كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب وجوب الشهادتين باللسان واعتقادهما


باب وجوب الشهادتين باللسان واعتقادهما عدل

بالقلب لقول الله تعالى {قولوا آمنا بالله}

وقوله {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}

مسلم: حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا: ثنا مروان، عن يزيد ابن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله لعمه عند الموت: قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة. فأبى فأنزل الله - عز وجل -: {إنك لا تهدي من أحببت} الآية ".

مسلم: حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا: ثنا معاذ - وهو ابن هشام - أخبرني أبي، عن قتادة، ثنا أنس بن مالك أن النبي قال: " يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن برة، ثم يخرج من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة ".

مسلم: حدثنا زهير بن حرب، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة قال: " كنا قعودا حول رسول الله معنا أبو بكر وعمر في نفر، فقام رسول الله من بين أظهرنا، فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا وقمنا فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار، فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة - والربيع الجدول - فاحتفزت [كما يحتفز الثعلب] فدخلت على رسول الله فقال: أبو هريرة ؟ فقلت: نعم يا رسول الله، قال: ما شأنك ؟ قلت: كنت بين أظهرنا فقمت، فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا، فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال: يا أبا هريرة - وأعطاني نعليه - قال: اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة. فكان أول من لقيت عمر فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة ؟ قلت: هاتان نعلا رسول الله بعثني بها من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستقينا بها قلبه بشرته بالجنة، قال: فضرب عمر بيده بين ثديي، فخررت لاستي فقال: ارجع يا أبا هريرة. فرجعت إلى رسول الله فأجهشت بالبكاء، وركبني عمر، فإذا هو على أثري فقال رسول الله : ما لك يا أبا هريرة ؟ قلت: لقيت عمر، فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي قال: ارجع. فقال رسول الله: يا عمر، ما حملك على ما فعلت ؟ قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك: من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستقينا بها قلبه بشره بالجنة ؟ قال: نعم. قال: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون. قال رسول الله : " فخلهم ".

البخاري: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أبنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، ثنا أنس بن مالك " أن النبي ومعاذ رديفه على الرحل - قال: يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: يا معاذ قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثا - قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار. قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشرون ؟ قال: إذا يتكلوا. وأخبر بها معاذ عند موته تأثما " زاد البخاري على مسلم في هذا الحديث: " صدقا من قلبه ".

مسلم: حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر، حدثني أبو النضر هاشم ابن القاسم، ثنا عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: " كنا مع النبي في مسير، قال: فنفذت أزواد القوم حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال: فقال عمر: يا رسول الله، لو جمعت ما بقي من أزواد القوم، فدعوت الله عليها. قال: ففعل، قال: فجاء ذو البر ببره، وذو التمر بتمره قال: - وقال مجاهد، وذو النواة بنواه. قلت: وما كانوا يصنعون بالنواة ؟ قال: يمصونه ويشيريون عليه الماء - قال: فدعا عليها. قال: حتى ملأ القوم [أزودتهم] قال: فقال عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ".

مسلم: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي، ثنا ابن وهب، وأخبرني عمرو أن أبا يونس حدثه، عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال: " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ".

أبو يونس اسمه سليم بن جبير - ويقال: ابن جبيرة - مولى أبي هريرة.

عبد بن حميد: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ".


كتاب الأحكام الشرعية الكبرى لعبد الحق الإشبيلي: كتاب الإيمان
بيان النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان | إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان الاستسلام أو الخوف | ما جاء أن الإسلام علانية والإيمان في القلب | بيان ما بني عليه الإسلام | حسن إسلام المرء | التفضيل بين المسلمين المؤمن والمسلم | أي الإسلام أفضل | قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله | المعرفة | ما تبلغ به حقيقة الإيمان | قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم | وجوب الشهادتين باللسان واعتقادهما | قبول ظواهر الناس في الأعمال ووكل سرائرهم إلى الله | ثواب من مات مقرا بالشهادتين مخلصا بها | من شهد عند الموت أن لا إله إلا الله شهد له بها عند الله | أول ما يدعى إليه الناس من فرائض الإيمان والشهادة | حق الله على العباد أن يعبدوه وحقهم عليه ألا يعذبهم إذا فعلوا ذلك | من اقتصر على أداء الفرائض | فضل من زاد على الفرائض | الإيمان قول وعمل ونية ويزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض وقوله تعالى | تفاضل أهل الإيمان فيه | تسمية الإيمان عملا والعمل إيمانا | شعب الإيمان وأيها أفضل | الإيمان أفضل الأعمال | الصلاة من الإيمان | الزكاة من الإيمان | صيام رمضان من الإيمان | حج البيت من الإيمان | الجهاد من الإيمان | أداء الخمس من الإيمان | تطوع قيام رمضان من الإيمان | إفشاء السلام وإطعام الطعام من الإيمان | إكرام الضيف من الإيمان | الإحسان إلى الجار من الإيمان | الحياء والعي شعبتان من الإيمان | تغيير المنكر من الإيمان | من الإيمان أن ينصف من نفسه | الحب في الله والبغض فيه من الإيمان | حب الأنصار آية من الإيمان | قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لا يحبه إلا مؤمن | لا يؤمن حتى يكون الرسول أحب إليه من نفسه وماله | لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه | بيان الثلاث الخلال اللاتي من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان | ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا | الإيمان يمان | الدين النصيحة | فضل من استبرأ لدينه | قول الله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا | الدين يسر | أي الدين والعمل أحب إلى الله | الحذر على الأعمال الصالحة وخوف المؤمن أن يحبط (عمله) | الفرار بالدين من الفتن | أسلمت على ما أسلفت من الخير | حكم من أساء في جاهليته وإسلامه | حكم من هم بحسنة أو سيئة فعملها أو تركها | قول الله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله | ما جاء من تجاوز الله سبحانه عن حديث النفس | ما أمر به العبد عند وسوسة الشيطان | ما جاء أن كراهية الوسوسة والرد لها صريح الإيمان | رفع الخطأ والنسيان عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما استكرهوا عليه | لا ينفع يوم القيامة مع الكفر عمل صالح | ما جاء أن الكافر يطعم بحسناته في الدنيا | الكف على من أصلح علانيته ولا يفتش عن سريرته | قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر | الأعمال بخواتيهما | مثل المسلمين وأهل الكتابين | اتباع المسلمين سنن أهل الكتابين | فضل من أدرك النبي عليه السلام من أهل الكتاب فآمن به | ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه من ترك المعاصي | المعاصي من أمر الجاهلية | كفر دون كفر وظلم دون ظلم | ترك الصلاة كفر | قتال المسلم كفر | ما جاء أن النياحة والطعن في النسب كفر | ما جاء أن الاستمطار بالنجوم كفر | ما جاء أنه من ادعى لغير أبيه فقد كفر | إذا أبق العبد من مواليه فقد كفر | إذا كفر أخاه رجع عليه إن لم يكن أخوه كذلك | علامة المنافق | ذكر الخلال التي لا يفعلها وهو مؤمن | خروج الإيمان عن الزاني حين زناه | ذكر الخلال التي تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعلها أو قال فيه ليس منا | ذكر خلال ورد الخبر في فاعليها | ذكر خلال ورد الخبر | ذكر خلال ورد لعن فاعليها عن النبي صلى الله عليه وسلم | مما سمي كبيرة أو دل على أنه كبيرة | منه وما جاء في القاتل نفسه | التوبة تهدم ما مكان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله | ما جاء أن المسلم إذا عوقب بذنبه في الدنيا فهو له كفارة | من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله غفر ذنبه ودخل الجنة وإن وقع في الكبائر | ما جاء أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن | الشفاعة لأهل الكبائر وإخراجهم من النار بالإيمان ودخلولهم الجنة | دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته | ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تبعا وأول الناس يشفع | بدء الوحي | كيف كان الوحي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حالات كان عليها حين يأتيه الوحي والملك | ذكر الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم | حيث انتهي بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به | ذكر من رآه النبي من الأنبياء ليلة أسري به صلى الله عليهم | صلاة النبي بالأنبياء ليلة أسري به صلى الله عليهم | انقطاع النبوة والرسالة بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم | قول الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها | ما أحصي من أسمائه في القرآن | ما ورد من أسمائه تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم اسمه السيد | من جعل الدهر اسما من أسماء الله تعالى | قول الله عز وجل وكان الله سميعا بصيرا | قوله تعالى وكان الله على كل شيء قديرا | قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت | قول تعالى فأجره حتى يسمع كلام الله | قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم الله بالوحي | قول الله تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب | قول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله تعالى | من كلام الرب جل جلاله | قول الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا | في المشيئة والإرادة وما تشاءون إلا أن يشاء الله | قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه | قول الله تعالى ويحذركم الله نفسه | قول النبي صلى الله عليه وسلم لا شخص أغير من الله | قل أي شيء أكبر شهادة قل الله | ما يذكر في الذات | سؤال النبي صلى الله عليه وسلم السودان أين الله | وكان عرشه على الماء | قوله وهو معكم أين ما كنتم | ما جاء أن قل هو الله أحد صفة الرحمن جل جلاله | قوله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وقوله ولقد رآه بالأفق المبين | قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة | في الرد علة الجهمية | قوله تعالى إن ربك هو الخلاق العليم | قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم | قوله تعالى وما يعلم جنود ربك إلا هو | قوله تعالى كل يوم هو في شأن