مجلة الرسالة/العدد 772/من ظرفاء العصر العباسي:

مجلة الرسالة/العدد 772/من ظرفاء العصر العباسي:

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 04 - 1948


2 - أبو العيناء

191 - 283 هـ

للأستاذ صبحي إبراهيم الصالح

وما أستطيع - ولا أحسبك تستطيع - أن تكتم إعجابها بهذا الظريف وهو يدلك على مواطن الغنى من نفسه، ومواضع العزة في تصرفاته، إذ يوحي إليك أنه غض الطرف عن زهرة الحياة الدنيا، وكف البصر من متاعها القليل وعرضها الأدنى. فينشد مزهواً مرفوع الهامة:

الحمد لله ليس لي فرس ... ولا على باب منزلي حرس

ولا غلام إذا هتفت به ... بادر نحوي كأنه قبس

ابني غلامي وزوجتي وأمَتي ... ملكنها المِلاك والعرس

غنيت باليأس واعتصمت به ... عن كل فرد بوجهه عبس

فما يراني ببابه أبداً ... المحيا سمح ولا شرس

إذن هو يحمد الله - الذي لا يحمد على مكروه سواه - على أنه لم يجعل له مالا ممدودا؛ فليس له خيل مسومة، وأفراس مطهمة، وليس له على الأبواب، حراس ولا حجاب؛ ولا له غلمان وجوار، كأنهم في المبادرة نحوه شعلة من نار: وإنما غلامه الوحيد ابنه وفلذة كبده، وجاريته الفريدة هي زوجته التي دفع إلى أوليائها مهرها فملكها بعد وليمة عرسه. . . فحسبه اليأس مما في أيدي الناس، فأن فيه غني النفس يعتصمن به عن الذين يصعرون الخد، ويقطبون الجبين؛ بل ليأخذن ميثاق نفسه لما أفقرته هزاهز الدهر ثم قعدت به الأيام عن طلب الرزق ليعتزن بكرامته، فلا يقرع باب مخلوق متزلفاً متملقاً، ولا يسأل من الناس سمحاً ليناً لطيفاً، ولا شرساً قاسياً عنيفاً، أعطوه أو منعوه!

يالها من مهارة!

أما وإن هذه المهارة عند أبي العيناء في إبراز شخصيته هي التي أكسبته ثقة بنفسه لا تتزعزع، وأخافت كثيرين من التصدي لمعارضته، لأنه كان سريع الجواب حاضر البديهة لاذع النكتة؛ ما جابه إنساناً غلا غلبه، ولا ناقشه إلا أقحمه، ولا جادله إلا ظهر عليه.

ولا ريب أن لسماعه من الأصمعي وأبي عبيدة والأنصاري والعتبى وأبي عاصم النبيل الذين سبق أن ذكرنا أسمائهم فضلا كبيراً على فصاحته وبلاغته، ولسنه وظرفته؛ وعذوبة شعره وسهولة نثره، وحسن اختياره، في رواية أخباره!

ولقد كانت حياة هذا الظريف حافلة بكل مدهش وغريب، فإذا كان قد عاصر المأمون والمعتصم والواثق، فأنه عاصر بعد عماه المتوكل الذي دام أربعة عشر عاماً فأمسى أبو العيناء في السادس والخمسين، ثم عاصر ابنه الذي دام ستة أشهر فأتم أبو العيناء السابع والخمسين، ثم المستعين الذي خلع بعد أن بقى أربعة أعوام فصار أبو العيناء في الواحد والستين، ثم المعتز الذي خلع نفسه بعد ثلاثة أعوام فأصبح أبو العيناء في الرابع والستين، ثم المهتدي الذي خلع بعد أقل من عام فأضحى أبو العيناء في الخامس والستين، ثم المعتمد الذي ظل ثلاثة وعشرين عاماً فأشرف أبو العيناء على الثامن والثمانين، ثم المفوض الذي خلع نفسه في السنة ذاتها، وأخيراً حضر ثلاث سنوات أو أربعاً من خلافة المعتضد توفى على أثرها سنة اثنتين وثمانين ومائتين كما قال الدارقطني، أو سنة ثلاث وثمانين ومائتين كما قال أبو جعفر بن أبي العيناء. ولا يأس إذا رجحنا رواية الابن في هذا المقام. وهكذا فقد عاش أبو العيناء ثلاثة وتسعين عاماً، أو قل إنه عاش قرناً إلا قليلاً!

وما بهذا بالعمر القصير. . . فقد تقلبت في حياة أبي العيناء عصور كثيرة فرأى في خلالها تعز وتذل، وحكومات تحيا وتموت، وأبطالا يسوقون الناس غلى الموت ثم يساقون إلى الموت، ورجالا أكبروا النظام وبنوا، جماعات استحبوا الفوضى فهدموا وحطموا: وكان لهذه المشاهد في نفسه آثار كانت تتفاوت قوة وضعفاً، وإيجاباً وسلباً، وغموضاً ووضوحاً فتعلم الثقة بنفسه حين ألقى ثقته بالناس لا تنفعه، ورأى بهجة الدنيا لا تستحق العناء لما قاسها بمصائبها التي تكدر صفوها، فإذا هو يبكي على حرمانه، ثم يزهد زهادة الفقير الضعيف، ثم يتشكى إلى نفسه، وينشد من صميم قلبه:

تولت بهجة الدنيا ... فكل جديدها خلَق

وخان الناس كلهم ... فما أدى بمن أثق

رأيت معالم الخيرا ... ت سدت دونها الطرق فلا حسب ولا أدب ... ولا دين ولا خلق!

وإن مجتمعاً خالياً من روح الثقة بين أفراده وجماعاته، قد سدت الطرق دون معالم الخيرات فيه، حتى أبطأ بالحسيب حسبه حين لم يسرع، به عمله وجنى على الأديب أدبه حين كسدت بضاعته، ولم يرفع المتين دينه حين ضعفت مكانته، ولم يعز الفاضل خلقه حين ضاعت كرامته - إن مجتمعاً هذه بعض أوصافه ليس بالمستقر الصالح، ولا المثابة الآمنة.

لكن أبا العيناء - على سخريته بمجتمعه، واستخفافه بأهل زمانه - قد أدرك الحقيقة التي لا تخفى على الحكيم، وعرف كثيراً من أسرار القلوب وخبايا النفوس التي لا تكشفها إلا التجارب، فوازن بين فصاحة الفصحاء وسوء حالهم، وبين دراهم الأغنياء ونعومة عيشهم، فعصر الألم فلبه وأنطق لسانه، ففاض شعره بالحسرة وهو يقول:

من كان يملك درهمين تعلمت ... شفتاه أنواع الكلام فقالا

وتقدم الفصحاء فاستمعوا له ... ورأيته بين الورى مختالا

لولا دراهمه التي في كيسه ... لرأيته شر البرية حالا

إن الغني إذا تكلم كاذباً ... قالوا صدقت وما نطقت محالا

وإذا الفقير أصاب قالوا لم تصب ... وكذبت يا هذا وقلت ضلالا

إن الدراهم في المواطن كلها ... تكسو الرجال مهابة وجلالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة ... وهي السلاح لمن أراد قتالا

ولما آمن الدراهم هي لسان الفصيح، وسلاح المقاتل، بحث عنها فلم يجدها، أو قل إنه وجد القليل منها، فأخذ يعزى نفسه بالنكتة اللاذعة، والداعبة الموفقة، والرواية الطريفة، يدخل بها السرور على قلبه المحزون وعلى قلوب جلسائه ومعارفه، حتى اشتهر أمره بين أهل عصره، وذاع صيته بين أعلى الطبقات وأوسطها وأدناها، فنادم بعض الخلفاء والأمراء والوزراء، كما حاور الأدباء والشعراء والظرفاء، ثم ساير العامة العاديين: فكان الجميع معه على أمرهم مغلوبين!. . .

- 4 -

ويبدو أن المتوكل كان أشد الخلفاء رغبة في اتخاذ أبي العيناء نديماً، حتى قال ذات مرة لجلسائه: (لولا أنه ضرير لنادمناه) فلمما بلغه ذلك قال: أن أعفاني من رؤية الأهلة ونقش الفصوص صلحت للمنادمة) هذه رواية معجم الأدباء، وتجد مثلها في تاريخ بغداد (ص174 ج3). وكان هذا الجواب باعثاً على إرسال المتوكل في طلبه. فلما دخل عليه في قصره المعروف بالجعفري سنة ست وأربعين ومائتين قال له: (ما تقول في دارنا هذه؟ فقال أبو العيناء: أن الناس بنوا الدور في الدني، وأنت بنيت الدنيا في دارك: فاستحسن كلامه ثم قال له: كيف شربك للخمر؟ قال: أعجز عن قليله، وأفتضح عند كثيره. فقال له: دع هذا عنك ونادمنا. فقال: أنا رجل مكفوف، وكل من في مجلسك يخدمك وأنا محتاج أن أخدم. ولست أمن من أن تنظر إليَّ بعين راض وقلبك على غضبان، أو بعين غضبان وقلبك راض، ومتى لم أميز بين هذين هلكت؛ فأختار العافية على التعرض للبلاء. فقال: بلغني عنك بذاء في لسانك. . . فقال: يا أمير المؤمنين، قد مدح الله تعالى وذم فقال (نعم العبد إنه أواب) وقال عزوجل (هماز مشاء بنميم) وقال الشاعر:

إذا أنا بالمعروف ... ولم أشتم النكس اللئيم المذمما

ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي الله المسامع والفما؟

ما أحسنه من تخلص!

يعتذر أبو العيناء عن خبث لسانه بأنه لا يشتم إلا اللئيم، ولا يهجو إلا الذميم، كما أنه لا يثنى إلا على صاحب المعروف، ولا يمدح إلا الحقيق بالمدح، كأنه يريد أن يقنع السامع بصدقه في شتمه وهجائه، وفي مدحه وثنائه؛ لأنه يذكرك بأن معرفة الشر باسمه، أو الخير برسمه، تدل على تفكير ساذج لا يعدو ظواهر الأمور، ولصاحبه أذن لا يسمع بها، ولسان لا ينطق به: لأن الإنسان الذي لا يعبر عما يسمع وتفهَّم ملتو بيانه، مائل ميزانه.

ولنا - أمام هذا العرض الواضح - أن نقرر أن أبا العيناء كان شديد الصراحة في التعبير عن رأيه الخاص، يحب مجابهة كل إنسان بما يلمس فيه من عيب، وللعيب مقياس شخصي عنده لا يوافقه عليه كثير من الناس. ويبرز لنا هذا المعنى من نفسه جوابه الشافي لمن سأله: (إلى متى تمدح الناس وتهجوهم؟ قال: مادام المحسن يحسن، ومادام المسئ يسئوأعوذ بالله أن أكون كالعقرب تلسع النبي والذمي!).

وقد تبلغ به الصراحة مبلغاً يحمله على الاعتراف بما يؤذيه، ولا سيما إذا غلبته على أمره. فاه ساعتئذ ينساق مع ما يجيش في نفسه، ومع ما يلذ لسماعه، ولو اتهم برقة في دينه، وضعف في يقينه، وزلزلة في عقيدته.

دخل يوماً على المتوكل فقدم إليه طعام؛ فغمس لقمته في خل كان حاضراً وأكلها. فتأذى بالحموضة، وفطن الخليفة له فجعل يضحك. فقال: (لا تلمني يا أمير المؤمنين! فقد محت حلاوة الإيمان من قلبي)!

وإن رجلاً يعرض بمحو حلاوة الإيمان من قلبه ليستر امتعاضه بدعابته - لرجل صريح ما في ذلك ريب. ومثله لا يرى في بذاءة اللسان عند اللزوم إلا وصفاً للواقع، فهو في سفاهته يتحدث عن صراحته، لا يسأل عمن أمامه، ولا يكترث بما يحيط به. . .

كان المتوكل يكره التشيع لعلي بن أبي طالب وآله. فسأل أبا العيناء: (هل رأيت ببغداد منذ ثلاثين واحداً. قال: نجده كان مؤاجراً (يؤجر نفسه) وكنت أنت تقود عليه. فقال: يا أمير المؤمنين أو يبلغ هذا من فراغي؟ أدع موالي مع كثرتهم وأقود على غرباء؟

فقال المتوكل للفتح: أردت أن أشفي لهم مني!) وهذه صراحة منفعة النظير لم يشجع أبا العيناء عليها استخفاف المتوكل بالطالبين ورميه إياهم بعبارات لا تليق بقدر ما شجعه عليها اعتقاده الخاص بآل البيت ورغبته في إفحام الخليفة نفسه. ولست أ ' ني بهذا أنه كان متشيعاً لآل البيت، فما يكون يأبه لشيء من هذا، وإنما كان يكون لنفسه رأياً خاصاً في كل من يلفاه: يصاحب من يريد، ويخاصم من يريد، ويهمه - قبل كل شيء - إلا يعلو عليه مخلوق.

وكما ظهر أبو العيناء بمظهر المدافع عن آل البيت ليفحم الخليفة المتوكل بجوابه، خاصم يوماً علوياً ولم يكترث بتشيعه. فقال له العلوي: (تخاصمني وقد أمرت أن تقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد؟ فقال: لكني أقول الطيبين الطاهرين فتخرج أنت!).

فالرجل معارض من الطراز الأول، ومولع بأن تظفر معارضته حيث كان، وأمام كل إنسان مهما كان؛ ولكنه إذا سمع ما فيه مقنع لنفسه بعد طول الحوار يرضى به ويبدي إعجابه ولو صدر من صبي أو غلام. نعرف هذا من قوله (أخجلني ابن صغير لعبد الله ابن خاقان قلت له: وددت أن لي إبناً مثلك. قال: هذا بيدك! قلت: كيف ذلك؟ قال: تحمل أبي على امرأتك فتلد لك ابناً مثلي).

وأظن هذا عائداً إلى صراحته حتى بعثه إعجابه بالصغير على الخجل منع وعلى تسجيل هذا الخجل على نفسه. فلا تتغرب منه بعد ذلك أي موقف أمام المتوكل وغيره وترك فيه نفسه على سجيتها، ولم يتكلف ولم يصطنع.

أنظر إليه وقد دخل على عبيد الله بن عبد الله بن ظاهر وهو يلعب بالشطرنج فقال: في أي الحيزين أنت؟ فقال: في حيز الأمير أيده الله. وغلب عبيد الله فقال: يا أبا العيناء قد غلبنا. وقد أصابك خمسون رطل ثلج. فقال ومضى إلى ابن ثوابه وقال: أن الأمير يدعوك. فلما دخلا قال: أيد الله الأمير؛ قد جئتك بجبل همذان وما سبذان ثلجاً فخذ لمداعبة الأمير غلا ابن ثوابة، فاتهمه بالبرودة وجعله جبلاً من الثلج؛ فما رجا لأبن ثوابة وقاراً، ولا استحيا من الأمير!

وموقفه مع جميع الأمراء كمواقفه مع الدهماء. ولقد حجبه أمير ثم كتب إليه يعتذر منه فقال: (تجابهني مشافهة وتعتذر إلى مكاتبة؟)، وشكا تأخر أرزاقه إلى عبيد الله بن سليمان، فقال له: (ألم نكن كتبنا لك إلى أبن المدبر؟ فما فعل في أمرك؟ قال: جرني على شوك المطل، وحرمني ثورة الوعد. فقال: أنت اخترته. فقال: وما عليّ وقد (اختار موسى قومه سبعين رجلاً) فما كان منهم رشيد (فأخذتهم الرجفة)، واختار النبي أبن أبي سرح كاتباً فلحق بالمشركين مرتداً، واختار علي أبن أبي طالب أبا موسى الأشعري حكماً فحكم عليه؟).

أما نوادره مع الوزراء فأكثر من أن تحصى، وأبدع من أن تروى، ولا معدي لنا عن ذكر بعضها من غير تعليق تمثيلاً للقارئ وترويحاً عن نفسه:

دخل على أبي صقر إسماعيل بن بلبل الوزير فقال له: (ما الذي أخرك عنا يا أبا العيناء؟ فقال: سرق حماري. فقال: وكيف سرق؟ قال: لم أكن مع اللص فأخبرك. قال: فهلا أتيتنا على غيره؟ قال: قعد بي عن الشراء قلة يساري، وكرهت ذل المكارى ومنة العوارى).

ووعده ابن المدبر يوماً أن يعطيه بغلاً، فلقيه في الطريق. فقال: (كيف أصبحت يا أبا العيناء. فقال أصبحت بلا بغل) فضحك منه وبعث به إليه.

وحمله وزير على دابة؛ فانتظر علفها. فلما أبطأ عليه قال: (أيها الوزير! هذه الدابة حملتني عليها أو حملتها عليّ!).

وكان يتطاول على الوزير أحمد بن الخصيب حتى وضع كتاباً في ذمه حكى فيه: (أن جماعة من الفضلاء اجتمعوا في مجلس، وكل منهم يكره أبن الخصيب لما كان فيه من الفدامة والجهالة والتغفل، فتجاذبوا أطراف الملح في ذمه؛ فقال أحدهم: كان جهله غامراً لعقله، وسفهه قاهراً لحلمه. وقال آخر: لو كان دابة لتقاعس عن عنانه، وحرن في ميدانه. وقال آخر: كنت إذا وقع لفظه في سمعي أحسست النقصان في عقلي. وقال بعض كتابه: كنت أرى قلم أبن الخصيب، يكتب بما لا يصيب، ولو نطق لنطق بنوك عجيب. وقال آخر: لو غابت عنه القافية لنسيها. وقال أبو العيناء في آخر هذا التصنيف: (كان أبو الخصيب إذا ناظر شغب، وربما رفس من ناظره إذا عجز عن الجواب، وخفي على الصواب، واستولت عليه البلادة، وعرى كلامه من الإفادة؛ وكان إذا دنوت منه غرك، وإن بعدت عنه ضرك، فحياته لا تنفع وموته لا يضر.

لذلك هجاه قائلاً:

قل للخليفة يا أبن عم محمد ... أشكل وزيرك إنه ركال

قد أحجم المتظلمون مخافة ... منه، وقالوا ما نروم منه مجال

ما دام مطلق علينا رجله ... أو دام للنزق الجهول مقال

قد نال من أعراضنا بلسانه ... ولرجله بين الصدور مجال

امنعه من ركل الرجال وإن ترد ... مالا فعند وزيرك الأموال

فما زاد أبو العيناء على أن جعل أبن الخصيب ركالاً يطلق رجله على الناس، وطالب الخليفة بأن يضع فيه الشكال الذي تقيد به الدابة. وأحسب أن هذا منتهى ما يصل إليه الهجاء!

(البقية في العدد القادم)

صبحي إبراهيم الصالح