة في الترجمة. فتقرأ العبارة العربية فتقول: أن التركيب سليم واللفظ متخير، ولكن الماء غير عربي. وسيغضب ذلك المتشددين عباد الديباجة للديباجة. وأما أنا وأمثالي ففرحون بالتزام المترجم أسرار الروح الأجنبي. لأنك إذا طلبت ناحية من نواحي الأدب الأعجمي فإنما تريد أن تقف على دخائلها لتميزها مما تعرفه من أدبك، أو لتقتبس منها نحواً جديداً. فجريان الجملة ونبضان الفكرة كلاهما رهين بالأداء، فإذا نقلت على خصائص لغتك وشرائط تفكيرك عطلت طرائف الأصل. وعلى هذا فإن كتاب (مختارات من القصص الإنجليزي) حقيق بالحفاوة والانبساط.

وقد تتبعت الأستاذ المازني - وإن كان فوق التتبع لإحكامه اللغتين - فوجدته يعتنق الأصل اعتناقاً. وربما عبر من الكلمة الإنجليزية المنتشرة بكلمتين أو ثلاث مخافة أن يزيغ المعنى بتمامه (مثلاً: مفتون، متحذلق: ص105) وربما حافظ على الاستعارة الإنجليزية وإن شذت في العربية بعض الشذوذ (مثلاً على رأس مرغريت مادار في اجتماعنا). وهو إلى جانب هذا يحسن استعمال اللفظ الوافي على إيجازه (مثلاً: أقصرت: ص106). ولعل تركيباً أتى به الأستاذ أرى غيره مكانه. ولكن مثل هذا يرجع إلى محض الذوق، وليس لك أن تفرض ذوقك الخاص على غيرك ممن يتصرف في ضروب الإنشاء ألطف تصرف، ويوجه مذاهب الكلام في دراية وتبصر.

بشر فارس

التكتم

في مقالة للباحث الأديب الكبير الدكتور بشر فارس باحث فيها العالم الأستاذ أحمد العوامري بك في أشياء - إلماع إلى ألفاظ في المعجمات في غير مظانها. ومما يضاف إلى الذي ذكره الدكتور المفضال هذه الكلمة: (التكتم) فقد سطوت في القاموس والتاج في مادة (د ل س) مغفلة أو منسية في مادة (ك ت م). وكان العلامة اللغوي الكبير الشيخ إبراهيم اليازجي استعمل (تكتم) في مجلته (الضياء) فخطأه العالم الأستاذ محمد سليم الجندي قائلاً: (أنه لم يعثر عليها في كتب اللغة التي بين أيدينا)، فرد عيه العالم الأديب الكبير الأستاذ قسطاكي بك الحمصي المشهور دفاعاً عن خليله إبراهيم مستنداً إلى القياس، والقياس لا يعين في كل حين. و (التكتم) هو في اللغة، والإمام البوريني يقول في مقطوعة حين حذق الفارسية:

تعلمت لفظ الأعجمي وإنني ... من العرب العرباء لا أتكتم!

وقد تبع المعجمان (أقرب الموارد والبستان) في هذا الفعل القاموس والتاج ناقلين عنهما، فأورد الأول (تكتم) والثاني (التكتم) في (د ل س) ولم يثبتا الفعل أو مصدره في (ك ت م) والمأمول أن يحظى العرب بمعجم كامل حاشد مجود التنسيق في هذه الدنيا قبل يوم القيامة. . . إذ لا يحتاج في الآخرة إلى مجامع لغوية ولا معجمات ولا بلاغات ولا فصاحات. . .

(طنطا)

(أزهري)

وفاة الدكتور علي العناني

نعى إلينا صباح الخميس الماضي المرحوم الدكتور علي العناني، وهو من رجال الأدب الذين تخرج على أيديهم طائفة ممتازة من شبابنا المثقفين.

تخرج الدكتور العناني في دار العلوم سنة 1909، ثم اتصل بالجامعة المصرية في أول عهدها، فكان هو والدكتور أحمد ضيف أول مبعوثيها إلى أوربا، فدرس الدكتور العناني في ألمانيا الفلسفة واللغات الشرقية إلى جانب دراسة اللغة الألمانية؛ وعاد من أوربا بعد الحرب العظمى الماضية، فاشتغل محاضراً بالجامعة، ثم انتقل إلى دار العلوم العليا أستاذاً للأدب؛ فما زال قائماً بعمله حتى سنة 1938، ثم اختير كبيراً لمفتشي الفلسفة في وزارة المعارف العمومية، وظل قائماً بعمله حتى أحيل إلى المعاش منذ قريب

المنفلوطي في رأى مستشرق إنجليزي

نشرت مجلة (اسلاميك كلنشر) مقالاً عن المرحوم المنفلوطي نلخصه فيما يأتي:

تناول بعض كتاب مصر المعاصرين وفي مقدمتهم العقاد والمازني وطه حسين مقالات المنفلوطي بنقد مر عنيف، ولكن هذه المقالات ذات أهمية خاصة لأنها تمثل مرحلة من مراحل إحياء الأدب العربي

نشرت هذه المقالات الموجزة في الصحف تحت عنوان (النظرات) وقد جمعت بين الأدب العالمي وبين إرضاء ذوق القراء لأنها كتبت بلغة موسيقية صافية، فكانت بمثابة الوحي يهبط على جمهور تعود قراءة أدب الكلفة والتصنع. وقد انتشرت انتشاراً واسعاً بين قراء العربية من بغداد إلى مراكش؛ مما يدل على أنهم ألفوا فيها شيئاً قيماً، كما كانت تمثل الشعور الذي تردد صداه في العالم الإسلامي أبلغ تمثيل.

ومن السهل أن ندرك اليوم قيمة هذه المقالات، فإن رجال الأدب يشعرون بالأثر القوى الذي أحدثته كتب المنفلوطي التي يحفظ منها طلبة المدارس عن ظهر قلب صفحات برمتها ملكت ألبابهم، واستولت على مشاعرهم.

وهي إلى جانب هذا تمثل حالة الأدب في الشرق العربي الذي اصطبغ بصيغة الآداب الغربية.

أما أفكار المنفلوطي، أو بمعنى أصح عواطف المنفلوطي، فيلاحظ عليها التناقص والتضارب. فهو لا يستطيع مثلاً أن يخفى أسفه على الاعتقاد بشفاعة الأولياء وإن كان يرى أن هذه الاعتقادات هي السبب في ضعف العالم الإسلامي ويقول أن اختلاف الآراء هو القانون الأساسي لتقدم الإنسان، بينا يندد بتعدد الأحزاب السياسية في مصر. ويرفض الجمود الديني ويحذر قراء العربية من اقتباس مدنية الغرب دون تمحيص، مع أنه قد تأثر في أدبه بالطريقة الإبداعية (رومانتزم) في الأدب الفرنسي.

وكان المنفلوطي وطنياً غيوراً، وقد قضى هذا الكاتب الرقيق ستة أشهر في السجن عقاباً له على قصيدة هجا بها الخديو عباس حلمي. وانضم إلى الزعيم سعد زغلول الذي قام يطالب بالحرية لمصر المتحدة الناهضة. وكان إلى هذا رجلاً يحافظ على التقاليد ويرعاها فظل طول حياته يلبس الزي الوطني ورفض أن يستبدل به الملابس الأوربية. أما مطالبته باحترام المرأة والطبقات الفقيرة فإنما يقوم على أساس من قواعد الدين الإسلامي.

البستاني

توالى مجلة (السياسة الأسبوعية) في هذه الأيام نشر ترجمة أناشيد (البستاني) للشاعر الفيلسوف طاغور، وهي بقلم الأستاذين فؤاد البهي وتوفيق أبو السعد. ولقد كنت أطالع هذه الترجمة في شيء من الإكبار والإعجاب، وأغض البصر والعقل عن أخطاء لا تشوه المعنى ولا تضع من المجهود الضخم؛ حتى كانت القطعة الرابعة في العدد 156 المؤرخ 27 يناير سنة 1940، فذهبت أقابل بينها وبين الأصل الإنجليزي مرة، وبين الترجمة التي حملت نفسي عليها مرة أخرى - كدأبي فيما سبق منها - فألفيت هناك اضطراباً يحط من قدر الترجمة.

وأول شيء أخذته على الترجمة هو أن تحيد عن الطريق الذي اتخذه طاغور لنفسه أول ما كتب أناشيده، فهو قد رتبها على نسق يجعل كل نشيد وحدة قائمة بذاتها قد لا تمت إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها بسبب، فميزها بأرقام هي إحصاء لعدد الأناشيد في كل كتاب من كتبه، هذا الترتيب قد أغضى عنه في القطعة الرابعة مما لا يقر الأستاذين عليه أحد.

ثم ابتدأت القطعة الرابعة - ولست أدري كيف خول الأستاذان لنفسيهما أن يضعا هذا الترقيم - بالنشيد العاشر الذي اختلط آخره بأول النشيد السادس عشر طفرة واحدة، وبذلك يكون قد سقط من الترجمة خمسة أناشيد كاملة تقع في اثنتي عشرة صفحة من الأصل الإنجليزي أو قرابة جزء من ثلاثة عشر جزءاً من الكتاب كله. . . ثم راحت الأناشيد يدغم بعضها في بعض دون أي إشارة تنبئ بأن نشيداً انتهى أو أن آخر ابتدأ. . . وفي النشيد السابع عشر جاء المقطع الثاني قبل المقطع الأول. . . وهكذا. . . وهكذا. . . مما يضيق عنه وقتي ولعل هذا الجهد قد ناء بالأستاذين فأرادا أن يتحللا منه في سرعة أو أن يخلصا إلى آخره في غير عناء.

وإنني أناشد الأستاذين في غير تعنت، أن يبذلا في ترجمة هذه الأناشيد ما تستحقه من جهد، وأن يخصاها بما تحتاجه من وقت لتكون الترجمة أقرب شيء إلى الأصل، والسلام.

كامل محمود حبيب

نقود ذهبية من عهد العباسيين

بينما كان أحد الفلاحين يستخرج السماد من بعض التلال الأثرية بناحية سيدي سالم بمديرية الغربية، إذ عثر على 19 قطعة ذهبية يرجع عصرها إلى الخلفاء العباسيين، وقد صكت في عهد هارون الرشيد والمأمون والمهدي.

وقد أبلغ الأمر إلى إدارة حفظ الآثار العربية فأوفدت أحد مفتشيها فتسلم القطع الذهبية التي عثر عليها

وقد نقش على أحد وجهيها بالخط الكوفي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) ونقش على الوجه الثاني (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) وأرخت بالتاريخ الهجري. وهي من الذهب الخالص في حجم القطعة الفضية ذات القرشين ولكنها أثقل منها وزناً.

شعراء البيوتات

يذيع الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي سلسلة أحاديث أدبية من محطة الإذاعة بهذا العنوان، وقد سمعناه أخيراً في مساء الاثنين 5 فبراير يتحدث عن الشاعر الأمير أبى فراس الحمداني، فتناول في حديثه جميع أطوار الشاعر، وعرض لفنه ومذهبه في النظر فوفى الكلام في هذا الصدد. ونحن مع إعجابنا بما سمعنا لا نسلم بكل ما جاء في حديثه، فمثلاً يقرر أن أبا فراس لم يكن في غزله كعامة الشعراء، بل كان إذا تغزل تمثل شخصيته العسكرية، وطبيعته الباسلة. ويعنى الأستاذ المحاضر بهذا أن الشاعر لم يذب قلبه في قصائده ومقطوعاته. ويؤيد حكمه على الشاعر بهذه الأبيات:

أراميتي كل السهام مصيبة ... وأنت لي الرامي فكلي مقاتل

وإني لمقدام وعندك هائب ... وفي الحي سحبان وعندك باقل

تسائلني من أنت وهي عليمة ... وهل بفتى مثلي على حاله نكر

ونحن أناس لا توسط بيننا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر

وفي كلتي ذاك الخباء خريدة ... لها من طعان الدارعين ستائر

تقول إذا ما جئتها متدرعاً ... أزائر شوق أنت أم أنت ثائر

والأستاذ الغزالي بقوله هذا ينكر على الرجل عمق إحساسه وشعوره وعواطفه وهي الصفات التي تتفاوت بها معايير الشعر. ولو تروى الأستاذ قليلاً لأدرك أن للرجل في الغزل شعراً يفيض عن إحساس قوى مشبوب، وعاطفة مضطرمة مضطربة. وإن خالجه في هذا شك فليسمع: إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ... وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

تكاد تضئ النار بين جوانحي ... إذا هي أذكتها الصبابة والهجر

ومن غزله السافر:

بات الحبيب إلى الصبا ... ح معانقي خداً بخدْ

يمتار فيْ وناظري ... ما شئت من خمر وورد

ومن أبيات له:

تثنت فغصن ناعم أم شمائل ... وولت فليل فاحم أم غدائر

كأن الحجى والصون والعقل والتقى ... لدى، وربات الحجال ضرائر

أقول وقد ضج الحلي بجرسه ... ولم تر فيها للصباح بشائر

فيا رب حتى الحلي مما نخافه ... وحتى بياض الصبح مما نحاذر

هذا ولو شئت أن أذكر للأستاذ المحاضر من شعر أبى فراس الذي لا ينهض مع حكمه الجريء على غزله وتشبيبه لما اتسعت هذه الكلمة العابرة لذلك!

عبد العليم عيسى

إلى مؤلف (الأسمار والأحاديث)

هاأنذا يا سيدي أحد هؤلاء القراء الذين فتنوا بأدبك، وغزوت قلوبهم بسحر بيانك.

هاأنذا يا سيدي أحد هؤلاء القراء الذين أنصفتهم في مقدمة كتابك (الأسمار) وصورت لهم خلجات نفسك فكنت كريماً في مناجاتك، نبيلاً في عباراتك.

لقد زخرت العربية بمؤلفات المفكرين بيد أن كاتباً واحداً لم يسجل آراء الناس وأسمارهم بذلك الأسلوب الحكيم الذي يدعو إلى قراءته، والإعجاب به كما تهيأ ذلك لك.

ذاك فن الأسمار الذي نحن أحوج ما نكون إليه في عصرنا هذا وقد أصبح أدبنا بعيداً عن مجتمعاتنا وأفكارنا.

لقد تهيأ لك ابتكار فن جديد قبل ذلك، حينما نقلت الغزل والتشبيب من الشعر إلى النثر، في كتابك (ليلى المريضة) كما نبه إلى ذلك الأستاذ الجارم بك، واليوم تبتكر جديداً في عالم الأدب فتصور المجتمع وفيه أصحاب العقول الفطرية تصاول العقول المثقفة فتطلق الحكمة على لسانها سائغة دامغة.

تلك هي (الأسمار والأحاديث)

دراسة واسعة، ونقد صائب، وفكاهة راقية، وتمثيل لصور المجتمع. ولعمري لقد ترددت كثيراً عند كتابة هذه الكلمة بعد أن رأيت المؤلف يوصد الأبواب أمام من يحاول تزكية (أسماره) ولكن إذا كان من حق المؤلف أن يبث القارئ شجونه ويقدم إليه عصارة أفكاره، فإن من حق القارئ أن يصرح بإعجابه.

وإني لأتقدم إلى رجال المعارف أن يقرروا مطالعته في مرحلة الثقافة العامة حتى يتقن الطلبة لغة الحوار والمناظرة؛ ويقفوا على ما يصطرع في الجو الأدبي والاجتماعي من آراء وأهواء، وحقائق وأباطيل، ويتذوقوا جمال اللغة العربية وقد تركت حجر الدراسة إلى تصوير أحوال الناس، وما يدور في المجتمعات.

سيد محمد مسعود

كتاب الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية

صدر المجلد الثالث من تاريخ الأندلس المسمى (بالحلل السندسية) للعلامة الكبير الأمير شكيب أرسلان في نحو سبعمائة صفحة بالقطع الكامل.

وقد أثبت المجلدان الأول والثاني من كتاب (الحلل السندسية) أنه أعظم تاريخ عصري للأندلس.

وقد تناول هذا المجلد الكلام على شرقي الأندلس ومملكة بلنسية ومملكة مرسية وجغرافيتها وأحوالها وأهلها ووصف مدن الأندلس وحصونها وتراجم رجالها وملوكها والكلام على طرطوشة ودول الأندلس وملوك الطوائف وسقوط مرسية وحوادث الموريسك وغير ذلك من الأبحاث الجليلة.