كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم أن يرد العلم إلى الله
باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم أن يرد العلم إلى الله
عدلوقول الله تعالى {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا سفيان، ثنا عمرو، أخبرني سعيد بن جبير قال: " قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما موسى آخر، فقال: كذب عدو الله حدثني أبي بن كعب، عن النبي ﷺ قال: قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا. فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا رب وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق، وانطلق بفتاة يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما فناما /، فانسل الحوت من المكتل، فاتخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومها، فلما أصبح قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت. قال موسى: ذلك ما كنا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصا، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب - أو قال: تسجى بثوبه - فسلم موسى، فقال الخضر: وأني بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى. فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟ قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه. قال: ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا. فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فلكموهم أن يحملوهما، فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور. فعمد الخضر إلى لوح من الواح السفينة فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟! قال: الم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت، (ولا ترهقني من امري عسرا) فكانت الأولى من موسى نسيانا، فانطلقنا فإذا بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ _ قال ابن عيينة: وهذا أوكد - فانطلقا حتى إذا أيتا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال الخضر بيده فأقامه، فقال موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال: هذا فراق بيني وبينك. قال النبي ﷺ: يرحم الله موسى لودنا أنه صبر حتى يقص علينا من أمرهما ".
البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي، ثنا الأعمش، حدثني / إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: " بينا أنا مع رسول الله ﷺ في حرث، وهو متوكئ على عسيب إذ مر اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه. فقالوا: سلوه. فسألوه عن الروح، فأمسك رسول الله ﷺ فلم يرد إليه شيئا، فعلمت أنه يوحى إليه فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أتوا من العلم إلا قليلا ".
في بعض طرق البخاري: قال الأعمش: هكذا في قراءتنا.