التاج في أخلاق الملوك/باب في صفة ندماء الملك/مسايرة الموبذ لقباذ
مسايرة الموبذ لقباذ
وفيما يحكى عن ملوك الأعاجم أن قباذ، بينا هو يسير والموبذ يسايره، إذ راثت دابة الموبذ، وفطن لذلك قباذ. فاغتم الموبذ بذلك،
فقال له في كلام بينهما: ما أول ما يستدل به على سخف الرجل، أيها الموبذ؟
فقال: أن يعلف دابته في الليلة التي يركب في صبيحتها الملك.
فضحك قباذ حتى افتر عن نواجذه، وقال: لله أنت! ما أحسن ما ضمنت كلامك بفعل دابتك! وبحق ما قدمك الملوك، وجعلوا أزمة أحكامهم في يدك!.
ووقف، ثم دعا بدابة من خاص مراكبه، فقال له: تحول عن ظهر هذا الجاني عليك إلى ظهر هذا الطائع لك.