كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب كتابة العلم


باب كتابة العلم عدل

مسلم: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، ثنا همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي - قال همام: أحسبه قال: متعمدا - فليتبوأ مقعده من النار ".

البزار: حدثنا إبراهيم بن زياد، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو شهاب، عن خالد الحذاء، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: " كنا لا نكتب عن رسول الله إلا القرآن والتشهد ".

مسلم: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد جميعا، عن الوليد - قال زهير: ثنا الوليد بن مسلم - حدثنا الاوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني أبو هريرة قال: " لما فتح الله على رسوله مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى، وإما أن يقتل. فقال العباس إلا الإذخر يا رسول الله، فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله : إلا الإذخر. فقام أبو شاة - رجل من أهل اليمن - فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله: اكتبوا لأبي شاه ".

قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله: " اكتبوا لي يا رسول الله "؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله .

أبو داود: حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا يحيى، عن / عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو قال: " كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا: فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال: اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ".

الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث هذا هو مولى بني عبد الدار، روى عن يوسف بن ماهك ومحمد بن علي ابن الحنفية، روى عنه عبيد الله بن الأخنس ومعقل بن عبيد الله، قال يحيى بن معين: الوليد بن عبد الله ثقة. ذكر ذلك ابن أبي حاتم.

البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، حدثنا عمرو، أخبرني وهب بن منبه، عن أخيه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: " ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب ". تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة.

مسلم: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد - واللفظ لسعيد - قالوا: ثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: " يوم الخميس، وما يوم الخميس. ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، فقلت: يا ابن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي. فتنازعوا - وما ينبغي عند نبي تنازع - وقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه. قال: دعوني فالذي أنا فيه خير، أوصيكم بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. قال: وسكت عن الثالثة، أو قالها فأنسيتها ".


الأحكام الشرعية الكبرى لعبد الحق الإشبيلي: كتاب العلم
فضل العلم ومن علم وعلم | الدعاء للمتعلم وطالب العلم | ما يذكر من عالم المدينة | الاغتباط بالعلم والحكمة | الخروج في طلب العلم | الرحلة في المسألة النازلة | ما جاء في طلب العلم لغير الله | ما جاء في كاتم العلم | الأمر بتعليم الجاهل وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن التعليم | تعليم الرجل أمته وأهله | الأمر بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم والحض على ذلك | ليبلغ العلم الشاهد الغائب | رب مبلغ أوعى من سامع وحامل فقه إلى من هو أفقه وأجر التبليغ | نشر العلم | رد ما ينكر من الحديث ولا يعرف | النهي عن اعتراض حديث النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب الانتهاء عما نهى عنه | الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وسننه | منه والتحذير من أهل البدع | إثم من آوى محدثا | ثواب من سن سنة أو أحياها أو دعا إليها | إثم من دعا إلى ضلالة | تفرق المسلمين واتباعهم سنن أهل الكتاب | ما جاء فيمن أفتى بغير علم وما يحذر من زلة العالم | ما جاء في الجدال | كتابة العلم | كتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان | ما جاء في حديث أهل الكتاب وأخذ عنهم وتعلم لسانهم | ما جاء في القصص | التحلق في المسجد | لعن من جلس وسط الحلقة | توقير العالم ومعرفة حقه | هل يجعل للعالم موضع مشرف يجلس عليه | من لم يدن من العالم ولا سأله حتى استأذنه | من استحيا فأمر غيره بالسؤال | رفع الصوت بالعلم والإنصات للعلماء | ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم أن يرد العلم إلى الله | من سأل وهو قائم عالما جالسا | من اجاب السائل بأكثر مما سأل | من سئل عن علم وهو في حديثه، فأتم حديثه ثم اجاب السائل | من أجاب بالإشارة | الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره | من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث | من سمع شيئا فراجع فيه حتى عرفه | من خص بالعلم قوما دون آخرين | التخول بالموعظة والعلم | هل يجعل للنساء يوم على حدة | القراءة والعرض على المحدث | إعادة المحدث الحديث ثلاثا ليفهم | متى يصح سماع الصبي الصغير | من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس فيقعوا في أشد منه | طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم | التناوب في العلم | حفظ العلم | السمر في العلم | إذا سئل العالم عما يكره | في المأمور به والمنهي عنه والمسكوت عليه | أوامر النبي صلى الله عليه وسلم على الفرض حتى يقوم دليل على غير ذلك | الاجتهاد والنظر وترك التقليد | أجر المجتهد أصاب أو أخطأ | في الإجماع | الحجة على من قال أن أحكام النبي كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم من مشاهدته وأمور الإسلام | من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة | الأحكام التي تعرف بالدليل | ذم الرأي | إجازة خبر الواحد الصادق | شرط حامل العلم ومن يؤخذ عنه | الوعيد على من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم | من حدث بحديث يرى أنه كذب | من حدث بكل ما سمع | التحذير من أهل الكذب | التحذير ممن اتبع متشابه القرآن | ترك الاختلاف في القرآن وقول النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام إذا اختلفتم فقوموا | ما جاء في المرء في القرآن وفيمن فسره بغير علم | ما ينهى عنه من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعني | ما يكره من التعمق في الدين وما جاء في تكلف الكلام | رفع العلم | كيف يقبض العلم