الجمل في النحو/تفسير جمل اللام ألفات


وَهِي ثَلَاث عشرَة لَا نهي وَلَا جحد وَلَا اسْتثِْنَاء وَلَا تَحْقِيق وَلَا فِي مَوضِع الْوَاو وَلَا ي مَوضِع غير وَلَا حَشْو وَلَا صلَة وَلَا نسق وَلَا فِي معنى لَكِن وَلَا للتبرئة وَلَا فِي مَوضِع لم وَلَا فِي مَوضِع لَيْسَ

فَلَا النَّهْي

لَا تخرج وَلَا تضرب وَلَا تَشْتُم وَلَا تقم وَالنَّهْي جزم أبدا

وَلَا الْجحْد

نَحْو قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لَا يبْعَث الله من يَمُوت بلَى} رفع يبْعَث لِأَنَّهُ فعل مُسْتَقْبل وَهُوَ جحد وَمثله {لَا يتَّخذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافرين أَوْلِيَاء من دون الْمُؤمنِينَ} يتَّخذ رفع لِأَنَّهُ فعل مُسْتَقْبل وَلَا فِي معنى الْجحْد وَمن قَرَأَ {لَا يتَّخذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافرين} بِكَسْر الذَّال فَإِنَّهُ نهي وَهُوَ جزم وَإِنَّمَا كسرت لاستقبال الْألف وَاللَّام

وَإِلَّا اسْتثِْنَاء

خرج الْقَوْم إِلَّا زيدا وَقدم الْقَوْم إِلَّا مُحَمَّدًا والمستثنى إِذا لم يكن لَهُ شركَة فِي فعل الْقَوْم فَهُوَ نصب أَلا ترى أَنَّك تَقول خرج الْقَوْم إِلَّا زيدا وَقدم الْقَوْم إِلَّا مُحَمَّدًا حِين أخرجَا من عدد الْقَوْم على معنى الِاسْتِثْنَاء أَلا ترى أَن زيدا لم يخرج ومحمدا لم يقدم فَلذَلِك انتصبا

وَإِلَّا تَحْقِيق

مَا خرج من الْقَوْم إِلَّا زيد وَمَا قدم من الْقَوْم إِلَّا مُحَمَّد رفعت زيدا ومحمدا لِأَن لَهما الْفِعْل قَالَ الله تَعَالَى {وَلم يكن لَهُم شُهَدَاء إِلَّا أنفسهم} رفع الشُّهَدَاء على معنى اسْم يكن وَرفع أنفسهم على التَّحْقِيق لأَنهم هم الشُّهَدَاء وَكَذَلِكَ تَقول لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا رجل إِلَّا زيدا وَمَا فِي الدَّار إِلَّا مُحَمَّد وَمَا جَاءَنِي إِلَّا أَبوك رفعت زيدا على التَّحْقِيق وعَلى أَنه لَا يجوز قَوْلك لَا رجل حَتَّى تَقول إِلَّا زيد وَإِنَّمَا رفعت على التَّحْقِيق وَإِذا قدمت الْمُسْتَثْنى على حرف التَّحْقِيق نصبت مَا قبله وَرفعت مَا بعده تَقول مَالِي إِلَّا أَبَاك صديق قَالَ الشَّاعِر (وَمَالِي إِلَّا آل أَحْمد شيعَة ... وَمَالِي إِلَّا مشعب الْحق مشعب) وَقَالَ آخر (وَالنَّاس إلب علينا فِيك لَيْسَ لنا ... إِلَّا السيوف وأطراف القنا وزر) نصب السيوف وأطراف القنا لِأَنَّهُ قدم الْمُسْتَثْنى وعَلى أَن إِلَّا فِي معنى لَكِن لِأَن لَكِن تَحْقِيق وَإِلَّا تَحْقِيق فَأَما قَول الآخر (وَالْحَرب لَا يبْقى لجاحمها ... التخيل والمراح) (إِلَّا الْفَتى الصبار فِي النجدات ... وَالْفرس الوقاح) يعْنى إِلَّا أَن يكون الْفَتى الصبار وَالْفرس وَمثله (عَشِيَّة لَا تغنى الرماح مَكَانهَا ... وَلَا النبل إِلَّا المشرفي المصمم) يَعْنِي إلاأن يكون فَأَما قَول الآخر (مارام سرك إِنْسَان فيعلمه ... إِلَّا الصَّحِيفَة وَالْهَادِي والقلما) وَإِنَّمَا أَخْبَرتك ب لَكِن لِأَنَّهُ خَارج من الْكَلَام الأول وَمثله قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه الْأَعْلَى} فَهَذَا اسْتثِْنَاء من غير لَفظه أَيْضا وَمثله {قل لَا يعلم من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض الْغَيْب إِلَّا الله} أَي أحد إِلَّا الله وَأما قَوْله {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله إِلَّا من رحم} يَعْنِي لَكِن من رحم وَكَذَلِكَ {لَا يحب الله الْجَهْر بالسوء من القَوْل إِلَّا من ظلم} أَي لَكِن من ظلم وَتقول مَا أَتَانِي إِلَّا زيد ابو عَمْرو إِذا كَانَ زيد هُوَ أَبُو عَمْرو وَجَاز على الْبَدَل كَمَا قَالَ الشَّاعِر (مَا كَانَ من شيخك إِلَّا عمله ... إِلَّا رسمية وَإِلَّا رمله) لِأَن الرسيم هُوَ الْعَمَل فَأَعَادَ لِأَنَّهُ مَا زَاده إِلَّا توكيدا

وَإِلَّا بِمَعْنى الْوَاو

مثل قَول الشَّاعِر (وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ ... لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان) مَعْنَاهُ والفرقدان يفترقان وَمثله قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {إِلَّا الَّذين ظلمُوا مِنْهُم فَلَا تخشوهم واخشوني} مَعْنَاهُ وَالَّذين ظلمُوا مِنْهُم فَلَا تخشوهم

وَلَا بِمَعْنى غير

مثل قَوْله جلّ اسْمه {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} أَي وَغير الضَّالّين وَمثله أَيْضا {انْطَلقُوا إِلَى مَا كُنْتُم بِهِ تكذبون انْطَلقُوا إِلَى ظلّ ذِي ثَلَاث شعب لَا ظَلِيل وَلَا يُغني من اللهب} أَي غير ظَلِيل وَقَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى (حَتَّى تناهي إِلَى لَا فَاحش صخب ... وَلَا شحيح إِذا مَا صَحبه غنموا) أَي إِلَى غير فَاحش

وَلَا حَشْو

مثل قَول الله جلّ وَعز {مَا مَنعك أَلا تسْجد} مَعْنَاهُ أَن تسْجد وَقَالَ العجاج (وَلَا ألوم الْبيض أَلا تسخرا ... من شمط الشَّيْخ وَألا تذعرا) مَعْنَاهُ أَن تسخرا وَأَن تذعرا وَقَالَ آخر (فِي بِئْر لَا حور سرى وَمَا شعر) أَي فِي بِئْر حور وَلَا حَشْو

وَلَا الَّتِي للصلة

قَوْله تَعَالَى {لَا أقسم} مَعْنَاهُ أقسم وَلَا صلَة وَكَذَلِكَ قَوْله جلّ وَعز {لِئَلَّا يعلم أهل الْكتاب} أَي ليعلم وَلَا صلَة

وَلَا للنسق

قَوْلك رَأَيْت مُحَمَّدًا لَا خَالِدا ومررت بِمُحَمد لَا خَالِد وَهَذَا مُحَمَّد لَا خَالِد

وَإِلَّا فِي معنى لَكِن

قَوْله جلّ وَعز {طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتشقى إِلَّا تذكرة لمن يخْشَى} نصب تذكرة على معنى لَكِن تذكرة لِأَن إِلَّا تَحْقِيق وَلَكِن تَحْقِيق

وَلَا للتبرئة

كَقَوْلِك لَا مَال لزيد وَلَا عقل لعَمْرو وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {لَا ريب فِيهِ} وَمِنْه {فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال} و {لَا بيع فِيهِ وَلَا خلة وَلَا شَفَاعَة} وَمن رفع جعل لَا فِي معنى لَيْسَ بيع فِيهِ وَلَيْسَ خلة وَلَيْسَ شَفَاعَة

وَلَا بِمَعْنى لم

قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {فَلَا صدق وَلَا صلى} أَي لم يصدق وَلم يصل وَقَالَ الشَّاعِر (لَا هم إِن الْحَارِث بن جبلة ... رَبًّا على وَالِده وخذله) (وَكَانَ فِي جِيرَانه لَا عهد لَهُ ... واي شَيْء سيئ لَا فعله) أَي لم يَفْعَله مضى تَفْسِير اللَّام ألفات وَهَذَا

الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي
المقدمةوجوه النصبوجوه الرفعتفسير وجوه الخفضتفسير إعراب جمل الجزمجمل الألفاتجمل اللاماتتفسير جمل الهاءاتجمل التاءاتجمل الواواتتفسير جمل اللام ألفاتاختلاف ما في معانيهتفسير الفاءاتتفسير النوناتتفسير الباءاتتفسير الياءاتفصل في رويدفصل في الفرق بين أم وأو