مجموع الفتاوى/المجلد الخامس/قول ابن عربي في معنى اسمه تعالى العلي
قول ابن عربي في معنى اسمه تعالى العلي
ولهذا قال ابن عربي: من أسمائه الحسنى العلي على من يكون عليًا، وما ثم إلا هو؟ وعماذا يكون عليا وما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه، وهو من حيث الوجود عين الموجودات؛ فالمسمى محدثات هي العلية هي لذاتها، وليست إلا هو.
قال الخراز: وهو وجه من وجوه الحق، ولسان من ألسنته، ينطق عن نفسه بأن الله يعرف بجمعه بين الأضداد، فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من تراه غيره، وما ثم من يبطن عنه سواه، فهو ظاهر لنفسه، وهو باطن عن نفسه، وهو المسمى أبو سعيد الخراز. ا. ه.
والمعية لا تدل على الممازجة والمخالطة، وكذلك لفظ القرب، فإن عند الحلولية أنه في حبل الوريد، كما هو عندهم في سائر الأعيان، وكل هذا كفر وجهل بالقرآن.
الثالث: قول من يقول: هو فوق العرش، وهو في كل مكان، ويقول: أنا أقر بهذه النصوص، وهذه لا أصرف واحدًا منها عن ظاهره، وهذا قول طوائف ذكرهم الأشعري في المقالات الإسلامية، وهو موجود في كلام طائفة من السالمية والصوفية، ويشبه هذا ما في كلام أبي طالب المكي، وابن بَرَّجَان وغيرهما، مع ما في كلام أكثرهم من التناقض.
ولهذا كان أبوعلي الأهوازي الذي صنف مثالب ابن أبي بشر، ورد على أبي القاسم بن عساكر هو من السالمية.
هامش