مجلة الرسالة/العدد 357/أغنية الربيع

مجلة الرسالة/العدد 357/أغنية الربيع

ملاحظات: بتاريخ: 06 - 05 - 1940



(مهدأة إلى صديق الأستاذ محمود تيمور)

للأديب مصطفى علي عبد الرحمن

أشرقتْ مثلَ ابتساماتِ المنى ... ضحكات الزهرِ في الصبح الوديعْ

وسرت عطراً وحُسناً وسنا ... لمحات البشرِ في وجه الربيعْ

وجرى الجدولُ ما بين النخيلْ ... حالماً يخطُر في رفقٍ ولينْ

والطيورْ

تتغنى فوق عذبٍ سلسبيلْ

في سرورْ

ضمَّها ظلٌّ من الغصنِ ظليلْ ... مسبلُ الأهدابِ يستهوي العيونْ

مرت الأنامُ سكرى فتهادتْ

وسقاها الطلُّ خمراً فتناجتْ

وترى السوسنَ فيَّاح العبيرْ ... سافرَ الحسنِ تراءى للعيانِ

وعذارى الأيك أرخين الشعورْ ... فتنت بالسحر سكانَ الجِنانِ

وصحا النرجسُ من ليلِ الشتاءْ وتثنَّى

باسماً يختال في ثوبِ الضياءُ مطمئِنَّا

وغديرٌ حمت الطير أليهِ

راقها رشفُ اللمى من شفتيهِ

والفراشاتُ طليقاتُ عليهِ

حيثما تهوى تهيمْ

في صفاء ونعيمْ

يا ربيعاً لاح موفورَ الجنى ... فاتن الطلعةِ لماح السنا

فرشفنا منه أكواب المنى ... ليت هذا السحرَ تبقيه لنا

ليت هذا الحسن للدنيا يدوم

(الإسكندرية) مصطفى علي عبد الرحمن