إعراب القرآن للسيوطي/السادس والأربعون
السادس والأربعون باب ما جاء في التنزيل من إدخال همزة الاستفهام على الشرط والجزاء
وهذه أيضاً مسألة فيها اختلاف بين سيبويه ويونس وصورتها: أإن تأتني آتك بجزم الجواب عند سيبويه.
ويونس يقول: أإن تأتني أتيك بالرفع ويقول: هو في نية التقديم ويقدره: أآتيك إن تأتني.
فمن ذلك قوله تعالى: " أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ".
فهاتان آيتان يحتج بهما سيبويه على يونس وذلك أنه إذا نوى بالجزاء التقديم وجب أن يكون التقدير في الآية الأولى: انقلبتم على أعقابكم فإن مات وفي الآية الأخرى: أفهم الخالدون فإن مت وهذا ليس وجه الكلام وإنما وجه الكلام: أفهم الخالدون إن مت وكذا: انقلبتم على أعقابكم إن مات لأن من قال: أنت ظالم إن فعلت لم يقل: فأنت ظالم إن فعلت فإن قيل: فإن الفاء زيادة قيل: الفاء ها هنا نظير ثم في قوله: " أثم إذا ما وقع آمنتم به ".
وكما لا يجوز تقدير الزيادة في ثم فكذا ها هنا