الجمل في النحو/جمل التاءات


وَهِي خمس عشرَة تَاء سنخ وتاء التَّأْنِيث وتاء فعل الْمُؤَنَّث وتاء النَّفس وتاء مُخَاطبَة الْمُذكر وتاء مُخَاطبَة الْمُؤَنَّث وتاء تشبه تَاء التَّأْنِيث وَهِي مصروفة فِي كل وَجه وتاء وصل وتاء تكون بَدَلا من الْألف وتاء تكون بَدَلا من السِّين وتاء تكون بَدَلا من الدَّال وتاء تكون بَدَلا من الْوَاو وتاء الْقسم وتاء زَائِدَة فِي الْفِعْل الْمُسْتَقْبل وتاء تكون بَدَلا من الصَّاد فِي بعض اللُّغَات

فتاء السنخ

مثل التَّاء فِي التَّمْر والتين وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا لَا يسْقط مِنْهُ

وتاء التَّأْنِيث

كسر فِي الْخَفْض وَالنّصب وَرفع فِي الرّفْع تَقول فِي النصب رَأَيْت بناتك وأخواتك وَفِي الْجَرّ مَرَرْت ببناتك وأخواتك وَلَا تكون تَاء التَّأْنِيث إِلَّا بعد الْألف قَالَ الله جلّ ذكره {إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات} فَكسر التَّاء وَهِي فِي مَحل النصب وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز {خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِالْحَقِّ} فَكسر التَّاء من السَّمَاوَات وَهِي نصب

وتاء فعل الْمُؤَنَّث

تكون جزما أبدا مثل خرجت وظعنت وَقَامَت وَقَعَدت فَإِذا اسْتَقْبلهَا ألف وَلَام كسرت تَقول خرجت الْمَرْأَة كسرت التَّاء لالتقاء الساكنين والساكنان التَّاء من خرجت وَاللَّام من الْمَرْأَة وكل مجزوم وَسَاكن إِذا حرك حرك إِلَى الْخَفْض فَإِذا قلت ضربت زَيْنَب جزمت التَّاء لِأَنَّهَا تَاء الْمُؤَنَّث وتاء الْمُؤَنَّث فِي الْأَفْعَال جزم أبدا وَقد تسْقط هَذِه التَّاء من فعل الْمُؤَنَّث يكتفون بِدلَالَة الِاسْم عَن الْعَلامَة كَقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى {قد كَانَ لكم آيَة فِي فئتين التقتا} وَقَوله جلّ ذكره {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} وَلم يقل كَانَت وَقَالَ الشَّاعِر (لقد ولد الأخيطل أم سوء ... لَدَى حَوْض الْحمار على مِثَال) وَلم يقل ولدت وَهَذَا لما فصل والفصل أحسن لِأَنَّك إِذا قلت جَاءَ الْيَوْم الْمَرْأَة أحسن من أَن تَقول جَاءَ الْمَرْأَة على أَن الشَّاعِر ذكر الْفِعْل وَلم يفصل وَقَالَ (قَامَ أم الْوَلِيد بالقبرين تندب ... عبد الْملك والضحاكا) وَلم يقل قَامَت وَأما قَول الآخر (إِن السماحة والمروءة ضمنا ... قبرا بمرو على الطَّرِيق الْوَاضِح) وَلم يقل ضمنتا لِأَن المصادر تذكر الْمُؤَنَّث وَأما قَول الله جلّ وَعز {وَإِن كَانَ مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل أَتَيْنَا بهَا} فَقَالَ {إِن كَانَ} ثمَّ قَالَ {أَتَيْنَا بهَا} لتأنيث الْحبَّة لِأَن المثقال من الْحبَّة وَقَالَ و {وَإِن كَانَ مِثْقَال حَبَّة} فَذكر لتذكير {مِثْقَال} وَقَالَ الشَّاعِر (لما أَتَى خبر الزبير تواضعت ... سور الْمَدِينَة وَالْجِبَال الخشع) السُّور مُذَكّر وَإِنَّمَا أنث لِأَن السُّور من الْمَدِينَة وَمثله (طول اللَّيَالِي أسرعت فِي نقضي ... طوين طولي وطوين عرضي) الطول مُذَكّر وَإِنَّمَا أنث على تَأْنِيث اللَّيَالِي قَالَ الشَّاعِر (وتشرق بالْقَوْل الَّذِي قد أذعته ... كَمَا شَرقَتْ صدر الْقَنَاة من الدَّم) والصدر مُذَكّر وَإِنَّمَا أنث لِأَن الصَّدْر من الْقَنَاة

وتاء النَّفس

رفع أبدا تَقول خرجت وقدمت وَقلت وَقمت وَذَهَبت وَأعْطيت رفعت التَّاء لِأَنَّهَا تَاء النَّفس

وتاء الْمُخَاطب الْمُذكر

نصب أبدا تَقول أَنْت خرجت أَنْت ذهبت أَنْت أَعْطَيْت نصبت التَّاء فِي هَذَا كُله لِأَنَّهَا تَاء مُخَاطبَة الْمُذكر فافهمه وتاء مُخَاطبَة الْمُؤَنَّث

كسر أبدا تَقول أَنْت خرجت أَنْت ذهبت أَنْت رَأَيْت كسرت التَّاء لِأَنَّهَا تَاء مُخَاطبَة الْمُؤَنَّث

وَالتَّاء الَّتِي تشبه تَاء التَّأْنِيث

تَقول رَأَيْت أبياتهم ولبست طيالستهم وَسمعت أَصْوَاتهم أجريت هَذِه التَّاء فِي جَمِيع حركاتها لِأَنَّهَا لَا تَتَغَيَّر فِي الْوَاحِد والتصغير أَلا ترى أنم تَقول صَوت وقوت وَبَيت فَإِذا صغرت قلت صويت وقويت وبويت وَتقول فِيمَا تكون التَّاء فِيهِ تَاء التَّأْنِيث إِذا صغرت بنية وأخية فتتغير تاؤهما فَهِيَ تَاء التَّأْنِيث يَسْتَوِي فِيهَا النصب والخفض فَإِذا قلت رَأَيْت بيوتات الْعَرَب ولبست طيالستهم صَارَت هَذِه التَّاء تَاء التَّأْنِيث فاعرفها فَإِذا سُئِلت عَنْهَا عرفت وَجههَا فَقَالَ غير الْخَلِيل لبست طيالستهم وَرَأَيْت سادتهم وجحاجحتهم وديارتهم وَإِنَّمَا فتحت التَّاء هَهُنَا فِي مَوضِع النصب لِأَن هَذِه هَاء التَّأْنِيث وَإِنَّمَا صَارَت تَاء فِي الْوَصْل وَلَيْسَت هَذِه التَّاء الَّتِي تخرج فِي الْجمع لِأَن تِلْكَ لَا تقع إِلَّا بعد الْألف نرْجِع إِلَى كَلَام الْخَلِيل

وتاء الْوَصْل

قَوْلهم لات أَوَان ذَلِك يُرِيدُونَ لَا أَوَان ذَلِك فيجعلون التَّاء صلَة وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {ولات حِين مناص} وَقَالَ الطرماح (لات هُنَا ذكرى بلهنية الْعَيْش ... وأنى ذكرى السنين المواضي) لات هُنَا مَعْنَاهُ لَا هُنَا فَزَاد التَّاء فَقَالَ لات كَأَنَّهُ يُرِيد لَا هُنَا فوصلها بِالتَّاءِ وَمعنى لات هُنَا أَي لات حِين

وَالتَّاء الَّتِي تكون بَدَلا من الْألف

فِي بعض اللُّغَات يَقُولُونَ تلان آتِيك أَي الْآن آتِيك قَالَ الشَّاعِر (نولي قبل نأي دَاري جمانا ... وصليني كَمَا زعمت تلانا) يَعْنِي الْآن وَقَالَ أَبُو وجزة (العاطفون تحين مَا من عاطف ... والمفضلون يدا إِذا مَا أنعموا)

وَالتَّاء الَّتِي تكون بَدَلا من السِّين

مثل طست وَالتَّاء بدل من السِّين لِأَن الأَصْل فِيهِ طس وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّك إِذا صغرت قلت طسيس فَتَردهُ إِلَى السِّين وَكَذَلِكَ تفعل الْعَرَب إِذا اجْتمع حرفان من جنس وَاحِد جعلُوا مَكَانَهُ حرفا من غير ذَلِك الْجِنْس من ذَلِك قَول الله عز وَجل {وَقد خَابَ من دساها} مَعْنَاهُ دسسها وَمثله قَوْله عز وَجل {ثمَّ ذهب إِلَى أَهله يتمطى} يتمطط فحولت السِّين والطاء يَاء قَالَ العجاج (تقضي الْبَازِي إِذا الْبَازِي كسر) أَرَادَ تقضض فحول الضَّاد يَاء فَاعْلَم

وَالتَّاء الَّتِي تكون بَدَلا من الدَّال

مثل التَّاء الَّتِي فِي سِتَّة أَصله سدسة وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّك إِذا صغرت أَو نسبت قلت سديس وسدسي وَإِنَّمَا دخلت التَّاء فِي سِتَّة لِأَن السِّين وَالدَّال مخرجهما من مَكَان وَاحِد فأبدلت التَّاء بِالدَّال لتخف على اللِّسَان فِي النُّطْق وَأما قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {وَلَقَد يسرنَا الْقُرْآن للذّكر فَهَل من مدكر} فأصله مذتكر اجْتمع ذال وتاء ومخرجهما قريب بعضه من بعض فَلَمَّا ازدحمتا فِي الْمخْرج أدغمت التَّاء فِي الذَّال فأعقبت التَّشْدِيد فتحولت دَالا

وَالتَّاء الَّتِي تكون بَدَلا من الْوَاو

كَالَّذي يحْكى عَن أم تأبط شرا حِين ذكرت ابْنهَا تأبط شرا فَقَالَت وَالله مَا حَملته تضعا وَلَا وَضعته يتنا وَلَا أَرْضَعَتْه غيلا وَلَا أبته على مأقة قَوْلهَا مَا حَملته تضعا أَي مَا حَملته وَأَنا حَائِض وَأَصله وضعا واليتن أَن تخرج رجل الْمَوْلُود قبل رَأسه وَهُوَ عيب وَلَا أَرْضَعَتْه غيلا والغيل أَن ترْضع الْمَرْأَة وَهِي حُبْلَى وَلَا ابته على مأقة أَي لم ينم الصَّبِي وَهُوَ ممتليء غيظا وبكاء

وتاء الْقسم

مثل قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {تالله لقد علمْتُم مَا جِئْنَا لنفسد فِي الأَرْض} و {تالله تفتأ تذكر يُوسُف}

وَالتَّاء الزَّائِدَة فِي الْفِعْل الْمُسْتَقْبل

أَنْت تخرج وَالْمَرْأَة تخرج وَمَا أشبه ذَلِك

وَالتَّاء الَّتِي تكون بَدَلا من الصَّاد

فِي بعض لُغَات طَيئ يجْعَلُونَ الصَّاد من اللُّصُوص تَاء يَقُولُونَ لصوت وَكَذَلِكَ اللص يسمونه اللصت قَالَ الشَّاعِر (فتركن نهدا عيلا أبناؤها ... وَبني كنَانَة كاللصوت المرد) مضى تَفْسِير جمل التاءات وَهَذِه

الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي
المقدمةوجوه النصبوجوه الرفعتفسير وجوه الخفضتفسير إعراب جمل الجزمجمل الألفاتجمل اللاماتتفسير جمل الهاءاتجمل التاءاتجمل الواواتتفسير جمل اللام ألفاتاختلاف ما في معانيهتفسير الفاءاتتفسير النوناتتفسير الباءاتتفسير الياءاتفصل في رويدفصل في الفرق بين أم وأو