مجموع الفتاوى/المجلد السابع/فصل: في قول القائل: هل تكون صفة الإيمان نورا يوقعه الله في قلب العبد
→ سئل: عن الإيمان بالله ورسوله هل فوقه مقام من المقامات أو حال من الأحوال | مجموع فتاوى ابن تيمية فصل: في قول القائل: هل تكون صفة الإيمان نورا يوقعه الله في قلب العبد |
فصل: في قوله: هل يكون لأول حصوله سبب ← |
فصل: في قول القائل: هل تكون صفة الإيمان نورا يوقعه الله في قلب العبدعدل
وأما قول القائل: هل تكون صفة الإيمان نورًا يوقعه الله في قلب العبد، ويعرف العبد عند وقوعه في قلبه الحق من الباطل؟
فيقال له: قد قال الله تعالى: {الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} قال أبي بن كعب وغيره: مثل نوره في قلب المؤمن، إلى قوله: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} [1]، وقال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [2]، فالإيمان الذي يهبه الله لعبده سماه نورًا، وسمى الوحي النازل من السماء الذي به يحصل الإيمان {نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} [3]، وقال تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ} [4] وأمثال ذلك، ولا ريب أن المؤمن يفرق بين الحق والباطل، بل يفرق بين أعظم الحق، لكن لا يمكن أن يقال بأن كل من له إيمان يفرق بمجرد ما أعطيه من الإيمان بين كل حق وكل باطل.
هامش