مجلة الرسالة/العدد 795/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 795/البريد الأدبي
مساواة ضيزى:
في مقال الأستاذ الكاتب الغيور نقولا الحداد (فصيلة المخلوفات الخبيثة) في العدد (791) من الرسالة، الغراء جاء قوله: هل يعلم القراء أنه مكتوب على أبواب بعض الفنادق الأمريكية (ممنوع دخول اليهود والكلاب إلى هذا الفندق)؟
وجوابي الصريح أن هذه العبارة الأمريكية إنما تحمل من المدح أضعاف ما تحمله من القدح لأولئك الذين سماهم الأستاذ بحق - فصيلة المخلوقات الخبيثة. . . ذلك بأنها تسوى - خطأ - بين اليهود والكلاب وتفض الطرف عن أمور كان يجمل أن تأخذ محلها من الاعتبار في سياق المساواة، واليك البيان:
1 - قال الشاعر:
وما يك فيّ من عيبِ فإني ... جبان (الكلب) مهزول (الفصيل)
2 - وقال الآخر:
ألا ليتنا يا عز من غير ريية ... (بعيران) نرعى في الخلاء ونعزب
وددت - وبيت الله - أنك (بكرة) ... هجان، وأنى (مُصْعَب) ثم نهرب!
3 - وقال غيرهما:
يغشون حتى ما تهر (كلابهم) ... لا يسألون عن السواد المقبل
4 - وقال الضليل:
وجيد كجيد (الرئم) ليس بفاحش ... إذا هي نصته، ولا بمعطل
5 - وقال:
نظرت إليك بعين (جازئة) ... حوراء حانية على طفل
6 - وأخيراً قيل في الطير دع النعم:
لو أطلع (الغراب) على [يهود] ... وما فيها من السوءات شابا!. . . الخ
وبعد: فمن محصل أقوال القائلين أو بالصح أبيات الشاعرين يستفاد أن بعض الحيوان الأعجم - وصفاً وحالا - أعظم قدراً وأنفع للناس من فصيلة المخلوقات الخبيثة. . . أولئك الذين بدت سواءتهم للعيان في مجازر دير ياسين وطبرية وحيفا ويافا وغيرها من رقاع فلسطين. . . وشتان بين كلب يحرسك وخبيث منهم يفطم الولد، ويبقر البطن، ويقتل الجنين!!
ثم ماذا؟ ثم يبقى أن نقول إن مساواة العبارة الأمريكية اليهود بالكلاب، وتشبيه الأستاذ صاحب المقال هؤلاء بفصائل الحيوان الأعجم هو مساواة ضيزى وتشبيه مع الفارق. هذا الذي ببنت بعضه أبيات الشاعرين، والبعض قد يغنى عن كل وبخاصة في مثل مقامنا، والسلام.
(الزيتون)
عدنان
إلى أبناء العروبة.
لم يعرف تاريخ مصر الحديث قائداً عبقرياً ولا مجاهداً عربياً ولا فاتحاً مصرياً دامت له عديد الأمصار ورفع علم العروبة خفافاً في العالين كما عرف ساكن الجنان إبراهيم باشا - فلقد استطاع الفاتح المصري العظيم أن يلقى على الدنيا درساً لن ننساه حتى ذهبت سيرته مثلا أعلى في التاريخ تقرأ في الجامعات وتدرس في الكليات التي تخصصت في تفهم سير الأبطال التي غيرت فتوحاتهم مجرى التاريخ. . . وها نحن أولاء على أبواب (المائة عام) التي مضت على انتقاله إلى جوار ربه راضياً مرضياً ونحن اشد ما نكون حاجة إلى إعادة مجده واستذكار فتوحاته وأعماله - فهل للعروبة في مشارق الأرض ومغاربها، وهل للقادة من رجال الفكر ألا يعلموا على إذاعة هذه الذكرى التي تعبق بتاريخ العزة والنصر، وتفعل في النفوس فعل السحر وتدفع بالأمة العربية الباسلة إلى أن تترسم خطاه حتى تكون من تحقيق أمله قاب قوسين أو أدنى.
محمد عبد الوارث الصوفي.
الأمجاد ليست جمعاً للمجد:
طالعت في العدد الأخير من الرسالة الغراء ما دبجه يراع الأستاذ الكبير محمود رزق سليم المدرس بكلية اللغة العربية تحت عنوان: من وحي حماة: وقد أفتتح الأستاذ كلامه بقوله (لا أدري لماذا يهزني شوقي إلى حماة ويهفو قلبي إليها كلما ذكرت ويردد لساني اسمها في كثير من التقدير. وأقف عند ترديده وقفة المتأمل المستلهم. مستعرضاً على ذاكرتي لمحات تاريخها الفياض فتشرق منه في سماه ومضات من أمجادها الماضية) والذي نأخذه على الأستاذ الجليل قوله (امجادها الماضية) وذلك لأن الأمجاد لم ترد جمعاً للمجد ولم نر المجد مجموعاً وقياس جمعه في القلة أمجد مثل سهم وأسهم. نعم قد جاء جمع فعل على أفعال ولكن في كلمات شاذة يجب أن نقف عندها ولا نتعداها. من ذلك فرخ وأفراخ: وزند وأزناد: وفرد وأفراد: اما أمجاد جمعاً للمجد فلم تذكر في كتب اللغة وإنما جاء أمجاد جمعاً لما جد أو مجيد. وفي الحديث (أما بنو هاشم فأنجاد أمجاد).
(الزقازيق)
محمد عبد المقصود هيكل
هاأنذا:
في العدد 793 كتب الأستاذ البشبيشي بجواز مثل هاأنا بائح ولكني هاأنذا أدعوك أن تتبع كل ضمير سبق بهاء التنبيه نجد خبره أسم إشارة بطابقه، والقرآن الكريم لم يخرج عن هذه القاعدة وكفى به شاهد صدق.
وعبارة أبن هشام لغة تأليف لا عبارة تحقيق، ولم لا تكون مما تؤخذ عليه؟ فلا تنهض لنهدم بها قاعدة.
ويبت البحتري لو أن الشعر وسعه أن يقول ها هو ذا لكان اشد تقريعاً لمخاطبته، فلا زالت القضية من وجوب الإتيان باسم الإشارة مطابقاً الضمير المسبوق بهاء التنبيه كما يقوله من يسميهم (المتأدبين) صحيحة.
وإليك عبارة المختار: يقال أين أنت؟ فتقول هاأنذا. والمرأة تقول هاأنذاه. ويقال أين فلان؟ فتقول. إن كان قريباً - ها هو ذا - وإن كان بعيداً ها هو ذاك.
وللمرأة إن كانت قريبة ها هي ذه - وإن كانت بعيدة ها هي تلك أه.
عبد الفتاح عبد الصادق الملامسي
مدرسة الإسماعيلية الأميرية للبنات سودنة:
ليست هي تلك السودنة التي تقشعر منها الأبدان كلما ذكرت، بل هي سودنة خفيفة لطيفة، لم تفرضها السياسة وأساليبها الملتوية، وغايتها المظلمة، وإنما فرضها أمر يدل على وحدة التقاليد بين شطري الوادي، جنوبه وشماله، وخاصة ذات الطابع الديني منها، كتلك التي تحرص على أن تشرك الابن في جزء من أسم أبيه، لينال كل منهما شرف إطلاق (محمد) عليه.
نشرت (الرسالة) الغراء في عددها 792 قصيدة بعنوان (الدوحة الذاوية) وهي قصيدة كان على إن أسودنها قبل أن أدفع بها إليها فاضع بجانب اسمي (السوداني)، ذلك لأن الأستاذ (محمد محمد علي) يشاركني أو أشاركه في الاسم الكريم وقد سبقني إلى الرسالة شاعراً وكاتباً، وإلا لوجب عليه هو أن (يمصر) اسمه وأعفى أنا من هذه السودنة الخفيفة اللطيفة برغم اعترافي له بالسبق في ميدان العلم والأدب.
محمد محمد علي السوداني.