مجلة الرسالة/العدد 67/من طرائف الشعر

مجلة الرسالة/العدد 67/من طرائف الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 10 - 1934



شوقيتان لم تنشرا

1 - قصيدة لم تتم للمرحوم شوقي بك في (سعد) والثورة

يا شبابُ اقتدوا بشيخ المعالي ... فالمعالي تَشَبُّهٌٌ وتحدي

هو لو لم يكن له من الفضل إلا ... هذه كان غايةَ الفضل عندي

قد تصدّى لنائبات حقوق ... غيرُ سهلٍ لمثلهن التصدّي

حزَنَتْه بلادُه وهي صَيْدٌ ... بين نابَيْ مُظّفَّر الناب وَرْد

أمَّةٌ من غرائب النصر نَشْوَى ... تَسلُبُ المُلْكَ مَنْ تشاء وتُسدى

أخْرَستْ أفصحَ القياصر سيفاً ... بأساطيلَ في الخصومة لُدِّ

جاءها سعد شاهرَ الحق يدعو ... سيفها المنتضَى لُخِطَّة رُشد

أعْزَلَ المنكبْين إلا من الحق ... ومن حجة كنَصْل الفِرِنْدِ

خاطبَ النارَ وهي في شَفَة المِدْ ... فع والسيفَ وهو في غير غمد

غَمْرةٌ يُشفق الضياغِمُ منها ... خاضها لم يَهَبْ عواقب وِرْد

فنَفوْا فانتفى فصادف حظاً ... حبذا الجِدُّ ان أعينَ بِجَدّ

وإذا مصرُ كاللبوءِةِ غَضْبى ... لابنِها تبذُل الدماء وتفدى

2 - قصيدة أخرى للمرحوم لم تتم في (موليير) الشاعر

الفرنسي

. . وأن (مُولْيير) نجمٌ لا أُفولَ له ... وان تغيِّب في الأحقاب واحتجبا

شريعة من بيان الغرب صافية ... وان يك الشرق أحياناً بها شربا

وآيةُ الأدب الروميّ في لغة ... لم تخل من سرها عجماً ولا عرباً

لو استطاع ذووها من عنايتهم ... بنشرها علّموها الجنَّ والشهبا

فاحفظ لسانك وأجهدْ في صيانته ... كما يصون الكريمُ العرضَ والحسبا

كأنما كانت الدنيا على يده ... يصورّ الناس عنها كلما كتبا

إذا مضى يعرض الأخلاق عارية ... أراك من كل نفس صورةُ عَجَب يأتي النفوس فينضو عن طبائعها ... ستراً ويهتك عن أهوائها الحجبا

فربما ازددتَ علماً بالبخيل وإن ... نشأت تلقاه جَدَّاً أو تراه أبا

وقد يزيدك بالكذاب معرفةً ... وأنت تُضحى وتُمْسِى تسمع الكَذِبا

وقد يريك أخا الوجهْين منكشفاً ... وأنت تلقاه في الإخوان منتقبا

ومن جيد ما نشره المرحوم من الشوقيات قوله يعتب على بني وطنه اختلافهم وتنازعهم:

وأين الفوز لا مصر استقرت ... على حال ولا السودان داما

وأين ذهبتمو بالحق لما ... ركبتم في قضيته الظلاما

لقد صارت لكم حكماً وغماً ... وكان شعارها الموت الزؤاما

شببتم بينكم في القطر ناراً ... على محتله كانت سلاما

إذا ما راضها بالعقل قوم ... أجد لها هوى قوم ضراما

تراميتم فقال الناس قوم ... إلى الخذلان أمرهمو ترامى

وكانت مصر أول من أصبتم ... فلم تحص الجراح ولا الكلاما

إذا كان الرماة رماة سوء ... احلوا غير مرماها السهاما

وقال يوجه الخطاب إلى توت عنخ آمون عقب كشف قبره:

قل لي: أحين بدى الشرى ... لك هل جزعت على العرين؟

آنست ملكاً ليس بالشا ... كي السلاح ولا الحصين

البر مغلوب القنا ... والبحر مسلوب السفين

لما نظرت إلى الديا ... ر صدفت بالقلب الحزين

لم تلق حولك غير (كر ... تر) والنطاسيَّ المعين

أقبلت من حجب الجلا ... ل على قبيل معرضين

تاج الحضارة حين أشر ... ق لم يجدهم حافلين

والله يعلم لم يرو ... هـ من قرون أربعين