البداية والنهاية/الجزء الرابع/سرية أبي بكر الصديق إلى بني فزارة
قال الإمام أحمد: حدثنا بهز، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أياس بن سلمة، حدثني أبي قال: خرجنا مع أبي بكر بن أبي قحافة وأمَّره رسول الله ﷺ علينا، فغزونا بني فزارة، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر فعرَّسنا، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة فقتلنا على الماء من مر قبلنا.
قال سلمة: ثم نظرت إلى عنق من الناس، فيه من الذرية والنساء نحو الجبل، وأنا أعدو في آثارهم فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل.
قال: فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر حتى أتيته على الماء، وفيهم امرأة من فزارة عليها قشع من أدم، ومعها ابنة لها من أحسن العرب.
قال: فنفلني أبو بكر بنتها.
قال: فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة، ثم بت فلم أكشف لها ثوبا.
قال: فلقيني رسول الله ﷺ في السوق، فقال لي: «يا سلمة هب لي المرأة».
قال: فقلت والله يا رسول الله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوبا.
قال: فسكت رسول الله ﷺ وتركني، حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله ﷺ في السوق فقال: «يا سلمة هب لي المرأة».
قال: فقلت يا رسول الله والله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوبا.
قال: فسكت رسول الله ﷺ وتركني، حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله ﷺ في السوق: «فقال يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك».
قال: قلت يا رسول الله والله ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله.
قال: بعث بها رسول الله ﷺ إلى أهل مكة، وفي أيديهم أسارى من المسلمين، ففداهم رسول الله ﷺ بتلك المرأة.
وقد رواه مسلم، والبيهقي، من حديث عكرمة بن عمار به.