كتاب الأم/كتاب الصلاة/المشي إلى الجمعة
[قال الشافعي] رحمه الله تعالى: قال الله تبارك وتعالى {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}.
[قال الشافعي]: أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: ما سمعت عمر قط يقرؤها إلا " فامضوا إلى ذكر الله ". [قال الشافعي]: ومعقول أن السعي في هذا الموضع العمل قال: الله عز وجل: {إن سعيكم لشتى} وقال {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} وقال عز ذكره {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها}.
[قال الشافعي]: قال زهير: سعى بعهدهم قوم لكي يدركوهم فلم يفعلوا ولم يليموا ولم يألوا [وزادني بعض أصحابنا في هذا البيت]: وما يك من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل، وهل يحمل الخطى إلا وشيجه وتغرس إلا في منابتها النخل.
[قال الشافعي]: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك عن جده جابر بن عتيك صاحب النبي ﷺ قال إذا خرجت إلى الجمعة فامش على هينتك.
[قال الشافعي]: وفيما وصفنا من دلالة كتاب الله عز وجل أن السعي العمل وفي أن رسول الله ﷺ قال: (إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا ما فاتكم فاقضوا).
[قال الشافعي]: والجمعة صلاة كاف من أن يروى في ترك العدو على القدمين إلى الجمعة عن أحد دون رسول الله ﷺ شيء وما علمت أحدا روى عن رسول الله ﷺ في الجمعة أنه زاد فيها على مشيه إلى سائر الصلوات ولا عن أحد من أصحابه
[قال الشافعي]: ولا تؤتى الجمعة إلا ماشيا كما تؤتى سائر الصلوات وإن سعى إليها ساع، أو إلى غيرها من الصلوات لم تفسد عليه صلاته ولم أحب ذلك له.