كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب تفرق المسلمين واتباعهم سنن أهل الكتاب


باب تفرق المسلمين واتباعهم سنن أهل الكتاب

عدل

وقول الله تعالى {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه}

البزار: حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: " خط لنا رسول الله يوما خطا فقال: هذا في سبيل الله. ثم خط خطوطا فقال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. وتلا {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} ثم وصف لنا ذلك عاصم، ثم خط عن يمينه وعن شماله ".

البخاري: حدثنا محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو عمر الصنعاني - من اليمن - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي : " لتتبعن سنن من قبلكم، (شبرا بشبر، ورذاعا وذراعا)، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ".

الترمذي: حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار، ثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: " تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ".

وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

وروى الترمذي: من طريق عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو - هو ابن العاص - قال: قال رسول الله : " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمة علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي ". قال أبو عيسى: هذا حديث مفسر غريب.

رواه عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد.

وعبد الرحمن هذا ضعفه يحيى بن معين / ويحيى بن سعيد، وجماعة غيرهما، وقال فيه أحمد بن حنبل: ليس بشيء. وقال الترمذي في كتاب العلل: رأيت البخاري يثني على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي خيرا ويقوي أمره.

الترمذي: حدثنا الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى ابن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله يقول: " إن الله - عز وجل - خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله ".

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. انتهى كلام أبي عيسى.

إسماعيل بن عياش هو أبو عتبة الحمصي، روايته عن الشاميين صحيحة، ذكر ذلك النسائي ويحيى بن معين وأبو جعفر الطحاوي، قال أبو جعفر: لم يتكلم أحد في رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين، ويحيى بن ابي عمرو هذا ثقة شامي، وقال يزيد بن هارون: ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل ابن عياش.


الأحكام الشرعية الكبرى لعبد الحق الإشبيلي: كتاب العلم
فضل العلم ومن علم وعلم | الدعاء للمتعلم وطالب العلم | ما يذكر من عالم المدينة | الاغتباط بالعلم والحكمة | الخروج في طلب العلم | الرحلة في المسألة النازلة | ما جاء في طلب العلم لغير الله | ما جاء في كاتم العلم | الأمر بتعليم الجاهل وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن التعليم | تعليم الرجل أمته وأهله | الأمر بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم والحض على ذلك | ليبلغ العلم الشاهد الغائب | رب مبلغ أوعى من سامع وحامل فقه إلى من هو أفقه وأجر التبليغ | نشر العلم | رد ما ينكر من الحديث ولا يعرف | النهي عن اعتراض حديث النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب الانتهاء عما نهى عنه | الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وسننه | منه والتحذير من أهل البدع | إثم من آوى محدثا | ثواب من سن سنة أو أحياها أو دعا إليها | إثم من دعا إلى ضلالة | تفرق المسلمين واتباعهم سنن أهل الكتاب | ما جاء فيمن أفتى بغير علم وما يحذر من زلة العالم | ما جاء في الجدال | كتابة العلم | كتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان | ما جاء في حديث أهل الكتاب وأخذ عنهم وتعلم لسانهم | ما جاء في القصص | التحلق في المسجد | لعن من جلس وسط الحلقة | توقير العالم ومعرفة حقه | هل يجعل للعالم موضع مشرف يجلس عليه | من لم يدن من العالم ولا سأله حتى استأذنه | من استحيا فأمر غيره بالسؤال | رفع الصوت بالعلم والإنصات للعلماء | ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم أن يرد العلم إلى الله | من سأل وهو قائم عالما جالسا | من اجاب السائل بأكثر مما سأل | من سئل عن علم وهو في حديثه، فأتم حديثه ثم اجاب السائل | من أجاب بالإشارة | الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره | من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث | من سمع شيئا فراجع فيه حتى عرفه | من خص بالعلم قوما دون آخرين | التخول بالموعظة والعلم | هل يجعل للنساء يوم على حدة | القراءة والعرض على المحدث | إعادة المحدث الحديث ثلاثا ليفهم | متى يصح سماع الصبي الصغير | من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس فيقعوا في أشد منه | طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم | التناوب في العلم | حفظ العلم | السمر في العلم | إذا سئل العالم عما يكره | في المأمور به والمنهي عنه والمسكوت عليه | أوامر النبي صلى الله عليه وسلم على الفرض حتى يقوم دليل على غير ذلك | الاجتهاد والنظر وترك التقليد | أجر المجتهد أصاب أو أخطأ | في الإجماع | الحجة على من قال أن أحكام النبي كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم من مشاهدته وأمور الإسلام | من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة | الأحكام التي تعرف بالدليل | ذم الرأي | إجازة خبر الواحد الصادق | شرط حامل العلم ومن يؤخذ عنه | الوعيد على من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم | من حدث بحديث يرى أنه كذب | من حدث بكل ما سمع | التحذير من أهل الكذب | التحذير ممن اتبع متشابه القرآن | ترك الاختلاف في القرآن وقول النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام إذا اختلفتم فقوموا | ما جاء في المرء في القرآن وفيمن فسره بغير علم | ما ينهى عنه من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعني | ما يكره من التعمق في الدين وما جاء في تكلف الكلام | رفع العلم | كيف يقبض العلم