كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته
باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عدل
مسلم: حدثني يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد الله بن وهب، أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: " لكل نبي دعوة (يدعو بها) فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ".
أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أحمد بن عبد الله، ثنا زهير بن معاوية، ثنا أبو خالد يزيد الاسدي، ثنا عون بن أبي جحيفة السوائي، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: " انطلقت في وفد، فأتينا رسول الله ﷺ فأنخنا بالباب، وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا: يا رسول الله، ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان بن داود. فضحك ثم قال: لعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان بن داود، وإن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه، فأهلكوا، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة ".
أبو خالد هو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني الأسدي، روى عن عون بن أبي جحيفة والمنهال بن عمرو وقيس بن مسلم وغيرهم، روى عنه الثوري وشعبة وزهير وغيرهم قال يحيى بن معين: أبو خالد ليس به بأس. وقال أبو حاتم: أبو خالد صدوق ثقة. وجعله البخاري رجلا آخر.
مسلم: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن النبي ﷺ تلا قول الله عز - وجل - في إبراهيم: {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية، وقال عيسى ﷺ: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فرفع يديه وقال: اللهم أمتي، اللهم أمتي. وبكى، فقال الله - عز وجل -: يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله: ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل ﷺ، فسأله فأخبره رسول الله ﷺ بما قال - وهو أعلم - فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوءك ".