البداية والنهاية/الجزء الثاني/فصل: بعض القصص من الإسرائيليات
وأخبار بني إسرائيل كثيرة جدا في الكتاب والسنة النبوية، ولو ذهبنا نتقصى ذلك لطال الكتاب، ولكن ذكرنا ما ذكره الإمام أبو عبد الله البخاري في هذا الكتاب، ففيه مقنع وكفاية، وهو تذكرة وأنموذج لهذا الباب، والله أعلم.
وأما الأخبار الإسرائيلية فيما يذكره كثير من المفسرين والمؤرخين فكثيرة جدا، ومنها ما هو صحيح موافق لما وقع، وكثير منها بل أكثرها مما يذكره القصاص مكذوب مفترى، وضعه زنادقتهم وضلالهم، وهي ثلاثة أقسام:
منها: ما هو صحيح لموافقته ما قصه الله في كتابه أو أخبر به رسول الله ﷺ.
ومنها: ما هو معلوم البطلان لمخالفته كتاب الله وسنة رسوله.
ومنها: ما يحتمل الصدق والكذب، فهذا الذي أمرنا بالتوقف فيه، فلا نصدقه ولا نكذبه، كما ثبت في (الصحيح):
« إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ».
وتجوز روايته مع هذا الحديث المتقدم: « وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ».