مجمع الزوائد/كتاب الإيمان

  ►مقدمة المؤلف كتاب الإيمان كتاب العلم ◄  


باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله - (أبواب في محرمات الدماء) - باب في ما يحرم دم المرء وماله - باب منه: فيما كتب بالأمان لمن فعله - باب الإسلام يجب ما قبله - باب فيمن مات يؤمن بالله واليوم الآخر - (بابان في الوسوسة ونحوها) - باب في الوسوسة - باب لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان - (أبواب في أصول الدين) - باب في أصول الدين وبيان فرائضه - (أبواب في فرائض الإسلام) - في بيان فرائض الإسلام وسهامه - باب فيما بني عليه الإسلام - (بابان في الإيمان بالله) - باب في الإيمان بالله واليوم الآخر - (بابان في العبادة) - باب في حق الله تعالى على العباد - باب في طاعة المخلوقات لله تعالى - باب تجديد الإيمان - (أبواب في الإسلام والإيمان ونحوهما) - باب في الإسلام والإيمان - باب في كمال الإيمان - (أبواب في كمال الإيمان) - باب في حقيقة الإيمان وكماله - باب منه في كمال الإيمان - باب في خصال الإيمان - باب أي العمل أفضل وأي الدين أحب إلى الله - باب في نية المؤمن وعمل المنافق - باب في قوله: خير دينكم أيسره ونحو ذلك - باب دخول الإيمان في القلب قبل القرآن - باب في قلب المؤمن وغيره - باب زيادة إيمان المؤمنين بعضهم على بعض - باب في إيمان الملائكة - (أبواب الإسراء والمعراج) - باب في الإسراء - باب منه في الإسراء - باب منه في الإسراء - باب في الرؤية - (بابان: العقيدة في الله) - باب في عظمة الله سبحانه وتعالى - باب في التفكير في الله تعالى والكلام - باب منزلة المؤمن عند ربه - باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين - باب المؤمن غر كريم - باب في مثل المؤمن - (بابان في بعض صفات الله عز وجل) - باب إن الله لا ينام - باب من سرته حسنته فهو مؤمن - باب في النصيحة - (أبواب: الحب في الله) - باب فيمن حبهم إيمان - باب من الإيمان: الحب لله والبغض لله - باب في المنجيات والمهلكات - باب ما جاء في الحياء - باب ما جاء أن الصدق من الإيمان - باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم - باب الإسلام بالنسب - باب فيمن أسلم على يديه أحد - باب فيمن عمل خيرا ثم أسلم - باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء - باب لا يؤمن عبد يحب لأخيه ما يحب لنفسه - باب لا إيمان لم لا أمانة له - باب لا يفتك مؤمن - باب فيمن يخالف كمال الإيمان - باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان - باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه - باب ما جاء في الكبر - باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ونحو هذا - باب ما جاء في الرياء - باب الشح يمحق الإسلام - باب في الحقد وغير ذلك - باب في المكر والخديعة - باب في الكبائر - باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب - باب في ضعف اليقين - باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين - (بابان في النفاق وأهله) - باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما - باب منه في المنافقين - باب تحشر كل نفس على هواها - باب البراءة من النفاق - باب في إبليس وجنوده - باب فيمن يغويهم الشيطان - باب في شيطان المؤمن - باب في أهل الجاهلية -

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه أستعين. رب يسر يا كريم. رب يسر وأعن وتمم يا كريم


كتاب الإيمان


باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله

1

وبسند أحمد حدثنا أبو اليمان أنبأ شعيب عن الزهري أخبرني رجل من الأنصار من أهل الفقه أنه سمع عثمان بن عفان رحمة الله عليه يحدث: أن رجالا من أصحاب النبي حين توفي النبي حزنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس قال عثمان: وكنت منهم فبينا أنا جالس في ظل أطم 1 من الآطام مر علي عمر رحمة الله عليه فسلم علي فلم أشعر أنه مر ولا سلم فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر رحمه الله فقال له: ما يعجبك أن مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي السلام وأقبل هو وأبو بكر في ولاية أبي بكر رحمة الله عليه حتى سلما جميعا ثم قال أبو بكر: جاءني أخوك عمر فذكر أنه مر فسلم عليك فلم ترد عليه السلام فما الذي حملك على ذلك؟ قال: ما فعلت فقال عمر: بلى والله قد فعلت ولكنها عبيتكم 2 يا بني أمية. قال: قلت والله ما شعرت أنك مررت ولا سلمت. قال أبو بكر: صدق عثمان. وقد شغلك عن ذلك أمر. فقلت: أجل. قال: وما هو؟ قال عثمان رحمه الله: توفى الله نبيه قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر قال أبو بكر: قد سألته عن ذلك قال: فقمت إليه فقلت له: بأبي أنت وأمي أنت أحق بها قال أبو بكر: قلت يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر؟ فقال رسول الله : «من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها علي فهي له نجاة»

رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار وأبو يعلى بتمامه والبزار بنحوه وفيه رجل لم يسم ولكن الزهري وثقه وأبهمه وقد ذكرته بسند حتى لا أبتدئ الكتاب بسند منقطع
2

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر الذي نحن فيه؟ قال: «من شهد أن لا إله إلا الله فهو له نجاة»

رواه أبو يعلى وفي إسناده: كوثر وهو متروك
3

وعن أبي وائل قال: حدثت أن أبا بكر لقي طلحة فقال: ما لي أراك واجما؟ قال: كلمة سمعتها من رسول الله يزعم أنها موجبة فلم أسأله عنها فقال أبو بكر: أنا أعلم ما هي قال: ما هي؟ قال: لا إله إلا الله

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا وائل لم يسمعه من أبي بكر
4

وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «اخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة» قال: فخرجت فلقيني عمر بن الخطاب فقال: ما لك يا أبا بكر؟ فقلت: قال لي رسول الله : «اخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة» فقال عمر: ارجع إلى رسول الله فإني أخاف أن يتكلوا عليها، فرجعت إلى رسول الله فقال: «ما ردك؟» فأخبرته بقول عمر فقال: «صدق»

رواه أبو يعلى وفي إسناده: سويد بن عبد العزيز وهو متروك
5

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه إلا حرم على النار». قال عمر بن الخطاب: ألا أحدثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها الله تبارك وتعالى محمدا وأصحابه وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها 3 نبي الله عمه أبا طالب عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله

قلت: لعمر حديث رواه ابن ماجة بغير هذا السياق ورجاله ثقات رواه أحمد
6

وعن سهيل بن البيضاء قال: بينما نحن في سفر مع رسول الله وأنا رديفه فقال رسول الله : «يا سهيل بن البيضاء» ورفع بها صوته مرتين أو ثلاثا كل ذلك يجيبه سهيل فسمع الناس صوت رسول الله فظنوا أنه يريدهم فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله : «إنه من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار وأوجب له الجنة»

رواه أحمد والطبراني في الكبير ومداره على سعيد بن الصلت قال ابن أبي حاتم: قد روي عن سهيل بن بيضاء مرسلا وابن عباس متصلا
7

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: أتيت النبي ومعي نفر من قومي فقال: «أبشروا وبشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة» فخرجنا من عند النبي نبشر الناس فاستقبلنا عمر رضي الله عنه فرجع بنا إلى رسول الله فقال عمر: يا رسول الله إذا يتكل الناس فسكت رسول الله

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات
8

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة» قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء» قال: فخرجت لأنادي بها في الناس فلقيني عمر فقال: ارجع فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها. قال: فرجعت فأخبرته فقال: «صدق عمر»

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وإسناد أحمد أصح وفيه ابن لهيعة وقد احتج به غير واحد
9

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه إذ حضر قال: أدخلوا علي الناس فأدخلوا عليه فقال: سمعت رسول الله يقول: «من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا جعله الله في الجنة» وما كنت أحدثكموه إلا عند الموت والشهيد على ذلك عويمر أبو الدرداء فانطلقوا إلى أبي الدرداء فقال: صدق أخي وما كان يحدثكم به إلا عند موته.

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا صالح لم يسمع من معاذ بن جبل
10

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله : «مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله»

رواه أحمد والبزار وفيه: انقطاع بين شهر ومعاذ وإسماعيل بن عياش: روايته عن أهل الحجاز ضعيفة وهذا منها.
11

وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله أمره أن يؤذن في الناس أنه من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة فقال عمر: يا رسول الله إذا يتكلوا فقال: «دعهم»

رواه أبو يعلى والبزار إلا أن عمر قال: يا رسول الله إذا يتكلوا قال: «دعهم يتكلوا» وفي إسناده: عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف لسوء حفظه
12

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ناد يا عمر في الناس أنه من مات يعبد الله مخلصا من قلبه أدخله الله الجنة وحرم على النار» قال: فقال عمر: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: «لا لا يتكلوا»

رواه أبو يعلى
13

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه»

رواه البزار والطبراني في الأوسط والصغير ورجاله رجال الصحيح
14

وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأشهد أنه لا يقولها أحد من حقيقة قلبه إلا وقاه الله حر النار»

رواه البزار وفي إسناده: عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف
15

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال يوما من الأيام: «من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة» فاستأذنه معاذ ليخرج بها إلى الناس فيبشرهم فأذن له فخرج فرحا مستعجلا فلقيه عمر فقال: ما شأنك؟ فأخبره فقال عمر: كما أنت لا تعجل ثم دخل على رسول الله فقال: يا نبي الله أنت أفضل رأيا. إن الناس إذا سمعوا بهذا اتكلوا عليها فلم يعملوا قال: «فرده فرده»

رواه البزار وفي إسناده: محمد بن أبي ليلى وقد ضعف
16

وعن أبي سعيد أيضا قال: قال رسول الله : «من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة»

رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن من روى عنهما البزار لم أقف لهما على ترجمة.4
17

وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة»

رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح 5
18

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة» قيل: وما إخلاصها؟ قال: «أن تحجزه عن محارم الله»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الكبير: قال رسول الله : «إخلاصه أن تحجزه عما حرم الله عليه». وفي إسناده: محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو وضاع.
19

وعن بلال رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «يا بلال ناد في الناس من قال لا إله إلا الله قبل موته بسنة دخل الجنة أو شهر أو جمعة أو يوم أو ساعة» قال: إذا يتكلوا: قال: «وإن اتكلوا»

رواه الطبراني في الكبير وفيه: المنهال بن خليفة وهو منكر الحديث
20

وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: أرسلني رسول الله أبشر الناس: «أنه من مات يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فله الجنة»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
21

وعن سلمة بن نعيم الأشجعي - وكان من أصحاب النبي - قال: قال رسول الله : «من لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا دخل الجنة» قلت: يا رسول الله وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق»

رواه أحمد ورجاله ثقات والطبراني في الكبير وفيه: عبد الله بن الحسين المصيصي وهو متروك لا يحتج به
22

وعن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول الله يقول: «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه: أبو مشرح أو مشرس لم أقف له على ترجمة.
23

وعن يعلى بن شداد قال: حدثني أبي شداد وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال: كنا عند النبي فقال: «هل فيكم غريب؟» يعني أهل الكتاب قلنا: لا يا رسول الله. فأمر بغلق الباب وقال: «ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله» فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع يده ثم قال: «الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد» ثم قال: «ألا أبشروا فإن الله قد غفر لكم»

رواه أحمد والطبراني والبزار ورجاله موثقون
24

وعن رجل قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله يقول: «من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا دخل الجنة ولم تضره معه خطيئة كما لو لقيه وهو يشرك به دخل النار ولم ينفعه معه حسنة»

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ما خلا التابعي فإنه لم يسم ورواه الطبراني فجعله من رواية مسروق عن عبد الله بن عمرو
25

وعن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله يقول: «من علم أن الله ربه وأني نبيه صادقا من قلبه - وأومأ بيده إلى جلدة صدره - حرم الله لحمه على النار»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده: عمر بن محمد بن عمر بن صفوان وهو واهي الحديث
26

وعن النواس بن سمعان أنه سمع النبي يقول: «من مات وهو لا يشرك بالله شيئا فقد حلت له مغفرته»

رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به
27

وعن جرير رضي الله عنه عن النبي قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يتند بدم حرام 6 أدخل من أي أبواب الجنة شاء»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
28

وعن أبي عمرة الأنصاري قال: كنا مع رسول الله في غزاة فأصاب الناس مخمصة 7 فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم 8 وقالوا: يبلغنا الله به. فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهرهم قال: يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدا جياعا رجالا؟ ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعوا الناس ببقايا أزوادهم فتجمعه ثم تدعو الله فيه بالبركة فإن الله سيبارك لنا في دعوتك - أو سيبلغنا بدعوتك - فدعا النبي ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية 9 من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها رسول الله ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحتثوا فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجبته عن النار يوم القيامة»

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط. وزاد فيه: ثم دعا بركوة 10 فوضعت بين يديه ثم دعا بماء فصب فيها ثم مج فيه وتكلم بما شاء الله أن يتكلم ثم أدخل خنصره فأقسم بالله لقد رأيت أصابع رسول الله تتفجر ينابيع من الماء ثم أمر الناس فشربوا وسقوا وملؤوا قربهم وأداويهم. وقال: «لا يلقى الله بهما أحد يوم القيامة إلا أدخل الجنة على ما كان فيه» ورجاله ثقات
29

وعن رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله حتى إذا كنا بالكديد - أو قال بقديد 11 - فجعل رجال يستأذنون رسول الله إلى أهليهم فيأذن لهم فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال رجال يكون شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليهم من الشق الآخر» فلم ير عند ذلك من القوم إلا باكيا فقال رجل: إن الذي يستأذن بعد هذا لسفيه فحمد الله وقال خيرا وقال: «أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله الله وأني رسول الله صدقا من قلبه ثم يسدد إلا سلك في الجنة قال: وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا تدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة»

رواه أحمد - وعند ابن ماجة بعضه - ورجاله موثقون
30

وعن عمارة بن رؤيبة قال: سمعت رسول الله يقول: «هما الموجبتان من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار»

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبان وهو ضعيف
31

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «عملان منجيان موجبان فأما المنجيان: من لقي الله لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا وجبت له النار»

قلت: ويأتي بتمامه في كتاب الصوم
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف
32

وعن خريم بن فاتك قال: قال رسول الله : «الأعمال ستة والناس أربعة فموجبتان ومثل بمثل وحسنة بعشر أمثالها وحسنة بسبع مائة ضعف فأما الموجبتان: فمن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار. وأما مثل بمثل: فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت له حسنة ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة ومن عمل حسنة فبعشر أمثالها ومن أنفق نفقة في سبيل الله فحسنة بسبع مائة. وأما الناس فموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة» 12

قلت: روى الترمذي والنسائي منه ذكر النفقة في سبيل الله
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أنه قال: عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم. وقال الطبراني: عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه يسير بن عميلة ورجاله ثقات
33

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله قال: «من لقي الله لا يشرك به شيئا ولا يقتل نفسا لقي الله وهو خفيف الظهر»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة.
34

وعن سعد بن عبادة قال: سمعت النبي يقول: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له - أطاع بها قلبه وذل بها لسانه - وأشهد أن محمدا عبده ورسوله حرمه الله عز وجل على النار»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم والأكثر على تضعيفه
35

وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن المسلم في ذمة الله منذ ولدته أمه إلى أن يقوم بين يدي ربه تبارك وتعالى فإن وافى الله بشهادة أن لا إله إلا الله صادقا أو باستغفار كتب له براءة من النار»

رواه البزار وهو من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ولم يسمع من أبيه.13
36

وعن عمران بن حصين قال: ألا أحدثكم حديثا لم أحدث به أحدا منذ سمعته من رسول الله مخافة أن يتكل الناس عليه؟ سمعت رسول الله يقول: «من علم أن الله ربه وأني نبيه موقنا بقلبه - وأومأ بيده إلى جلده - حرمه الله على النار»

رواه البزار وفي إسناده: عمران القصير وهو متروك. وعبد الله بن أبي القلوص 14
37

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جئت ورسول الله قاعد في أناس من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب رضي عنه وأدركت آخر الحديث ورسول الله يقول: «من صلى أربع ركعات قبل العصر لم تمسه النار» فقلت بيدي هكذا يحرك بيده أن هذا حديث جيد فقال عمر بن الخطاب: لما فاتك من صدر الحديث أجود وأجود. قلت: يا ابن الخطاب فهات فقال عمر بن الخطاب: حدثنا رسول الله : «أنه من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه: حجاج بن نصر والأكثرون على تضعيفه
38

وعن أنس بن مالك قال: بينما أنا أسير مع رسول الله إذ هبطت به راحلته من ثنية ورسول الله يسير وحده فلما أسهلت به الطريق ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثم سار رتوة 15 ثم ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثم أدركناه فقال القوم: يا رسول الله كبرنا لتكبيرك ولا ندري مم ضحكت فقال: «قاد الناقة لي جبريل عليه السلام فلما أسهلت التفت إلي فقال: أبشر وبشر أمتك أنه من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة فضحكت وكبرت ربي ثم سار رتوة ثم التفت إلي فقال: أبشر وبشر أمتك أنه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة وقد حرم الله عليه النار فضحكت وكبرت ربي ففرحت بذلك لأمتي»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه: سلامة بن روح وقد ضعفه جماعة ووثقوه
39

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: جئت في اثني عشر راكبا حتى حللنا برسول الله فقال أصحابي: من يرعى إبلنا وننطلق فنقتبس من رسول الله فإذا راح اقتبسناه ما سمعنا من رسول الله ؟ فقلت: أنا ثم قلت في نفسي: لعلي مغبون يسمع أصحابي ما لا أسمع من نبي الله فحضرت يوما فسمعت رجلا قال: قال رسول الله : «من توضأ وضوءا كاملا ثم قام إلى صلاة كان من خطيئته كيوم ولدته أمه» فعجبت من ذلك فقال عمر بن الخطاب: فكيف لو سمعت الكلام الآخر كنت أشد عجبا؟ فقلت: اردد علي - جعلني الله فداءك - فقال عمر بن الخطاب: إن نبي الله قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ولها ثمانية أبواب» فخرج علينا رسول الله فجلست مستقبله فصرف وجهه عني فقمت فاستقبلته ففعل ذلك ثلاث مرات فلما كانت الرابعة قلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لم تصرف وجهك عني؟ فأقبل علي فقال: «أواحد أحب إليك أم اثنا عشر؟» مرتين أو ثلاثا 16 فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي

قلت: له في الصحيح حديث غير هذا وقد رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده القاسم أبو عبد الرحمن وهو متروك
40

عن عمارة بن رؤيبة قال: سمعت رسول الله يقول: «هما الموجبتان: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار»

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده محمد بن أبان
41

وعن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء فقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها فقال لها رسول الله : «أتشهدين أن لا إله إلا الله؟» قالت: نعم قال: «أتشهدين أني رسول الله؟» قالت: نعم قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟» قالت: نعم قال: «أعتقها»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
42

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا أتى النبي بجارية سوداء أعجمية فقال: يا رسول الله إن علي عتق رقبة مؤمنة فقال لها رسول الله : «أين الله؟» فأشارت برأسها إلى السماء بإصبعها السبابة فقال لها رسول الله : «من أنا؟» فأشارت بإصبعها إلى رسول الله وإلى السماء أي أنت رسول الله. قال: «أعتقها»

رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال لها: «من ربك؟» فأشارت برأسها إلى السماء فقالت: الله. ورجاله موثقون. قلت: وتأتي أحاديث من الطبراني في هذا الباب في كتاب العتق
43

وعن حبيب بن أبي ثابت قال: أنشد حسان بن ثابت النبي أبياتا فقال:

شهدت بإذن الله أن محمدا ** رسول الذي فوق السماوات من عل

وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما ** له عمل في دينه متقبل

وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ** يقوم بذات الله فيهم ويعدل

فقال رسول الله : «وأنا»

رواه أبو يعلى وهو مرسل

(أبواب في محرمات الدماء)

باب في ما يحرم دم المرء وماله

44

عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي فقال: إن لي جارا منافقا يصنع كذا وكذا فقال رسول الله : «يقول لا إله إلا الله؟» قال: نعم. قال: «أولئك نهيت عنهم»

رواه البزار وفي إسناده مساتير ومحمد بن أبي ليلى سيئ الحفظ
45

عن عبيد الله بن عدي بن الخيار: أن رجلا من الأنصار حدثه أنه أتى النبي وهو في مجلس فساره يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فجهر رسول الله فقال: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟» قال الأنصاري: بلى يا رسول الله ولا شهادة له فقال رسول الله : «أليس يشهد أن محمدا رسول الله؟» قال: بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال: «أليس يصلي؟» قال: بلى يا رسول الله ولا صلاة له فقال رسول الله : «أولئك الذين نهاني الله عنهم»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وأعاده عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه فذكر معناه
46

وعن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»

رواه الطبراني وفي إسناده إبراهيم بن عيينة وقد ضعفه الأكثرون وقال ابن معين: كان مسلما صدوقا
47

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»

رواه الطبراني وفي إسناده: مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه
48

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»

رواه الطبراني ورجاله موثقون إلا أن فيه إسحاق بن يزيد الخطابي ولم أعرفه.
49

وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»

رواه البزار وقال: وهذا الحديث لا أعلمه يروى عن أنس عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وأحسب أن عمران أخطأ في إسناده
50

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إذا شرع أحدكم بالرمح إلى الرجل فإن كان سنانه عند ثغرة نحره فقال: لا إله إلا الله فليرفع عنه الرمح»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناده: الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي لا تقوم به حجة
51

وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
52

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه: عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف لا يحتج به.
53

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه: مبارك بن فضالة واختلف في الاحتجاج به
54

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» قيل: وما حقها؟ قال: «زنى بعد إحصان أو كفر بعد إسلام أو قتل نفس فيقتل به»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن هاشم البيروتي والأكثر على توثيقه
55

وعن عياض الأنصاري رفعه قال: «إن لا إله إلا الله كلمة على الله كريمة لها عند الله مكان وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة ومن قالها كاذبا حقنت دمه وأحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه»

رواه البزار ورجاله موثقون إن كان تابعيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود
56

وعن حميد بن هلال قال: غزا عبادة بن قرص الليثي غزاة له فمكث فيها ما شاء الله ثم رجع حتى إذا كان قريبا من الأهواز سمع صوت الأذان فقال: والله مالي عهد بصلاة بجماعة من المسلمين منذ ثلاث وقصد نحو الأذان يريد الصلاة فإذا هو بالأزارقة 17 فقالوا له: ما جاء بك يا عدو الله؟ فقال: ما أنتم إخواني. قالوا: أنت أخو الشيطان لنقتلنك. قال: أما ترضون مني بما رضي به رسول الله ؟ قالوا: أي شيء رضي به منك؟ قال: أتيته وأنا كافر فشهدت أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله فخلى عني فأخذوه فقتلوه.

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
57

وعن النعمان بن بشير: أن النبي قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح 18
58

وعن مسلم التميمي قال: بعثنا رسول الله في سرية فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرس فاستقبلنا النساء والصبيان يضجون فقلت لهم: تريدون أن تحرزوا أنفسكم؟ قالوا: نعم فقلت: قولوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فقالوها فجاء أصحابي فلاموني وقالوا: أشرفنا على الغنيمة فمنعتنا ثم انصرفنا إلى رسول الله فقال: «أتدرون ما صنع؟ لقد كتب الله له بكل إنسان كذا وكذا» ثم أدناني منه

رواه الطبراني في الكبير في إسناده: الحارث بن مسلم وهو مجهول
59

وعن عقبة بن مالك الليثي قال: بعث رسول الله سرية فأغاروا على قوم فشد رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية ومعه السيف شاهره فقال الشاذ من القوم: إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمي الحديث إلى رسول الله فقال فيه قولا شديدا بلغ القاتل فبينا رسول الله يخطب إذ قال القاتل: والله يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه رسول الله وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم قال الثانية: والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه رسول الله وأخذ في خطبته فلم يصبر أن قال الثالثة: والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأقبل عليه رسول الله تعرف المساءة في وجهه ثم قال: «إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا» قالها ثلاثا

رواه الطبراني في الكبير وأحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: عقبة بن خالد بدل عقبة بن مالك ورجاله ثقات كلهم
60

وعن جندب بن سفيان - رجل من بجيلة - قال: إني لعند رسول الله حين جاءه بشير من سريته فأخبره بالنصر الذي نصر الله سريته وبالفتح الذي فتح الله لهم وقال: يا رسول الله بينا نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله تعالى إذ لحقت رجلا بالسيف فواقعته وهو يسعى وهو يقول: إني مسلم إني مسلم قال: «فقتلته؟» فقال: يا رسول الله إنما تعوذ. قال: «فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب؟» قال: لو شققت عن قلبه ما كان علمي؟ هل قلبه إلا بضعة من لحم؟ قال: «لا ما في قلبه تعلم ولا لسانه صدقت» قال: يا رسول الله استغفر لي قال: «لا أستغفر لك» فمات ذلك الرجل فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثم دفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات فلما رأوا ذلك استحيوا وخزوا مما لقي فاحتملوه فألقوه في شعب من تلك الشعاب

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى وفي إسناده عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد اختلف في الاحتجاج بهما
61

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «علي ما أقاتل الناس إلا على الإسلام والله لا أستغفر لك» أو كما قال 19

قلت: ذكر هذا في حديث طويل رواه ابن ماجة في الفتن وهذا لفظه. وفي إسناده رجل مجهول. رواه الطبراني في الكبير
62

وعن قطبة بن قتادة السدوسي قال: قلت: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة ولو كذبت على الله لخدعتك قال: وحمل علينا خالد بن الوليد فقلنا: إنا مسلمون فتركنا وغزونا معه الأبلة ففتحها فملأنا أيدينا

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده رجل مجهول وهو قتادة الذي رواه عن قطبة لم أر أحدا ذكره
63

وعن سعد بن أبي ذباب قال: قدمت على رسول الله فأسلمت وقلت: يا رسول الله اجعل لقومي ما أسلموا عليه من أموالهم، ففعل رسول الله واستعملني عليهم ثم استعملني أبو بكر من بعده ثم استعملني عمر من بعده

رواه الإمام أحمد وسماه في مكان آخر سعيدا وذكر له هذا الحديث بإسناده والله أعلم. وفي إسناده منير بن عبد الله وهو مجهول وقد ضعفه الأزدي أيضا.

باب منه

64

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كتب رسول الله إلى المنذر بن ساوى: «من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذاكم المسلم له ذمة الله وذمة الرسول »

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده الحسن بن إدريس الحلواني ولم أر أحدا ذكره وهو أيضا من رواية أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه
65

وعن جندب رضي الله عنه أن رسول الله قال: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله»

رواه الطبراني في الكبير وعبيد بن عبيدة التمار لم أقف له على ترجمة
66

وعن عبد الله بن ماعز: أنه أتى النبي فقال: «إن ماعزا أسلم أحرز ماله وأنه لا يجني عليه إلا يده» فبايعت على ذلك

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده هنيد بن القاسم وهو مجهول

باب منه: فيما كتب بالأمان لمن فعله

67

عن مالك بن أحمر: أنه لما بلغه قدوم رسول الله وفد إليه فقبل إسلامه وسأله أن يكتب له كتابا يدعو به إلى الإسلام فكتب له في رقعة من أدم: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لمالك بن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين أمانا لهم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة واتبعوا المسلمين وجانبوا المشركين وأدوا الخمس من المغنم وسهم الغارمين وسهم كذا وسهم كذا فهم آمنون بأمان الله وأمان محمد رسول الله »

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده سعيد بن منصور الجذامي ولم أقف له على ترجمة
68

وعن أبي شداد - رجل من أهل ذمار من قرية من قرى عمان - قال: جاءنا كتاب رسول الله إلى أهل عمان: «سلام أما بعد: فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأدوا الزكاة وإلا غزوتكم»

قال أبو شداد: فلم أجد أحدا يقرأ علينا الكتاب حتى وجدنا غلاما أسود فقرأ علينا الكتاب فقلت لأبي شداد: من كان على أهل عمان يلي أمرهم؟ قال: إسوار من أساورة 20 كسرى يقال له: سبيحبان

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده لم أر أحدا ذكرهم إلا أن الطبراني قال: تفرد به موسى بن إسماعيل. قلت: وليس بالتبوذكي لأن هذا يروي عن التابعين والله أعلم 21
69

وعن عمرو بن الحمق قال: بعث رسول الله سرية فقالوا: يا رسول الله إنك بعثتنا وليس لنا زاد ولا لنا طعام ولا علم لنا بالطريق قال: «إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ويدلكم على الطريق وهو من أهل الجنة» فلما نزل القوم علي جعل يشير بعضهم إلى بعض وينظرون إلي فقلت: يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إلي فقالوا: أبشر ببشرى من عند الله ورسوله فإنا نعرف فيك نعت رسول الله فأخبروني بما قال فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق ثم رجعت إلى أهلي فأوصيتهم بإبلي ثم خرجت إلى رسول الله فقلت: ما الذي تدعو إليه؟ قال: «أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان» فقلت: إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا وأموالنا ودمائنا؟ قال: «نعم» فأسلمت ورجعت إلى قومي فأعلمتهم بإسلامي فأسلم على يدي بشر كثير منهم.

قلت: فذكر الحديث وهو بتمامه في المناقب
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده صخر بن الحارث عن عمه ولم أر أحدا ذكرهما والله أعلم
70

وعن عمير قال: جاءنا كتاب رسول الله : «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى عمير ذي مران ومن أسلم من همدان سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فإنه قد بلغنا إسلامكم بعد مقدمنا بأرض الروم فأبشروا فإن الله قد هداكم بهدايته فإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة وأعطيتم الزكاة فإن لكم ذمة الله وذمة رسوله على دمائكم وأموالكم وعلى أرض الرومي 22 الذي أسلمتم عليها سهلها وغوريها ومراعيها غير مظلومين ولا مضيق عليهم وأن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته وإن مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب وأدى الأمانة وبلغ الرسالة فآمرك يا ذا مران به خيرا فإنه منظور إليه في قومه وليحببكم ربكم».

رواه الطبراني في الكبير من طريق عمير بن ذي مران عن أبيه عن جده ولم أر أحدا ذكرهم بتوثيق ولا جرح
71

وعن أبي نعيم قال: أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء العامري كتابا من النبي فقال: اكتبوه ولم يمله علينا. زعم أن ابنه الفجيع حدثه به: «هذا كتاب من محمد رسول الله للفجيع ومن معه ومن أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من المغنم خمس الله ونصر نبي الله وأشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله ومحمد »

رواه الطبراني في الكبير وإسناده منقطع
72

وعن عمارة بن أحمر المازني قال: كنت في إبلي في الجاهلية أرعاها فأغارت علينا خيل رسول الله فجمعت إبلي وركبت الفحل فتفاج 23 يبول فنزلت عنه وركبت ناقة فنجوت عليها واستاقوا الإبل فأتيت رسول الله فأسلمت فردها علي ولم يكونوا اقتسموها. قال جواب بن عمارة: فأدركت أنا وأخي الناقة التي ركبها عمارة يومئذ إلى رسول الله

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده: قتيلة بنت جميع عن يزيد بن صيف عن أبيه. ولم أر أحدا ترجمهم

باب الإسلام يجب ما قبله

73

عن نعيم بن قعنب الرياحي قال: أتيت أبا ذر فلم أجده ورأيت المرأة فسألتها فقالت: هو ذاك في ضيعة له فجاء يقود - أو يسوق - بعيرين قاطر أحدهما في عجز صاحبه في عنق كل واحد منهما قربة فوضع القربتين. قلت: يا أبا ذر ما كان في الناس أحد أحب إلي أن ألقاه منك ولا أبغض إلي أن ألقاه منك قال: لله أبوك وما يجمع هذا؟ قال: قلت: إني كنت وأدت في الجاهلية وكنت أرجو في لقائك أن تخبرني أن لي توبة ومخرجا وكنت أخشى في لقائك أن تخبرني أنه لا توبة لي فقال: أفي الجاهلية؟ قلت: نعم قال: عفا الله عما سلف

قلت: ويأتي بتمامه في عشرة النساء
رواه الإمام أحمد ورجاله موثقون
74

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أجلوا الله يغفر لكم» قال ابن ثوبان: يعني: أسلموا

رواه أحمد وفي إسناده: أبو العذراءن وهو مجهول
75

وعن سلمة بن نفيل قال: جاء شاب فقعد بين يدي رسول الله فنادى بأعلى صوته: يا رسول الله أرأيت من لم يدع سيئة إلا عملها ولا خطيئة إلا ركبها ولا أشرف له سهم إلا اقتطعه بيمينه ومن لو قسمت خطاياه على أهل المدينة لغمرتهم فقال له النبي : «أسلمت؟ أو أنت مسلم؟» قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال: «اذهب فقد بدلت سيئاتك حسنات» فقال: يا رسول الله وغدراتي وفجراتي؟ قال: «وغدراتك وفجراتك» ثلاثا فولى الشاب وهو يقول: الله أكبر الله أكبر فلم أزل أسمعه يكبر حتى توارى عني أو خفي عني

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده: ياسين الزيات يروي الموضوعات
76

وعن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة 24 إلا أتاها فهل لذلك من توبة؟ قال: «فهل أسلمت؟» قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال: «تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن» قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: «نعم». قال: الله أكبر. فما زال يكبر حتى توارى

رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيط وهو ثقة. قلت: ويأتي حديث أنس في فضل لا إله إلا الله في الأذكار
77

وعن عمرو بن عبسة قال: أقبل شيخ يدعم على عصا حتى قام بين يدي النبي فقال: يا نبي الله إن لي غدرات وفجرات فهل يغفر لي؟ قال: «أليس تشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: نعم وأشهد أن محمدا رسول الله قال: «فقد غفر لك غدراتك وفجراتك»

رواه أحمد والطبراني ورجاله موثقون إلا أنه من رواية مكحول عن عمرو بن عبسة فلا أدري أسمع منه أم لا؟
78

وعن الجارودي العبدي قال: أتيت النبي أبايعه فقلت له: على أني إن تركت ديني ودخلت في دينك لا يعذبني الله في الآخرة قال: «نعم»

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات

باب فيمن مات يؤمن بالله واليوم الآخر

79

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول: «من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت»

رواه أحمد وفي إسناده: شهر بن حوشب وقد وثق

(بابان في الوسوسة ونحوها)

باب في الوسوسة

80

عن عثمان - يعني ابن عفان - رضي الله عنه قال: تمنيت أن أكون سألت رسول الله : ماذا ينجينا مما يلقي الشيطان في أنفسنا فقال أبو بكر: قد سألته عن ذلك فقال: «ينجيكم من ذلك أن تقولوا ما أمرت به عمي أن يقوله فلم يقله»

رواه أحمد وفي إسناده: أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية ذكره ابن حبان في الثقات والأكثر على تضعيفه
81

وعن خزيمة - يعني: ابن ثابت - أن رسول الله قال: «يأتي الشيطان الإنسان فيقول: من خلق السماوات؟ فيقول: الله فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله»

رواه أحمد والطبراني في الكبير بإسناد فيه ابن لهيعة
82

وعن عائشة رضي الله أن رسول لله قال: «إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه»

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله ثقات
83

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: شكوا إلى رسول الله ما يجدون من الوسوسة وقالوا: يا رسول الله إنا نجد شيئا لو أن أحدنا خر من السماء كان أحب إليه من أن يتكلم به فقال النبي : «ذاك محض الإيمان».

رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه إلا أن لفظ أبي يعلى: أن رجلا قال لعائشة إن أحدنا يحدث نفسه بشيء لو تكلم به ذهبت آخرته ولو ظهر لقتل فكبرت ثلاثا ثم قالت: سئل عنها رسول الله فكبر ثلاثا ثم قال: «إنما يختبر بهذا المؤمن». وفي إسناده شهر بن حوشب
84

وعن محمد بن جبير: أن عمر مر على عثمان وهو جالس في المسجد فسلم عليه فلم يرد عليه فدخل على أبي بكر فاشتكى ذلك إليه فقال: مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي فقال: أين هو؟ قال: هو في المسجد قاعد فانطلقا إليه فقال له أبو بكر: ما منعك أن ترد على أخيك حين سلم عليك؟ قال: والله ما شعرت أنه مر بي وأنا أحدث نفسي فلم أشعرنه سلم فقال أبو بكر: فماذا تحدث نفسك؟ قال: خلا بي الشيطان فجعل يلقي في نفسي أشياء ما أحب أني تكلمت بها وإن لي ما على الأرض قلت في نفسي حين ألقى الشيطان ذلك في نفسي: يا ليتني سألت رسول الله ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال أبو بكر: فإني والله لقد اشتكيت ذلك إلى رسول الله وسألته: ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال رسول الله : «ينجيكم من ذلك أن تقولوا مثل الذي أمرت به عمي عند الموت فلم يفعل»

رواه أبو يعلى وعند أحمد طرف منه وفي إسناده أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه والله أعلم
85

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله أرأيت أحدنا يحدث نفسه بالشيء الذي لأن يخر من السماء فيتقطع أحب إليه من أن يتكلم به فقال رسول الله : «ذاك محض الإيمان».

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح إلا يزيد بن أبان الرقاشي
86

وعن أنس رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله إنا نكون عندك على حال حتى إذا فارقناك نكون على غيره قال: «كيف أنتم ونبيكم؟» قالوا: أنت نبينا في السر والعلانية قال: «ليس ذاك النفاق»

رواه أبو يعلى والبزار إلا أن البزار قال: «كيف أنتم وربكم؟» قالوا: الله ربنا في السر والعلانية. ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
87

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني
88

وعن ابن عباس قال: قال رجل للنبي : إني أجد في نفسي الشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به فقال: «ذاك صريح الإيمان»

رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني منتصر 25
89

وعن أم سلمة رضي الله عنها: أنها سمعت النبي وسأله رجل فقال: إني أحدث نفسي بالشيء لو تكلمت به لأحبطت آخرتي فقال: «لا يلقى ذلك الكلام إلا مؤمن»

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفي إسناده سيف بن عميرة قال الأزدي: يتكلمون فيه
90

وعن عبد الله - يعني: ابن مسعود - رضي الله عنه قال: سئل رسول الله عن الوسوسة. فقال: «ذاك محض الإيمان»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وشيخ الطبراني ثقة والله أعلم
91

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق إنه ليعرض في نفسي الشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به فقال رسول الله : «الحمد لله أن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضي هذه ولكنه رضي بالمحقرات من أعمالكم»

رواه الطبراني في الكبير وهو من رواية ذر بن عبد الله عن معاذ ولم يدركه
92

وعن عمارة بن أبي الحسن - أو ابن الحسن - عن عمه: أن الناس سألوا رسول الله عن الوسوسة التي يجدها أحدهم لأن يسقط من عند الثريا أحب إليه من أن يتكلم به. قال: فقال رسول الله : «ذاك صريح الإيمان إن الشيطان يأتي العبد فيما دون ذلك فإذا عصم منه وقع فيما هنالك»

رواه البزار ورجاله ثقات أئمة
93

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا يزال الناس يقولون: كان الله قبل كل شيء فما كان قبله؟»

رواه البزار - وله في الصحيح حديث غير هذا - ورجاله موثقون

باب

94

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا عند رسول الله فجاء رجل أقبح الناس وجها وأقبح الناس ثيابا وأنتن الناس ريحا جلفا جافيا يتخطى رقاب الناس فجاس بين يدي رسول الله قال: من خلقك؟ قال: «الله». قال: فمن خلق السماء؟ قال: «الله». قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «الله». قال: فمن خلق الله؟ فقال رسول الله : «سبحان الله» - مرتين - وأمسك بجبهته فقام الرجل فذهب فقال رسول الله : «علي بالرجل» فطلبناه فكأنه لم يكن فقال رسول الله : «هذا إبليس جاء يشككم في دينكم»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناده عبد الله بن جعفر المديني والد علي بن المديني وقد رماه الناس بالوضع. قلت: وتأتي أحاديث في باب إبليس وجنوده

باب لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان

95

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده سعيد بن زكريا واختلف في ثقته وجرحه

(أبواب في أصول الدين)

باب في أصول الدين وبيان فرائضه

96

عن عمرو بن عوف بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال: حفظت عن رسول الله اثني عشر أصلا من أصول الدين.

قلت: رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده كثير بن عبد الله وهو ضعيف الحديث

باب

97

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن بين يدي الرحمن للوحا فيه ثلاث مائة وخمس عشر شريعة يقول الرحمن عز وجل: وعزتي وجلالي لا يأتي عبد من عبادي لا يشرك بي شيئا فيه واحدة منها إلا دخل الجنة»

رواه أبو يعلى وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف
98

وعن عبيد وكانت له صحبة أن النبي قال: «الإيمان ثلاث مائة وثلاثون شريعة من وافى بشريعة منهن دخل الجنة»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده عيسى بن سنان القسملي وثقه ابن حبان وابن خراش وضعفه الجمهور وعبد الرحمن بن عبيد لم أر من ذكره
99

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن لله عز وجل مائة خلق وستة عشر خلقا من أتاه بخلق منها دخل الجنة»

رواه أبو يعلى في المسند الكبير. وفي رواية أخرى: «مائة خلق وسبعة عشر خلقا». وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف. ورواه البزار من طريق عبد الله بن راشد وقال: «مائة وسبع عشرة شريعة» 26
100

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن لله عز وجل لوحا من زبرجد خضراء تحت العرش كتب فيه: أنا الله لا إله إلا أنا أرحم الراحمين خلقت بضعة عشر وثلاث مائة خلق من جاء بخلق منها مع شهادة لا إله إلا الله أدخل الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده أبو ظلال القسملي وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه
101

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: «الإسلام ثلاث مائة شريعة وثلاث عشرة شريعة ليس منها شريعة يلقى الله بها صاحبها إلا وهو يدخل الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد فيه: عبيد الله بن زحر. وهو ضعيف
102

وعن عبيد وكانت له صحبة قال: قال رسول الله : «الإيمان ثلاث مائة وثلاثون شريعة من وافى بواحدة منها دخل الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده مجاهيل والمنهال بن بحر وأبو سنان
103

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أرفعها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»

رواه الطبراني في الأوسط ورجال إسناده مستورون والله أعلم

(أبواب في فرائض الإسلام)

في بيان فرائض الإسلام وسهامه

104

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «الإسلام عشرة أسهم وقد خاب من لا سهم له شهادة أن لا إله إلا الله وهي: الملة والثانية: الصلاة وهي: الفطرة والثالثة: الزكاة وهي: الطهرة والرابعة: الصوم وهي الجنة والخامسة: الحج وهي: الشريعة والسادسة: الجهاد وهي: العردة والسابعة: الأمر بالمعروف وهو: الوفاء والثامنة: النهي عن المنكر وهي: الحجة والتاسعة: الجماعة وهي: الألفة والعاشرة: الطاعة وهي: العصمة»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفي إسناده حامد بن آدم مشهور بوضع الحديث
105

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: «ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبد في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب الرجل قوما إلا جعله الله معهم والرابعة: لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم: لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة»

رواه أحمد ورجاله ثقات ورواه أبو يعلى أيضا
106

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال بمثله

107

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاث لو حلفت عليهن لبررت والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم. لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره في الآخرة ولا يحب عبد قوما إلا بعثه الله معهم يوم القيامة والرابعة: لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم المعاد»

رواه الطبراني في الكبير وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف
108

وعن علي رضي الله عنه عن النبي قال: «الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والحج سهم والجهاد سهم وصوم رمضان سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم وقد خاب من لا سهم له»

رواه أبو يعلى وفي إسناده الحارث وهو كذاب
109

وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي قال: «الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم وحج البيت سهم والصيام سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له»

رواه البزار وفيه: يزيد بن عطاء وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
110

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ثلاث لو حلفت عليهن. فذكره موقوفا وإسناده منقطع

111

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي قال: «إن للإسلام صوى وعلامات كمنار الطريق. ورأسه وجماعه شهادة أن لا إله إلا الله أن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتمام الوضوء»

رواه الطبراني في الكبير

باب منه

112

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جلس رسول الله مجلسا فأتاه جبريل عليه السلام فجلس بين يدي رسول الله واضعا كفيه على ركبتي رسول الله قال: يا رسول الله حدثني عن الإسلام. قال رسول الله : «الإسلام أن تسلم وجهك لله عز وجل وأن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله» قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: «فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت» قال: يا رسول الله حدثني عن الإيمان. قال: «الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمن بالقدر كله خيره وشره» قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: «فإذا فعلت ذلك فقد آمنت» قال: يا رسول الله حدثني ما الإحسان؟ قال رسول الله : «الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه فإن لا تراه فإنه يراك». قال: يا رسول الله فحدثني متى الساعة؟ قال رسول الله : «سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير. ولكن إن شئت حدثتك بمعالم لها دون ذلك» قال: أجل يا رسول الله فحدثني قال: قال: «إذا رأيت الأمة ولدت ربتها - أو ربها - ورأيت أصحاب البنيان يتطاولون بالبنيان ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس فذلك من معالم الساعة ومن أشراطها» قال: يا رسول الله ومن أصحاب البنيان الحفاة الجياع العالة؟ قال: «العريب»

رواه أحمد والبزار بنحوه إلا أن في البزار: أن جبريل أتى النبي في هيئة رجل شاحب مسافر. وفي إسناد أحمد شهر بن حوشب
113

وعن ابن عامر - أو أبي عامر أو أبي مالك -: أن النبي بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته يحسبه رجلا من المسلمين فسلم فرد عليه السلام ثم وضع جبريل يده على ركبتي النبي وقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «أن تسلم وجهك لله وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة» قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: «نعم» قال: ثم قال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر كله خيره وشره». قال: فإذا فعلت ذلك قد آمنت؟ قال: «نعم» ثم قال: ما الإحسان يا رسول الله؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فهو يراك». قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: «نعم». ونسمع رجع رسول لله ولا نرى الذي يكلمه ولا نسمع كلامه قال: فمتى الساعة يا رسول الله؟ فقال رسول الله : «سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت أن الله عليم خبير ولكن إن شئت حدثتك بعلامتين تكونان قبلها» قال: حدثني قال: «إذا رأيت الأمة تلد ربها ويطول أهل البنيان بالبنيان وعاد العالة الحفاة رؤوس الناس» قال: ومن أولئك يا رسول الله؟ قال: «العريب» قال: ثم ولى قال: فلما لم نر طريقه قال: «سبحان الله هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم والذي نفس محمد بيده ما جاءني قط إلا وأنا أعرفه إلا أن تكون هذه المرة»

رواه أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب
114

وعن أنس رضي الله عنه قال: بينا رسول الله جالسا مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول الله فوضع يده على ركبة رسول الله فقال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: «نعم». قال: صدقت. فقال أصحاب رسول الله : انظروا هو يسأله وهو يصدقه كأنه أعلم منه ولا يعرفون الرجل ثم قال: يا محمد ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وبالموت وبالبعث وبالحساب وبالجنة وبالنار وبالقدر كله» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: «نعم» قال: صدقت. قال: يا محمد ما الإحسان؟ قال: «أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: «نعم» قال: صدقت قال: يا محمد متى الساعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل». وأدبر الرجل فذهب فقال رسول الله : علي بالرجل فاتبعوه يطلبونه فلم يروا شيئا فعادوا إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله اتبعنا الرجل فطلبناه فما رأينا شيئا فقال رسول الله : «ذاك جبريل جاءكم ليعلمكم دينكم»

رواه البزار وفيه الضحاك بن نبراس قال البزار: ليس به بأس وضعفه الجمهور
115

وعن ابن عمر قال: أتى ابن عمر رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إنا نسافر فنلقى أقواما يقولون: لا قدر قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء كنا عند رسول الله إذ أتاه رجل حسن الوجه طيب الريح نقي الثوب فقال: السلام عليك يا رسول الله أدنو منك؟ قال: «ادنه» فدنا دنوة قال ذلك مرارا حتى اصطكتا ركبتاه بركبتي النبي فقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان والغسل من الجنابة» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: «نعم» قال: صدقت فما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والقدر خيره وشره حلوه ومره من الله» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: «نعم» قال: صدقت فما الإحسان؟ قال: تعبد الله كأنك تراه فإن تكن لا تراه فإنه يراك». قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: «نعم» قال: صدقت قلنا: ما رأينا رجلا أطيب ريحا ولا أشد توقيرا للنبي وقوله للنبي صدقت فقال النبي : «علي بالرجل» فقمنا وقمت أنا إلى طريق من طرق المدينة فلم نر شيئا فقال رسول الله : «هل تدرون من هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «هذا جبريل يعلمكم مناسك دينكم ما جاءني في صورة قط إلا عرفته إلا في هذه الصورة»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون

باب منه ثان

116

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع 27 نحونا فقال رسول الله : «كأن هذا الراكب أتاكم» يريدنا قال: فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبي : «من أين أقبلت؟» قال: من أهلي وولدي وعشيرتي قال: «فأين تريد؟» قال: أريد رسول الله قال: «فقد أصبته» قال: يا رسول الله علمني ما الإيمان؟ فقال: «تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» قال: أقررت. قال: ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات فقال رسول الله : «علي بالرجل» قال: فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه فقالا: يا رسول الله قبض الرجل. فأعرض عنهما رسول الله ثم قال لهما رسول الله : «أما رأيتما إعراضي عن الرجل فإني رأيت ملكين يدسان فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا ثم قال رسول الله : «هذا والله من الذين قال الله عز وجل { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك له الأمن وهم مهتدون } قال: ثم قال: «دونكم أخاكم». قال: فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر فقال: «ألحدوا ولا تشقوا»

وفي رواية: «هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا» وفي رواية: «فدخل خف بعيره في جحر يربوع»
رواها كلها أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده أبو جناب وهو مدلس وقد عنعنه والله أعلم
117

وعن جرير رضي الله عنه قال: لما بعث النبي أتيته لأبايعه قال: «لأي شيء جئتنا يا جرير؟» قلت: جئت لأسلم على يديك فدعاني إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حصين بن عمر مجمع على ضعفه وكذبه
118

وعن ابن الخصاصية السدوسي قال: أتيت رسول الله أبايعه فاشترط علي: «اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتصلي الخمس وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله» فقلت: يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما: الزكاة فوالله مالي إلا عشر ذود 28 هن رسل أهلي وحمولتهم وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إذا حضرني قتال جشعت نفسي 29 فكرهت الموت فقبض رسول الله يده وحركها وقال: «لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟» فبايعته عليهن كلهن

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط واللفظ للطبراني ورجال أحمد موثقون
119

وعن أنس بن مالك عن رسول الله قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله مخلصا بهما وصلى وصام وأدى الزكاة وحج البيت حرمه الله تعالى على النار»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن مسعدة الباهلي وثقة يحيى بن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره
120

وعن رجل من بني عامر: أنه استأذن على النبي فقال: أئتلج؟ فقال: لخادمه: «اخرجي إليه فإنه لا يحسن الاستئذان فقولي له: فليقل: السلام عليكم أأدخل؟» قال: فسمعته يقول ذلك فقلت: السلام عليكم أأدخل؟ قال: فأذن - أو قال: فدخلت - فقلت: بما أتيتنا؟ قال: «لم آتكم إلا بخير أتيتكم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له - قال شعبة: وأحسبه قال: وحده لا شريك له - وأن تدعوا اللات والعزى وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات وأن تصوموا من السنة شهرا وأن تحجوا البيت وأن تأخذوا من أموال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم» قال: فقال: هل بقي من الغيب شيء لا تعلمه؟ قال: «قد علم الله عز وجل خيرا كثيرا وإن من الغيب ما لا يعلمه إلا الله عز وجل الخمس: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير»

قلت: عند أبي داود طرف منه
وقد رواه أحمد ورجاله كلهم ثقات أئمة
121

وعن رجل من قيس يقال له ابن المنتفق قال: وصف لي رسول الله فطلبته بمكة فقيل لي: هو بمنى فطلبته بمنى فقيل لي: هو بعرفات فانتهيت إليه فزاحمت عليه حتى خلصت إليه قال: فأخذت بخطام راحلة رسول الله - أو قال: بزمامها قال: هكذا حدث محمد - حتى اختلفت أعناق راحلتينا قال: فما قرعني رسول الله - أو قال: ما غير علي هكذا حدث محمد - قال: قلت: ثنتان أسألك عنهما: ما ينجيني من النار؟ وما يدخلني الجنة؟ قال: فنظر رسول الله إلى السماء ثم نكس رأسه ثم أقبل علي بوجهه قال: «إن كنت أوجزت في المسألة لقد أعظمت وأطولت فاعقل عني إذا: اعبد الله لا تشرك به شيئا وأقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة وصم رمضان وما تحب أن يفعله الناس بك فافعله بهم وما تكره أن تأتي إليك الناس فذر الناس منه» ثم قال: «خل سبيل الراحلة»

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده عبد الله بن أبي عقيل اليشكري ولم أر أحدا روى عنه غير ابنه المغيرة بن عبد الله
122

وعن المغيرة بن سعد عن أبيه - أو عن عمه - قال: أتيت النبي بعرفة وأخذت بزمام ناقته أو خطامها فدفعت عنه. فقال: «دعوه فأرب ما جاء به» قلت: نبئني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: «لئن كنت أوجزت لقد أعظمت وأطولت: تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان وتأتي إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك وما كرهت لنفسك فدع الناس منه خل زمام الناقة»

رواه عبد الله من زياداته والطبراني في الكبير بأسانيد ورجال بعضها ثقات على ضعف في يحيى بن عيسى بن كثير
123

وعن حجير عن أبيه - وكان يكنى أبا المنتفق - قال: أتيت مكة فسألت عن رسول الله فقالوا: بعرفة فأتيته فذهبت أدنو منه حتى اختلفت عنق راحلتي وعنق راحلته فقلت: يا رسول الله نبئني بما ينجني من عذاب الله ويدخلني جنته قال: «اعبد الله لا تشرك به شيئا وأقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة وحج واعتمر وصم رمضان وانظر ما تحب الناس أن يأتوه إليك فافعله بهم وما كرهت أن يأتوه إليك فذرهم منه»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حجير وهو ابن الصحابي ولم أر من ذكره
124

وعن علي رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: «بعث الله يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل بخمس كلمات فلما بعث الله عيسى قال الله تبارك وتعالى: يا عيسى قل ليحيى بن زكريا إما أن تبلغ ما أرسلت به إلى بني إسرائيل وإما أن أبلغهم فخرج يحيى حتى صار إلى بني إسرائيل فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ومثل ذلك كمثل رجل أعتق رجلا وأحسن إليه وأعطاه فانطلق وكفر نعمته ووالى غيره وإن الله يأمركم أن تقيموا الصلاة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأرادوا قتله فقال: لا تقتلوني فإن لي كنزا وأنا أفدي نفسي فأعطاهم كنزه ونجا بنفسه وإن الله تبارك وتعالى يأمركم أن تتصدقوا ومثل ذلك كمثل رجل مشى إلى عدوه وقد أخذ للقتال جنة فلا يبالي من حيث أتي وإن الله يأمركم أن تقرؤوا الكتاب ومثل ذلك كمثل قوم في حصنهم صار إليهم عدوهم وقد أعدوا في كل ناحية من نواحي الحصن قوما فليس يأتيهم عدوهم من ناحية من نواحي الحصن إلا وبين أيديهم من يدرؤهم عنهم عن الحصن فذلك مثل من يقرأ القرآن لا يزال في أحصن حصن.»

ولم أر في كتابي الخامسة

رواه البزار ورجاله موثقون إلا شيخ البزار الحسن بن محمد بن عباد فإني لم أعرفه 30
125

وعن سويد بن حجير قال: حدثني خالي قال: لقيت النبي بين عرفة والمزدلفة فأخذت بخطام ناقته فقلت: يا رسول الله ما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ فقال: «أما لئن كنت أوجزت المسألة لقد أعظمت وأطولت: أقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة وحج البيت وما أحببت أن يفعله الناس بك فافعله بهم وما كرهت أن يفعله الناس بك فدع الناس منه خل زمام الناقة»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده قزعة بن سويد وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره.
126

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي فقال: يا رسول الله ما عصمة هذا الأمر وعراه ووثاقه؟ قال: «أخلصوا عبادة الله تعالى وأقيموا خمسكم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وصوموا شهركم تدخلوا جنة ربكم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن مرثد ولم يسمع من أبي الدرداء
127

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله يقول: «من لقي الله تعالى يوم القيامة بالصلوات الخمس وصيام رمضان والاغتسال من الجنابة كان عبد الله حقا ومن اختان منهن شيئا كان عدو الله حقا»

رواه الطبراني وفي الكبير وفي إسناده الحجاج بن رشدين بن سعد ضعفه ابن عدي
128

وعن جرير قال: جاء رجل إلى النبي فسأله عن الإسلام فقال: «تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده الحجاج بن أرطاة
129

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله قال: «من لم يشرك بالله شيئا بعد إذ آمن به وأقام الصلاة وأدى الزكاة المفروضة وصام رمضان وسمع وأطاع فمات على ذلك وجبت له الجنة»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف
130

وعن حكيم بن معاوية أنه أتى النبي فقال: يا رسول الله بما أرسلك ربنا؟ فقال رسول الله : «أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وكل مسلم من مسلم حرام يا حكيم بن معاوية هذا دينك أينما تكن يكفك»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده السفر بن نسير وهو ضعيف وروايته عن حكيم أظنها مرسلة والله أعلم
131

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي : «من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حبيب 31 بن حبيب أخو حمزة بن حبيب الزيات وهو ضعيف
132

وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا اعتمروا واستقيموا يستقم بكم»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والصغير وفي إسناده عمران القطان وقد استشهد به البخاري ووثقه أحمد وابن حبان وضعفه آخرون
133

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ست من جاء بواحدة جاء وله عهد يوم القيامة تقول كل واحدة منهن قد كان يعمل بي الزكاة والصلاة والحج والصيام وأداء الأمانة وصلة الرحم»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده يونس بن أبي حثمة ولم أر أحدا ذكره
134

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله أمر أصحابه عند صلاة العتمة أن احشدوا للصلاة غدا فإن لي إليكم حاجة فقال رفقة منهم: يا فلان دونك أول كلمة يتكلم بها رسول الله وأنت التي تليها لئلا يفوتهم شيء من كلام رسول الله فلما فرغوا من صلاتهم قال: «حشدتم كما أمرتكم؟» قالوا: نعم يا رسول الله. قال: «اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا هل عقلتم هذه؟ هل عقلتم هذه؟ هل عقلتم هذه؟» قالوا: نعم قال: «أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة أقيموا الصلاة وآتو الزكاة أقيموا الصلاة وآتو الزكاة هل عقلتم هذه؟ هل عقلتم هذه؟ هل عقلتم هذه؟» قالوا: نعم قال: «اسمعوا وأطيعوا اسمعوا وأطيعوا اسمعوا وأطيعوا هل عقلتم هذه؟ هل عقلتم هذه؟ هل عقلتم هذه؟» قالوا: نعم فكنا نرى أن قد جمع لنا الأمر كله

قلت: عند الترمذي بعضه بغير سياقه
رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم وضعفه النسائي وأبو داود
135

وعن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله فقال: إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقته وآتيت الزكاة فقال رسول الله : «من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخي البزار وأرجو إسناده أنه إسناد حسن أو صحيح.
136

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي قال: «من صام رمضان وصلى الصلوات الخمس وحج البيت - لا أدري ذكر الزكاة أم لا - كان حقا على الله أن يغفر له» قلت: أخبر به الناس فقال رسول الله : «ذر الناس يعملون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة وأوسطها وفوقها عرش الرحمن وفيها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس»

رواه البزار وهو من رواية عطاء بن يسار عن معاذ ولم يسمع منه. قلت: وتأتي في الباب بعد هذا أحاديث من هذا الباب أيضا

باب فيما بني عليه الإسلام

137

عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان»

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والصغير وإسناد أحمد صحيح
138

وعن عمارة بن حزم قال: قال رسول الله : «أربع فرضهن الله عز وجل في الإسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا: الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت»

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة
139

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة» قيل: يا نبي الله وما أداء الأمانة؟ قال: «الغسل من الجنابة إن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها»

رواه الطبراني في الكبير وإسناده جيد
140

وعن ابن عباس - قال حماد بن زيد: ولا أعلمه إلا قد رفعه النبي - قال: «عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان» ثم قال ابن عباس: تجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه

رواه أبو يعلى بتمامه ورواه الطبراني في الكبير بلفظ: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال الدم». فاقتصر على ثلاثة منها ولم يذكر كلام ابن عباس الموقوف وإسناده حسن

باب منه ثالث

141

وعن معن بن يزيد قال: جاء أعرابي فأخذ بخطام ناقة النبي فقال: يا نبي الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال: «لقد أوجزت في المسألة ولقد أعرضت: تعبد الله لا تشرك به شيئا وتصلي الخمس وتصوم رمضان وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فأكرهه لهم».

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده وائل أبو كليب بن وائل لم أر من ذكره
142

وعن عبيد الله بن عمير الليثي عن أبيه قال: قال رسول الله في حجة الوداع: «إن أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ويحتسب صومه ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها» فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله وكم الكبائر؟ قال: هي تسع أعظمهن: الإشراك بالله وقتل المؤمن بغير حق والفرار من الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت العتيق الحرام قبلتكم أحياء أمواتا لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب»

قلت: عند أبي داود بعضه
وقد رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
143

وعن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال: أتيت النبي وهو بوادي القرى فقلت: يا رسول الله بما أمرت؟ قال: «أمرت أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة قلت: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: «المغضوب عليهم» يعني: اليهود فقلت: من هؤلاء؟ قال: «الضالين» يعني: النصارى قلت: فلمن المغنم يا رسول الله؟ قال: «لله عز وجل سهم ولهؤلاء أربعة أسهم». قال: فقلت: هل أحد أحق بالمغنم من أحد؟ قال: لا حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه ليس بأحق به من أحد»

رواه أبو يعلى وإسناده صحيح.
144

وعن عتبان بن مالك قال: قال رسول الله : «من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله مخلصا بهما وصلى الصلوات الخمس حرم الله وجهه على النار»

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده إسحاق بن إبراهيم الصواف وهو متروك الحديث

(بابان في الإيمان بالله)

باب في الإيمان بالله واليوم الآخر

145

عن زيد أبي سلام عن مولى لرسول الله أن رسول الله قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده». وقال: «بخ بخ لخمس من لقي الله مستيقنا بهن دخل الجنة: يؤمن بالله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث بعد الموت والحساب»

رواه أحمد ورجاله ثقات
146

وعن عمر - يعني ابن الخطاب - رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول: «من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت»

رواه أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب

باب

147

عن حذيفة قال: جئت إلى النبي والعباس جالس عن يمينه وفاطمة رضي الله عنها عن يساره فقال: «يا فاطمة بنت رسول الله اعملي لله خيرا فإني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة» قال - يعني ذلك -: ثلاث مرات قال: «يا عباس بن عبد المطلب يا عم رسول الله اعمل لله خيرا فإني لا أغني عنك يوم القيامة من الله شيئا» ثلاث مرات ثم قال: «يا حذيفة ادن» فدنوت ثم قال: «يا حذيفة ادن» فدنوت ثم قال: «يا حذيفة من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وآمن بما جئت به حرم الله عليه النار ووجبت له الجنة» قلت: يا رسول الله أسر هذا أو أعلنه؟ قال: «أعلنه»

رواه البزار من رواية قطري عن سماك بن حذيفة وقال البزار: لا نعلمه إلا في هذا الحديث وقطري لم أعرفه

(بابان في العبادة)

باب في حق الله تعالى على العباد

148

عن أبي هريرة قال: كنت أمشي مع رسول الله في نخل لبعض أهل المدينة فقال: «يا أبا هريرة هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا» ثلاث مرات حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره ثلاث مرات وبين يديه «وقليل ما هم» ثم مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة هل أدلك على كنز من كنوز الجنة؟» قلت: بلى يا رسول الله قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله إلا إليه» ثم مشى ساعة ثم قال: «هل تدري ما حق الله عز وجل على الناس؟ وماحق الناس على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم قال: «فإن حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم»

رواه أحمد وروى الترمذي منه حديث: «لا حول ولا قوة إلا بالله» وله عند ابن ماجة: «الأكثرون هم الأقلون» ورجاله ثقات أثبات.
149

وعن أبي هريرة قال: كان معاذ بن جبل ردف رسول الله فقال النبي : «ما حق الله على العباد؟» قال معاذ: الله ورسوله أعلم. قال رسول الله : «حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» قال النبي : «هل تدري ما حق العباد على الله إذا عبدوه ولم يشركوا به شيئا؟» قال معاذ: الله ورسوله أعلم. قال: «حقهم عليه أن يدخلهم الجنة» قال معاذ: يا رسول الله ألا آتي الناس فأبشرهم؟ فقال النبي : «لا دعهم فليعملوا»

رواه البزار ورجاله ثقات والله أعلم
150

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كنت ردف النبي قال: يا حذيفة تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» ثم قال: «يا حذيفة» قلت: لبيك يا رسول الله قال: «تدري ما حق العباد على الله تعالى إذا فعلوا ذلك؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يغفر لهم»

رواه البزار ورجاله ثقات وسماك بن الوليد 32 تابعي ثقة ولا أدري سمع من حذيفة أم لا
151

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي فيما يروي عن ربه قال: «أربع خصال واحدة منهن لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك».

هذا لفظ أبي يعلى ورواه البزار وفي إسناده صالح المري وهو ضعيف وتدليس الحسن أيضا
152

وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «يقول الله: يا ابن آدم ثلاثة خصال واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من عمل جزيتك به فإن أغفر فأنا الغفور الرحيم وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الاستجابة والعطاء»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حميد بن الربيع وثقه غير واحد لكنه مدلس وفيه ضعف
153

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «يقول الله عز وجل: لست بناظر في حق عبدي حتى ينظر عبدي في حقي»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده سلام الطويل وهو متروك الحديث ولم أر من وثقه

باب منه

154

عن عتبة بن عبد أن رسول الله قال: «لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة»

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه بقية وهو مدلس ولكنه صرح بالتحديث وبقية رجاله وثقوا
155

وعن محمد بن أبي عمرة وكان من أصحاب النبي : «لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب»

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
156

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا فيه ملك قائم أو ملك ساجد فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا»

رواه الطبراني في الكبير وفيه عروة بن مروان. قال الدارقطني: كان أميا ليس بالقوي

باب في طاعة المخلوقات لله تعالى

157

عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ليس شيء إلا وهو أطوع لله تعالى من ابن آدم»

رواه الطبراني في الصغير بإسنادين وفيه أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح

باب تجديد الإيمان

158

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فسلوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم»

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن
159

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «جددوا إيمانكم» قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: «أكثروا من قول لا إله إلا الله»

رواه أحمد وإسناده جيد وفيه سمير بن نهار وثقه ابن حبان

(أبواب في الإسلام والإيمان ونحوهما)

باب في الإسلام والإيمان

160

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله يقول: «الإسلام علانية والإيمان في القلب» قال: ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات قال: ثم يقول: «التقوى ههنا التقوى ههنا»

رواه أحمد وأبو يعلى بتمامه والبزار باختصار ورجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حاتم وابن معين وضعفه آخرون
161

وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله قال: «المؤمنون في الدنيا ثلاثة أجزاء: الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ثم الذي إذا أشرف له طمع تركه لله عز وجل»

رواه أحمد وفيه دراج وقد وثق وضعفه غير واحد
162

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «بحسب امرئ من الإيمان أن يقول: رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا»

رواه الطبراني في الأوسط وقال: لم يروه عن هشام بن عروة إلا محمد بن عمير. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات
163

وعن جابر رضي الله عنه قال: أمر النبي سحيما أن يؤذن في الناس أن «لا يدخل الجنة إلا مؤمن»

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وإسناده حسن
164

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن الله عز وجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من أحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه» قلت: وما بوائقه يا نبي الله؟ قال: «غشه وظلمه ولا يكسب مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق منه فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث»

رواه أحمد ورجال إسناده بعضهم مستور وأكثرهم ثقات
165

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه»

رواه أحمد وفي إسناده علي بن مسعدة وثقه جماعة وضعفه آخرون
166

وعن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ قال: «أمررت بأرض من أرضك مجدبة ثم مررت بها مخصبة؟» قال: نعم قال: «كذلك النشور». قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما وأن تحترق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الإيمان في قلبك كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ 33 قلت: يا رسول الله كيف لي بأن أعلم أني مؤمن؟ قال: «ما من أمتي أو هذه الأمة عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة وأن الله عز وجل جازيه بها خيرا ولا يعمل سيئة ويستغفر الله عز وجل منها ويعلم أنه لا يغفر إلا وهو مؤمن»

رواه أحمد وفي إسناده سليمان بن موسى وقد وثقه ابن معين وأبو حاتم وضعفه آخرون
167

وعن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله من معك على هذا الأمر؟ قال: «حر وعبد» قلت: ما الإسلام؟ قال: «طيب الكلام وإطعام الطعام» قلت: ما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة» قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: «خلق حسن». قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت» قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك».

قلت: روى مسلم منه: من معك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد. رواه أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب وقد وثق على ضعف فيه
168

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه»

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح إلا علي بن زيد وقد شاركه فيه حميد ويونس بن عبيد
169

وعن سهل ين معاذ عن أبيه عن رسول الله قال: «إن السالم من سلم الناس من لسانه ويده»

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة عن زبان وكلاهما ضعيف وقد وثق زبان أبو حاتم ورواه زبان أيضا فقال: المسلم بدل السالم وليس فيه ابن لهيعة
170

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي سئل عن المؤمن قال: «من أمنه جاره ولا يخاف بوائقه» فذكر الحديث

رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن فضالة والأكثر على توثيقه
171

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله على عمر ومعه أناس من أصحابه فقال: «أمؤمنون أنتم؟» فسكتوا ثلاث مرات فقال عمر في آخرهم: نعم نؤمن على ما أتيتنا به ونحمد الله في الرخاء ونصبر على البلاء ونؤمن بالقضاء. فقال رسول الله : «مؤمنون ورب الكعبة».

رواه الطبراني في الأوسط وله في الكبير: فقال عمر في آخرهم: نعم يا رسول الله فقال رسول الله : «ومم ذاك؟» فقال عمر: نرجو ثوابا من الله فقال رسول الله : «مؤمنون ورب الكعبة». وفي إسناده يوسف بن ميمون وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه
172

وعن عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إذا سئل أحدكم أمؤمن فلا يشك»

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده أحمد بن بديل وثقه النسائي وأبو حاتم وضعفه آخرون
173

وعن علقمة قال: قال رجل عند عبد الله: إني مؤمن فقال عبد الله: قل إني في الجنة لكنا آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
174

وعن عثمان بن حنيف قال: كان رسول الله قبل أن يقدم من مكة يدعو الناس إلى الإيمان بالله وتصديقا به قولا بلا عمل والقبلة إلى بيت المقدس فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض ونسخت المدينة مكة والقول فيها ونسخ البيت الحرام بيت المقدس فصار الإيمان قولا وعملا

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده جماعة لم أعرفهم
175

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن لا يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار»

رواه الطبراني في الكبير وفيه فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به
176

وعن قتادة رضي الله عنه أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ثلاث من كن فيه يجد بهن حلاوة الإيمان: ترك المراء في الحق والكذب في المزاحة ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه

رواه الطبراني وقتادة لم يسمع من ابن مسعود
177

وعن يحيى بن سعيد عن نوفل بن مسعود قال: دخلنا على أنس بن مالك فقلنا: حدثنا بما سمعت من رسول الله قال: سمعت رسول الله يقول: «ثلاث من كن فيه حرم على النار وحرمت النار عليه: إيمان بالله وحب الله تبارك وتعالى وأن يلقى في النار فيحترق أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر»

قلت: له في الصحيح حديث بغير هذا السياق
رواه أحمد وأبو يعلى ونوفل بن مسعود لم أر من ذكر له ترجمة إلا أن المزي قال في ترجمة يحيى القطان: روى عن نوفل بن مسعود صاحب أنس
178

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «ثلاث من كن فيه فقد ذاق طعم الإيمان: من كان لا شيء أحب إليه من الله ورسوله ومن كان أن يحرق في النار أحب إليه من أن يرتد عن دينه ومن كان يحب لله ويبغض لله»

رواه الطبراني في الكبير والصغير وهو في الصحيح خلا قوله: «ويبغض لله» وفي إسناده أبو الحويرث ضعفه مالك وابن معين ووثقه ابن حبان
179

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله من المسلم؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به
180

وعن بلال بن الحارث المزني عن النبي قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون
181

وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله يوم حجة الوداع: «والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله

باب منه

182

عن ابن عمر عن النبي قال: «خمس من الإيمان من لم يكن فيه شيء منها فلا إيمان له: التسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى أمر الله والتوكل على الله والصبر عند الصدمة الأولى ولم يطعم امرؤ حقيقة الإسلام حتى يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم» فقال قائل: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده علامات كمنار الطريق: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحكم بكتاب الله وطاعة النبي الأمي والتسليم على بني آدم إذا لقيتموهم»

رواه البزار وفيه سعيد بن سنان ولا يحتج به

باب منه

183

عن عمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاث من الإيمان: الإنفاق من الإقتار وبذل السلام للعالم والإنصاف من نفسك»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ البزار لم أر من ذكره وهو الحسن بن عبد الله الكوفي

باب في كمال الإيمان

184

وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: ثلاث خلال من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان فقال له بعض أصحابه: يا أبا اليقظان ما هذه الخلال التي زعمت أن رسول الله قال من جمعهن فقد جمع الإيمان؟ فقال عمار عند ذلك: سمعته يقول: «الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف
185

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن محارم الله وحلم يرده عن جهل الجاهل»

رواه البزار وفيه عبد الله بن سليمان قال البزار: حدث بأحاديث لا يتابع عليها.
186

وعن أنس بن مالك: أن رسول الله قال: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه»

رواه أحمد وفيه علي بن مسعدة وثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره
187

وعن عبد الله - يعني: ابن مسعود - قال: قال رسول الله : «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له والذي نفس محمد بيده لا يستقيم دين عبد حتى يستقيم لسانه ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه» قيل: ما البوائق يا رسول الله؟ قال: «غشه وظلمه وأيما رجل أصاب مالا من حرام وأنفق منه لم يبارك له فيه وإن تصدق لم يقبل وما بقي فزاده إلى النار إن الخبيث لا يكفر الخبيث ولكن الطيب يكفر»

رواه الطبراني في الكبير وفيه حصين بن مذعور عن فرس التيمي ولم أر من ذكرهما
188

وعن علقمة قال: قال عبيد الله: الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

(أبواب في كمال الإيمان)

باب في حقيقة الإيمان وكماله

189

عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر بالنبي فقال له: «كيف أصبحت يا حارثة؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا قال: «انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك؟» قال: عزفت نفسي عن الدنيا 34 فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها 35 قال: «يا حارثة عرفت فالزم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه
190

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي لقي رجلا يقال له حارثة في بعض سكك المدينة فقال: «كيف أصبحت يا حارثة؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا قال: «إن لكل إيمان حقيقة فما حقيقة إيمانك؟» قال: عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري وأسهرت ليلي وكأني بعرش ربي بارزا وكأني بأهل الجنة في الجنة يتنعمون فيها وكأني بأهل النار في النار يعذبون. فقال النبي : «أصبت فالزم مؤمن نور الله قلبه»

رواه البزار وفيه يوسف بن عطية لا يحتج به

باب منه

191

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله قال: «لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه»

رواه البزار وقال: إسناده حسن
192

وعن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله : «لا يحق العبد حقيقة الإيمان حتى يغضب لله ويرضى لله فإذا فعل ذلك فقد استحق حقيقة الإيمان وإن أحبابي وأوليائي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد والأكثر على تضعيفه

باب منه في كمال الإيمان

193

عن عمير بن قتادة أن رجلا قال: يا رسول الله أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت» قال: أي الصدقة أفضل؟ قال: «جهد المقل» قال: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: «أحسنهم خلقا»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد أبو حاتم اختلف في ثقته وضعفه وتأتي أحاديث من هذا بعد
194

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا»

رواه البزار فيه أبو أيوب عن محمد بن المنكدر ولا أعرفه 36
195

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة»

رواه البزار ورجاله ثقات
196

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف»

رواه الطبراني في الأوسط وقال: لم يروه عن محمد بن عييينة إلا يعقوب بن أبي عباد القلزمي ولم أر من ذكره

باب في خصال الإيمان

وقد تقدمت أحاديث كثيرة من هذا في باب الإسلام والإيمان
197

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له»

رواه الطبراني في الصغير وفيه بشر بن الحسين وهو كذاب
198

وعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله عن الإيمان قال: «الصبر والسماحة»

رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وهو متروك

باب أي العمل أفضل وأي الدين أحب إلى الله

199

عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «أن يسلم قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك» قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: «الإيمان» قال: وما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت» قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: «الهجرة» قال: ما الهجرة؟ قال: «أن تهجر السوء» قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: «الجهاد» قال: وما الجهاد؟ قال: «أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم» قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من عقر جواده وأهريق دمه»

قلت: وهو يأتي بتمامه في فضل الحج
رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجاله ثقات
200

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: بينما نحن نسير مع رسول الله إذ سمع القوم وهم يقولون أي الأعمال أفضل يا رسول الله؟ فقال رسول الله : «إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور» ثم سمع نداء في الوادي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقال رسول الله : «وأنا أشهد وأشهد ألا يشهد بها أحد إلا بريء من الشرك»

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد موثقون
201

وعن عبادة بن الصامت رحمة الله عليه أن رجلا أتى النبي فقال: يا نبي الله أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيله وحج مبرور». قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال: «السماحة والصبر» قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال: «لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به»

رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة
202

وعن عمرو بن العاص قال: سأل رجل رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله وتصديق وجهاد في سبيله وحج مبرور» قال: أكثرت يا رسول الله قال رسول الله : «فلين الكلام وبذل الطعام وسماح وحسن خلق». قال الرجل: أريد كلمة واحدة قال له رسول الله : «اذهب لا تتهم الله عز وجل على نفسك»

رواه أحمد وفي إسناده رشدين وهو ضعيف
203

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله : أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: «الحنيفية السمحة»

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولم يصرح بالسماع
204

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال: تفرد به عثمان بن كثير قلت: ولم أر من ذكره بثقة ولا جرح
205

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري منكر الحديث.
206

وعن عمر بن عبد العزيز عن أبيه - أحسبه قد ذكر جده - أن النبي سئل أي الإسلام أفضل؟ قال: «الحنيفية السمحة»

رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان كذاب وضاع
207

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «أشرف الإيمان أن يأمنك الناس وأشرف الإسلام أن يسلم الناس من لسانك ويدك وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات وأشرف الجهاد أن تقتل وتعقر فرسك»

رواه الطبراني في الصغير وقال: تفرد به منبه
208

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «خير دينكم أيسره»

رواه الطبراني في الصغير وقال: تفرد به إسماعيل بن يزيد
209

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي أنه سئل أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم الناس من لسانه ويده» قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من عقر جواده وأهريق دمه» قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. قلت: وتأتي أحاديث من نحو هذا في فضل الجهاد وفضل الصلاة
210

وعن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي فقلت: يا رسول الله من تبعك على هذا الأمر؟ قال: «حر وعبد» قلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «طيب الكلام وإطعام الطعام» قلت: يا رسول الله فما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة» قلت: فأي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» قلت: فأي الإيمان أفضل؟ قال: «خلق حسن» قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت» قلت: فأي الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر السوء» قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من عقر جواده وأهريق دمه»

قلت: في الصحيح منه: «من تبعك على هذا الأمر؟» قال: «حر وعبد». وروى ابن ماجة منه: «أي الجهاد أفضل؟»
رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب
211

وعن معاذ بن أنس أنه سأل رسول الله عن أفضل الإيمان قال: «أن تحب لله وتبغض له وتعمل لسانك في ذكر الله» قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: «وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيرا أو تصمت»

قلت: روى الترمذي بعضه بغير سياقه
رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة

باب في نية المؤمن وعمل المنافق

212

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي لم أر من ذكر له ترجمة

باب في قوله: خير دينكم أيسره ونحو ذلك

213

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: «يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا»

رواه البزار ورجاله ثقات 37
214

وعن الأعرابي الذي سمع رسول الله يقول: «خير دينكم أيسره»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
215

وعن عروة الفقيمي قال: كنا ننتظر رسول الله فخرج رجل يقطر رأسه من وضوء أو غسل فصلى فلما قضى الصلاة جعل الناس يسألونه: يا رسول الله أعلينا حرج في كذا؟ قال رسول الله : «أيها الناس إن دين الله في يسر» - ثلاثا يقولها - وقال يزيد مرة: جعل الناس يقولون: يا رسول الله ما تقول في كذا؟ ما تقول في كذا؟ ما تقول في كذا؟

رواه أحمد والطبراني في الكبير وأبو يعلى وفيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وأبو داود وضعفه النسائي وغيره وغاضرة لم يرو عنه عاصم هذا - هكذا ذكره المزي
216

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق»

رواه أحمد ورجاله موثقون إلا أن خلف بن مهران لم يدرك أنسا والله أعلم
217

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى»

رواه البزار وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب
218

وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرجت ذات يوم لحاجة وإذا أنا بالنبي يمشي بين يدي فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا فإذا نحن بين أيدينا برجل يصلي يكثر الركوع والسجود فقال النبي : «أتراه يرائي؟» فقلت: الله ورسوله أعلم فترك يده من يدي ثم جمع يديه فجعل يصوبهما ويرفعهما ويقول: «عليكم هديا قاصدا عليكم هديا قاصدا عليكم هديا قاصدا فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه»

رواه أحمد ورجاله موثقون
219

وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي : «الإسلام ذلول لا يركب إلا ذلولا»

رواه أحمد وفي إسناده أبو خلف الأعمى منكر الحديث
220

وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله قال: «لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه جماعة وضعفه آخرون
221

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول اله قال: «إياكم والغلو فإن بني إسرائيل قد غلا كثير منهم حتى كانت المرأة القصيرة تتخذ خفين من خشب فتحشوهما ثم تولج فيهما رجليها ثم تقوم إلى جنب المرأة الطويلة فتمشي معها فإذا هي قد تساوت بها وكانت أطول منها»

رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي قال ابن معين: كذاب خبيث
222

وعن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله : «سددوا وأبشروا فإن الله تعالى ليس إلى عذابكم بسريع وسيأتي قوم لا حجة لهم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه بقيه ولكنه صرح بالتحديث

باب دخول الإيمان في القلب قبل القرآن

223

وعن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه فقال رسول الله : «إن قلبك حشي الإيمان وإن الإيمان يعطى العبد قبل القرآن»

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة

باب في قلب المؤمن وغيره

224

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط عليه غلافه وقلب منكوس وقلب مصفح فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فيه سراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه»

رواه أحمد والطبراني في الصغير وفي إسناده ليث بن أبي سليم
225

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: أخذ بيدي رسول الله فقال: «يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

باب زيادة إيمان المؤمنين بعضهم على بعض

226

عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله قال: «المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء: الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ثم الذي إذا أشرف له طمع تركه لله عز وجل»

رواه أحمد وفيه دراج وثقه ابن معين وضعفه آخرون.
227

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «لا نعلم شيئا خيرا من مائة مثله إلا الرجل المؤمن»

رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير إلا أن الطبراني قال في الحديث: «لا نعلم شيئا خيرا من ألف مثله». ومداره على أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف جدا

باب في إيمان الملائكة

228

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله يبوح به أن أحدا على إيمان جبريل وميكائيل عليهما السلام

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو متروك لا يحتج به

(أبواب الإسراء والمعراج)

باب في الإسراء

229

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «لما كان ليلة أسري بي أصبحت بمكة فظعت 38 بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزينا» قال: فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله : «نعم» قال: وما هو؟ قال: «إني أسري بي الليلة» قال: إلي أين؟ قال: «إلى بيت المقدس» قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: «نعم» فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه قال: أرأيت أن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني؟ قال: «نعم» قال: هيا معشر بني كعب بن لؤي حي قال: فانتقضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال: حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله : «إني أسري بي الليلة» قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس» قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: «نعم» قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم قالوا: وتستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد؟ قال رسول الله : «فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت» قال: «فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقيل - أو عقال - فنعته وأنا أنظر إليه. قال: وكان مع هذا نعت لم أحفظه» قال: فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح
230

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «لما كانت ليلة أسري بي أتيت على رائحة طيبة فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقط المدرى من يدها فقالت: بسم الله فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا ولكن ربي ورب أبيك الله قالت: أخبره بذا؟ قالت: نعم فأخبرته فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله وأمر ببقرة 39 من نحاس فأحميت ثم أمر أن تلقى هي وأولادها فيها قالت له: إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد فتدفننا جميعا. قال: ذلك علينا من الحق. قال: فأمر بأولادها فألقوا بين أيديها واحدا واحدا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع كأنها تقاعست من أجله قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت»

قال ابن عباس: تكلم أربع صغار عيسى بن مريم عليه السلام وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط
231

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله قال: «فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء السماء الدنيا ففتح فقال: من هذا؟ قال: جبريل قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد قال: أرسل إليه؟ قال: نعم فافتح فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة 40 وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه تبسم وإذا نظر قبل يساره بكى قال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال: قلت لجبريل : من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين هم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله هم أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى. قال: ثم عرج بي جبريل حتى جاء السماء الثانية فقال لخازنها: افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن سماء الدنيا ففتح له»

رواه عبد الله من زياداته على أبيه ورجاله رجال الصحيح
232

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - قال عفان: فوقي - فإذا أنا برعد وبروق وصواعق قال: فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت أسفل مني فإذا أنا بريح وأصوات ودخان فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه شياطين يحرفون على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب»

رواه أحمد - وروى ابن ماجة منه قصة أكلة الربا وفيه أبو الصلت لا يعرف ولم يرو عنه غير علي بن زيد
233

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس فعرض علي عيسى بن مريم فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود وعرض علي موسى فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة وعرض علي إبراهيم فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم »

رواه أحمد وفيه عمر بن أبي سلمة وثقه أحمد ويحيى وابن حبان وضعفه علي بن المديني وغيره
234

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أسري بالنبي إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس - قال حسن -: نحن نصدق محمدا بما يقول فارتدوا كفارا فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل وقال أبو جهل: يخوفنا محمد شجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا. فذكر الحديث

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب قال يحيي القطان أنه تغير قبل موته وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط ثقة مأمون ورواه أبو يعلى وزاد قال: ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام وعيسى بن مريم وإبراهيم قال: فسئل النبي عن الدجال فقال: «رأيته فيلمانيا 41 أقمر 42 هجان 43 إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعره أغصان شجرة ورأيت عيسى شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم أدم كثير الشعر شديد الخلق ورأيت إبراهيم فلا أنظر إلى إرب 44 من آرابه إلا نظرت إليه كأنه صاحبكم قال: وقال لي جبريل عليه السلام: سلم على أبيك فسلمت عليه»

باب منه في الإسراء

235

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله أتى بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ 45 رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم 46 ورضف 47 جهنم قال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج ولحم آخر نيء خبيث فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا فيأتي المرأة الخبيثة فيبيت معها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند روجها حلالا طيبا فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يريد أن يزيد عليها فقال: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: خطباء الفتنة ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت فقال: ما هذا؟ قال: صوت الجنة تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني قد كثر غرسي وحريري وسندسي وإستبرقي وعبقري ومرجاني وقصبي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي وثيابي ولبني وخمري ائتني بما وعدتني قال: لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا فهو آمن ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته إني أنا الله لا إله إلا أنا لا خلف لميعادي قد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن الخالقين فقالت: قد رضيت ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا فقال: يا جبريل ما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت جهنم تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري ائتني بما وعدتني قال: لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت: قد رضيت

ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة فصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا: يا جبريل من هذا معك؟ قال: هذا محمد رسول الله خاتم النبيين قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة. ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم تعالى فقال إبراهيم : الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا واصطفاني برسالاته أنقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما واصطفاني وأنزل علي التوراة وجعل هلاك فرعون على يدي ونجاة بني إسرائيل على يدي ثم إن داود أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا وأنزل علي الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن معي والطير وآتاني الحكمة وفصل الخطاب ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات وعلمني منطق الطير وأسال لي عين القطر وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ثم إن عيسى أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذنه ورفعني وطهرني من الذين كفروا وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ولم يجعل للشيطان علينا سبيلا

وإن محمدا أثنى على ربه فقال: كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي وسطا وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمد ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة فدفع إليه إناء فيه ماء فقيل له اشرب ثم دفع إليه إناء أخر فيه لبن فشرب حتى روي ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر فقال: قد رويت لا أذوقه فقيل له: أصبت أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل. ثم صعد به إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا بشيخ جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيئا كما ينقص من خلق البشر عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن فقال: يا جبريل من هذا الشيخ؟ وما هذان البابان؟ قال: هذا أبوك آدم وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم من يدخله من ذريته بكى وحزن. ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح فقال: من هذا؟ فقال: جبريل قالوا: ومن معك؟ قال: محمد رسول الله قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو بشابين فقال: يا جبريل ما هذان الشابان؟ قال: هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: أخوك يوسف ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل فقال: يا جبريل من هذا الرجل الجالس؟ قال: هذا أخوك إدريس رفعه الله مكانا عليا ثم صعد به إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل جالس يقص عليهم قال: يا جبريل من هذا؟ ومن هؤلاء الذين حوله؟ قال: هذا هارون المخلف في قومه وهؤلاء قومه من بني إسرائيل ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل فقال: يا جبريل من هذا؟ قال: موسى قال: ما يبكيه؟ قال: تزعم بنو إسرائيل أني أفضل الخلق وهذا قد خلفني فلو أنه وحده ولكن معه كل أمته ثم صعد بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقالوا: من معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء - قال عيسى: يعني أبا جعفر الرازي وسمعته مرة يقول: سود الوجوه - فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا يقال له: نعمة الله، فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء فدخلوا نهرا آخر يقال له: «رحمة الله» فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء فدخلوا نهرا آخر فذلك قوله تعالى { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم فجلسوا إلى أصحابهم فقال: يا جبريل من هذا الأشمط الجالس؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم؟ قال: هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم ثم مضى إلى السدرة فقيل له: هذه السدرة المنتهى ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك وهي السدرة المنتهى يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما وإن ورقة منها مظلة الخلق فغشيها نور وغشيتها الملائكة قال عيسى: فذلك قوله { إذ يغشى السدرة ما يغشى } فقال تبارك وتعالى له: سل فقال: إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم فلم يكن له عليهما سبيل فقال له ربه تبارك وتعالى: قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة: محمد حبيب الرحمن، وأرسلتك إلى الناس كافة وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأعطيتك سبعا من المثاني ولم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما. وقال رسول الله : فضلني ربي تبارك وتعالى بست: قذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه وعرض على أمتي فلم يخف على التابع والمتبوع منهم ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا علي قوم عراض الوجوه صغار الأعين فعرفتهم ما هم. وأمرت بخمسين صلاة فرجع إلى موسى فقال له موسى: بكم أمرت من الصلاة؟ قال: بخمسين صلاة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل الله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بأربعين صلاة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بثلاثين قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بعشرين قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بعشر قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بخمس قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. قال: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه وما أنا براجع إليه فقيل له: كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزئ عنك بخمسين يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها

قال عيسى: بلغني أن النبي قال: «كان موسى أشدهم علي أولا وخيرهم آخرا»

رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول

باب منه في الإسراء

236

عن شداد بن أوس قال: قلنا: يا رسول الله كيف أسري بك ليلة أسري بك؟ قال: «صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل فاستصعب علي فأدارها بأذنها حتى حملني عليها فانطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى انتهينا إلى أرض ذات نخل قال: انزل فنزلت ثم قال: صل فصليت ثم ركبنا قال لي: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم قال: صليت بيثرب صليت بطيبة ثم انطلقت تهوي تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا بيضاء قال لي: انزل فنزلت ثم قال: صل فصليت ثم ركبنا قال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم قال: صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقت تهوي بنا تضع حافرها - أو يقع حافرها - حيث أدرك طرفها ثم ارتفعنا قال: انزل فنزلت فقال: صل فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم قال: صليت بيت لحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها الثامن فأتى قبلة المسجد فربط دابته ودخلنا المسجد من باب فيه مثل الشمس والقمر فصليت من المسجد حيث شاء الله - قال ابن زبريق - ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما ثم هداني الله فأخذت اللبن فشربت حتى قدعت 48 به جبني وبين يدي شيخ متكئ فقال: أخذ صاحبك الفطرة أو قال بالفطرة. ثم انطلق بي حتى أتيت الوادي الذي بالمدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي» قلنا: يا رسول الله كيف وجدتها؟ قال: «مثل - وذكر شيئا ذهب عني - ثم مررت بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فسلمت عليهم فقال بعضهم لبعض: هذا صوت محمد ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال: يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك في مكانك فلم أجدك؟ قال: إني أتيت بيت المقدس الليلة فقال: يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي ففتح لي شراك كأني أنظر إليه لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه». فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة قال: «نعم وقد مررت بعير لكم في مكان كذا قد أضلوا بعيرا لهم بمكان كذا وكذا وأنا مسيرهم لكم ينزلون بكذا ثم يأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أدم عليه مسح أسود وغرازتان 49 سوداوتان» فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل كالذي وصف رسول الله

رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال فيه: «قد أخذ صاحبك الفطرة وإنه لمهدي وقال في وصف جهنم كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة 50 السخنة». وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي
237

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أتيت بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه فسار بنا في أرض غمة 51 منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء 52 طيبة»

قال الطبراني: «قلت: يا جبريل كنا نسير في أرض غمة نتنة ثم إلى أرض فيحاء طيبة فقال: تلك أرض النار وهذه أرض الجنة». - وقال البزار أحسبه: «قال جبريل : تلك أرض أهل النار وهذه أرض أهل الجنة - فأتيت على رجل قائم فقال: من هذا يا جبريل معك؟ قال: أخوك محمد فرحب ودعا لي بالبركة فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك عيسى بن مريم فسرنا فسمعت صوتا فأتينا على رجل فقال: من هذا معك؟ قال: هذا أخوك محمد فسلم ودعا لي بالبركة وقال: سل لأمتك التيسير قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى قلت: على من كان تذمره؟ قال: على ربه قلت: على ربه؟ قال: نعم قد عرف حدته. ثم سرنا فرأيت شيئا. فقلت: ما هذا؟ أو ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم ادن منها قلت: نعم» وقال الطبراني: «قلت: أدنو منها؟ قال: نعم فدنونا منها فرحب ودعا لي بالبركة ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلنا المسجد فنشرت 53 لي الأنبياء من سمى الله ومن لم يسم فصليت» قال الطبراني: بهم - ثم اتفقا إلا هؤلاء الثلاثة: إبراهيم وموسى وعيسى.
رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
238

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلى جبريل كأنه حلس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله علي وفتح باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دون الحجاب رفرفة الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي»

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
239

وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: بات رسول الله ليلة أسري به في بيتي ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله : «إن جبريل عليه السلام أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليه ثم انطلق حتى انتهى إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي ويشبه خلقي خلقه وأراني موسى آدم طويلا سبط الشعر يشبه برجال أزد شنوءة وأراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفي وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت» فأخذت بثوبه فقلت: إني أذكرك الله إنك تأتي قوما يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف أن يسطوا بك قال: قالت: فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم فإذا هم جلوس فأخبرهم ما أخبرني فقام جبير بن مطعم فقال: يا محمد لو كنت شابا كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا فقال رجل من القوم: يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: «نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم فهم في طلبه» قال: فهل مررت بإبل لبني فلان؟ قال: «نعم وجدتهم في مكان كذا وكذا قد انكسرت له ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها» قالوا: فأخبرنا ما عدتها وما فيها من الرعاة؟ قال: «قد كنت عن عدتها مشغولا» فقام فأتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشا فقال لهم: «سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية» قال: فقعدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم فاستقبلوا الإبل فسألوا: هل ضل لكم بعير؟ قالوا: نعم فسألوا الآخر: هل انكسرت لكم ناقة حمراء؟ قالوا: نعم قالوا: فهل كان عندكم قصعة؟ قال أبو بكر: أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا هراقوه في الأرض وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق.

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور متروك كذاب
240

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله بعد صلاة الصبح فقال: «إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها: أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى بي جبلا طويلا وعرا فقال لي: ارقه فقلت: لا أستطيع فقال: إني سأسهله لك فجعلت كلما رقيت قدمي وضعتها على درجة حتى استوينا على سواء الجبل فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقولون مالا يعلمون ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يرون أعينهم مالا يرون ويسمعون آذانهم مالا يسمعون ثم انطلقنا فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن تنهش ثديانهن الحيات قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يمنعون أولادهن من ألبانهن ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن يلحسن من ماء قليل وحمأ قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون ويفطرون قبل تحلة صومهم ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظرا وأقبحه لبوسا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم المراحيض قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزناة ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخانا ونسمع عواء قلت: ما هذا؟ قال: هذه جهنم فدعها ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال الشجر قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين ثم انطلقنا فإذا نحن بجوار وغلمان يلعبون بين نهرين قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجها وأحسنه لبوسا وأطيبه ريحا كأن وجوههم القراطيس قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة نفر يشربون خمرا ويغنون فقلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة فملت قبلهم فقالوا: قدنا لك قدنا لك ثم رفعت رأسي فإذا بثلاثة نفر تحت العرش قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك صلوات الله عليهم أجمعين»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
241

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن جبريل أتى النبي بالبراق فحمله بين يديه فإذا بلغ مكانا مطأطئا طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداها وطالت رجلاها حتى تستوي ثم عرض له رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه: يا محمد إلي الطريق مرتين فقال له جبريل: امض ولا تكلم ثم عرض له رجل عن يسار الطريق فقال له: إلي الطريق يا محمد فقال له جبريل: امض ولا تكلم أحدا ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة فقال له جبريل: تدري من الرجل الذي عن يمين الطريق؟ فقال له النبي : لا قال: تلك اليهود دعتك إلى دينهم ثم قال له: تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار الطريق؟ قال: لا قال: تلك النصارى دعتك إلى دينهم هل تدري من المرأة الحسناء الجملاء؟ قال: تلك الدنيا دعتك إلى نفسها ثم انطلقنا حتى أتينا بيت المقدس فإذا هو بنفر جلوس فقالوا: مرحبا بالنبي الأمي فإذا في النفر الجلوس شيخ فقال محمد : من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم ثم سأله من هذا؟ قال: هذا موسى ثم سأله من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا ثم أتوا بأشربة فاختار محمد اللبن قال له جبريل: أصبت الفطرة ثم قيل له: قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له: ماذا صنعت؟ فقال: فرضت على أمتي خمسون صلاة فقال له موسى: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق هذا فرجع ثم جاء فقال له موسى: ماذا صنعت؟ قال: ردها إلى خمس وعشرين صلاة فقال له موسى: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجع ثم جاء حتى ردها إلى خمس فقال له موسى: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فقال: قد استحييت من ربي مما أراجعه وقد قال لي: «لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيكها».

رواه الطبراني في الأوسط هكذا مرسلا وقال: لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد مع الإرسال فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف
242

وعن صهيب بن سنان قال: لما عرض على رسول الله الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل: أصبت الفطرة وبها غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغويت أمتك وكنت من أهل هذه وأشار بيده إلى الوادي الذي يقال له: وادي جهنم فنظرت إليه فإذا هو يلتهب

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
243

وعن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى فلما رجع كان بين المقام وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات السبع فلما رجع قال: «سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات لذي العلا بما علا سبحانه وتعالى»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسكين بن ميمون ذكر له الذهبي هذا الحديث وقال: إنه منكر
244

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «لما أسري بي انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها 54 أمثال القلال 55»

رواه الطبراني في الكبير وفيه زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لم أر من ذكرها
245

وعن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله : «ليلة أسري بي فانتهيت إلى قصر من لؤلؤة يتلألأ نورا وأعطيت ثلاثا: إنك سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين»

رواه البزار وفيه هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري: لم أر من ذكرهما
246

وعن جابر قال: قال رسول الله : «مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس 56 البالي من خشية الله»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

باب في الرؤية

247

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «رأيت ربي عز وجل»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
248

وعن عكرمة: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } قال: شيء أريه النبي في اليقظة رآه بعينيه حين ذهب به إلى بيت المقدس

رواه أحمد موقوفا على عكرمة وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
249

وعن ابن عباس أنه كان يقول: إن محمدا رأى ربه مرتين: مرة ببصره ومرة بفؤاده

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا جهور بن منصور الكوفي وجهور بن منصور ذكره ابن حبان في الثقات
250

وعن ابن عباس قال: نظر محمد إلى ربه تبارك وتعالى قال عكرمة: فقلت لابن عباس: نظر محمد إلى ربه؟ قال: نعم جعل الكلام لموسى والخلة لإبراهيم والنظر لمحمد

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر العدني. روى ابن أبي حاتم توثيقه عن أبي عبد الله الطهراني وقد ضعفه النسائي وغيره

(بابان: العقيدة في الله)

باب في عظمة الله سبحانه وتعالى

251

عن أنس رضي الله عنه عن النبي قال: «سألت جبريل: هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور لو رأيت أدناها لاحترقت»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه قائد الأعمش قال أبو داود: عنده أحاديث موضوعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يهم
252

وعن عبد الله بن عمرو وسهل بن سعد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله : «دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما تسمع نفس شيئا من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسها»

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو وسهل أيضا وفيه موسى بن عبيدة لا يحتج به
253

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي فقال: يا محمد هل احتجب الله عز وجل عن خلقه بشيء غير السماوات والأرض؟ قال: «نعم بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور وسبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من ظلمة وسبعون حجابا من رفارف الإستبرق وسبعون حجابا من رفارف السندس وسبعون حجابا من در أبيض وسبعون حجابا من در أحمر وسبعون حجابا من در أصفر وسبعون حجابا من در أخضر وسبعون حجابا من ضياء استضاءها من ضوء النار والنور وسبعون حجابا من ثلج وسبعون حجابا من ماء وسبعون حجابا من غمام وسبعون حجابا من برد وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف» قال: فأخبرني عن الملك الذي يليه؟ قال النبي : «أصدقت فيما أخبرتك يا يهودي؟» قال: نعم قال: «فإن الملك الذي يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت صلى الله عليهم أجمعين»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن إدريس كذبه أحمد وقال ابن حبان: كان يضع الحديث

باب

254

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «إن لله ملكا لو قيل له التقم السماوات والأرضين السبع بلقمة لفعل تسبيحه سبحانك حيث كنت»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال: تفرد به وهب بن رزق. قلت: ولم أر من ذكر له ترجمة
255

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة سنة يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت»

رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به عبد الله بن المنكدر قلت: هو وأبوه ضعيفان
256

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعين عاما»

قلت: رواه أبو داود خلا قوله: سبعين عاما
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
257

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أذن لي أن أحدث عن ملك قد مزقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون»

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
258

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أتاني ملك لم ينزل إلى الأرض قبلها قط برسالة من ربي فوضع رجله فوق السماء الدنيا ورجله في الأرض يقلها»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله التنيسي والأكثر على تضعيفه وقد وثقه يحيى بن معين ودحيم
259

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن في السماء ملكا يقال له: إسماعيل على سبعين ألف ملك كل منهم على سبعين ألف ملك»

رواه الطبراني في الصغير وفيه أبو هارون واسمه عمارة بن جوين وهو ضعيف جدا

باب في التفكير في الله تعالى والكلام

260

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك
261

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا تقوم الساعة حتى يكفر بالله جهرا وذلك عند كلامهم في ربهم»

رواه الطبراني في الأوسط وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا إسماعيل بن يحيى التميمي قلت: ولم أر من ذكر إسماعيل ولا الذي روى عنه وهو إسحاق بن زريق 57. قلت: وتأتي أحاديث بمقلوبها

باب منزلة المؤمن عند ربه

262

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «ليس شيء أكرم على الله عز وجل من المؤمن»

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدا
263

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي أنه نظر إلى الكعبة فقال: «لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 58
264

وعن جابر قال: لما افتتح النبي مكة استقبلها بوجهه وقال: «أنت حرام ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن وهو كذاب يضع الحديث
265

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي قال: «إن الملائكة قالت: يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة فقال: لا أجعل صالح ذرية من خلقت يدي كمن قلت له: كن فكان»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو كذاب متروك وفي سند الأوسط طلحة بن زيد وهو كذاب أيضا
266

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «ما من شيء أكرم على الله جل ذكره يوم القيامة من بني آدم» قيل: يا رسول الله ولا الملائكة؟ قال: «ولا الملائكة إن الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر»

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف
267

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «قال الله: عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو المهزم وهو متروك وهو عند ابن ماجة من قوله : «المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته»
268

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي كان يقول: «إن الله تبارك وتعالى أضن بموت عبده المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على فراشه»

رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعفه أحمد وأكثر الناس ورجحه بعضهم على ابن لهيعة

باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين

269

عن كعب بن مالك رضي الله عنه: أن النبي سئل: أي الناس أفضل؟ قال: «مؤمن بين كريمين 59»

رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى أحاديثه مناكير

باب المؤمن غر كريم

270

عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن السفر وهو كذاب

باب في مثل المؤمن

271

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «مثل المؤمن كمثل العطار إن جالسته نفعك وإن ماشيته نفعك وإن شاركته نفعك»

رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس
272

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك»

قلت: هو في الصحيح خلا قوله: «ما أتاك منها نفعك»
رواه البزار ورجاله موثقون وسفيان بن حسين ضعيف فيما عن الزهري ولم يرو هذا عن الزهري. قلت: وتأتي أحاديث في «مثل المؤمن مثل الخامة» وغير ذلك بعضها في المرض وثوابه وفي الجنائز وبعضها في الأدب

(بابان في بعض صفات الله عز وجل)

باب إن الله لا ينام

273

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال: «وقع في نفسه: هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال: فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فتحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال: فضرب الله له مثله: أن الله عز وجل لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض».

رواه أبو يعلى وفيه أمية بن شبل ذكره الذهبي في الميزان ولم يذكر أن أحدا ضعفه وإنما ذكر له هذا الحديث وضعفه به والله أعلم. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات

باب

274

عن عمر رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: «إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح 60
275

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله : «يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده - وقبض يده وجعل يقبضها ويبسطها ثم يقول: «أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟» قال: ويميل رسول الله عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله ؟

رواه الطبراني في الكبير وقال: هكذا رواه يحيى بن بكير فقال: عن عبد الله بن عمرو وقال غيره: عن عبد الله بن عمر ورجاله رجال الصحيح
276

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «يطوي الله تبارك وتعالى السماوات فيأخذهن بيمينه ويطوي الأرض فيأخذها بيده الأخرى ثم يقول: أنا الملك أين الملوك؟» قال عمر بن حمزة: فحدثت به عكرمة فقال: قال رسول الله : قال: ثم ذكر نحو حديث سالم هذا عن ابن عمر

قلت: رواه البزار هكذا وحديث ابن عمر في الصحيح بغير سياقه ورجاله ثقات
277

وعن نعيم بن همار أن رسول الله قال: «الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
278

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: «إن الله يضحك من يأس عباده وقنوطهم وقرب الرحمة منهم» فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أويضحك ربنا؟ قال: «نعم والذي نفسي بيده إنه ليضحك» قلت: فلا يعدمنا خيرا إذا ضحك

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه جارحة بن مصعب وهو متروك الحديث
279

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «إن الله تعالى لا يغلب ولا يخلب 61 ولا ينبأ بما لا يعلم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو ضعيف متروك الحديث.
280

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «ربنا سميع بصير» - وأشار بيده إلى عينيه

رواه الطبراني في الكبير وله طرق تأتي في سورة النور وفي إسناده ابن لهيعة
281

وعن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ قال: «أو ما مررت بوادي قومك محلا ثم تمر به خضرا ثم تمر به محلا ثم تمر به خضرا كذلك يحيي الله الموتى»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
282

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن ربكم تعالى ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات والأرض من نور وجهه وإن مقدار يوم من أيامكم عنده اثنتي عشرة ساعة تعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم غضبه حملة العرش يجدونه ثقل عليهم فتسجد حملة العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوته فيسبحون الرحمن عز وجل ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم تؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله في كتابه { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير } فتلك تسع ساعات ثم يؤتى الأرزاق فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } { كل يوم هو في شأن } قال: هذا من شأنكم وشأن ربكم عز وجل

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد السلام قال أبو حاتم: مجهول وقد ذكره ابن حبان في الثقات وعبد الله بن مكرز أو عبيد الله على الشك لم أر من ذكره.
283

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله إذ مرت سحابة فقال: «هل تدرون ما هذه؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «العنان وزوايا الأرض يسوقه الله إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه أتدرون ما هذه فوقكم؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «الرقيع موج مكفوف وسقف محفوظ أتدرون كم بينكم وبينها؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «مسيرة خمس مائة عام» ثم قال: «هل تدرون ما فوق ذلك؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «العرش» قال: أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «مسيرة خمس مائة عام» ثم قال: «أتدرون ما هذه تحتكم؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «أرض أتدرون ما تحتها؟» قلنا: الله أعلم قال: «أرض أخرى أتدرون كم بينهما؟» قلنا: الله ورسوله أعلم قال: «مسيرة سبع مائة عام» حتى عد سبع أرضين ثم قال: «وايم الله لو دليتم بحبل لهبط» ثم قرأ: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }

قلت: رواه الترمذي غير أنه ذكر: بين كل أرض وأرض خمس مائة عام وهنا سبع مائة عام وعنده أيضا: «لو دليتم بحبل لهبط على الله» وهنا لم يذكر الجلالة
رواه أحمد وفيه الحكم بن عبد الملك وهو متروك الحديث
284

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مائة عام وما بين كل سماءين خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مائة عام وما بين الكرسي والماء خمس مائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وقد تقدم بقية هذا في باب التفكر في الله

باب من سرته حسنته فهو مؤمن

285

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن»

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ما خلا المطلب بن عبد الله فإنه ثقة ولكنه يدلس ولم يسمع من أبي موسى فهو منقطع
286

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: «إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن»

رواه الطبراني في الكبير
287

وله في الأوسط عن أبي أمامة أيضا قال: قال رجل: ما الإثم يا رسول الله؟ قال: «ما حك في صدرك فدعه» قال: فما الإيمان؟ قال: «من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن»

ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه يحيى بن أبي كثير وهو مدلس وإن كان من رجال الصحيح
288

وعن علي بن أبي أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من ساءته سيئته فهو مؤمن»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو هالك في الضعف

باب في النصيحة

289

عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي قال: «قال الله عز وجل: أحب ما يعبدني به عبدي إلي النصح لي»

رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف
290

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «الدين النصيحة» قالوا: لمن؟ قال: «لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين»

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال: «ولأئمة المسلين وعامتهم» قال أحمد: عن عمرو بن دينار أخبرني من سمع ابن عباس وقال الطبراني: عن عمرو بن دينار عن ابن عباس فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال: أحاديثه مناكير. ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلى قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لكتاب الله ولنبيه ولأئمة المسلمين»
291

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أمرني جبريل عليه السلام بالنصح»

رواه أبو يعلى وفيه الحسن بن علي الهاشمي وهو ضعيف
292

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: «الدين النصيحة»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
293

وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي قال: «رأس الدين النصيحة» فقالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله عز وجل ولدينه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به
294

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يصبح ويمسي ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منا»

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ضعفه محمد بن حميد ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان
295

وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله ثم رجعت فدعاني فقال: «لا أقبل منك حتى تبايع على النصح لكل مسلم» فبايعته

قلت: له حديث في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن

(أبواب: الحب في الله)

باب فيمن حبهم إيمان

296

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله : «لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ لا يحتج به
297

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا يؤمن الرجل حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه يحيي بن معين وغيره
298

عن عبد الله بن جعفر قال: أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله فقال: يا رسول الله إني أتيت قوما يتحدثون فلما رأوني سكتوا وما ذاك إلا أنهم استثقلوني فقال رسول الله : «أقد فعلوها؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي أترجون أن تدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب؟»

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث
299

وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من أحب الله ورسوله صادقا غير كاذب ولقي المؤمنين فأحبهم وكان أمر الجاهلية عنده كمنزلة نار ألقي فيها فقد طعم طعم الإيمان» - أو قال: «فقد بلغ ذروة الإيمان» الشك من صفوان -.

رواه الطبراني في الكبير وفيه شريح بن عبيد وهو ثقة مدلس اختلف في سماعه من الصحابة لتدليسه

باب منه

300

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن لله عز وجل حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن حماد وهو ضعيف ولم أر من وثقه
301

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله وأن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه»

رواه الطبراني في الأوسط وفى فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به

باب منه

302

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني»

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد ويحيى بن معين والبزار. قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب في المناقب

باب من الإيمان: الحب لله والبغض لله

303

عن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي يقول: «لا يحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم»

رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف
304

وعن عمرو بن الحمق أنه سمع رسول الله يقول: «لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين وهو ضعيف
305

وعن معاذ بن أنس أنه سأل النبي عن أفضل الإيمان قال: «أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله» قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: «وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك» وزاد في رواية أخرى: «وأن تقول خيرا أو تصمت»

وفي الأولى رشدين بن سعد وفي الثاني ابن لهيعة وكلاهما ضعيف رواهما أحمد
306

وعن البراء بن عازب قال: كنا جلوسا عند النبي فقال: «أي عرى الإسلام أوثق؟» فقالوا: الصلاة قال: «حسنة وما هي بها» قالوا: صيام رمضان قال: «حسن وما هو به؟» قالوا: الجهاد قال: «حسن وما هو به؟» قال: «إن أوثق عرى الإيمان أن تحب لله وتبغض في الله»

رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وضعفه الأكثر
307

وعن أبي ذر قال: خرج إلينا رسول الله فقال: «أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟» قال قائل: الصلاة والزكاة وقال قائل: الجهاد، قال: «إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الحب لله والبغض في الله»

قلت: عند أبي داود طرف منه
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم
308

وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «من أحب لله» - وقال هاشم - «من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل»

رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات
309

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي فقال: «يا ابن مسعود أي عرى الإيمان أوثق؟» قلت: الله ورسوله أعلم قال: «أوثق عرى الإسلام: الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله»

فذكر الحديث وهو بتمامه في العلم
رواه الطبراني في الصغير وفيه عقيل بن الجعد قال البخاري: منكر الحديث
310

وعن أبي أمامة أن النبي قال: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله السمين ضعفه البخاري وأحمد وغيرهما وقال أبو حاتم: محله الصدق
311

وعن ابن مسعود قال: إن من الإيمان أن يحب الرجل أخاه لا يحبه إلا لله

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده إسحاق الدبري وهو منقطع بين عبد الرزاق وأبي إسحاق
312

وعن مجاهد عن ابن عمر قال: قال لي: أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وصارت مؤاخاة الناس في أمر الدنيا

رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم والأكثر على ضعفه وقد تقدم حديث عمرو بن الحمق فيمن يغضب لله ويرضى لله

باب في المنجيات والمهلكات

313

عن ابن عمر قال: قال رسول الله : «ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات: فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في السبرات 62 ونقل الأقدام إلى الجماعات وأما الدرجات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة ومن لا يعرف
314

وعن أنس عن النبي أنه قال: «ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات. فأما الكفارات: فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلوات بعد الصلوات ونقل الأقدام إلى الجمعات. وأما الدرجات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام. وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية. وأما المهلكات: فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه»

رواه البزار والطبراني في الأوسط ببعضه وقال: «إعجاب المرء بنفسه من الخيلاء» وفيه زائدة بن أبي الرقاد وزياد النميري وكلاهما مختلف في الاحتجاج به
315

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «المهلكات ثلاث: إعجاب المرء بنفسه وشح مطاع وهوى متبع»

316

وعن ابن أبي أوفى عن النبي قال بمثله

رواه البزار وفي سند ابن عباس وابن أبي أوفى كلاهما محمد بن عون الخراساني وهو ضعيف جدا

باب ما جاء في الحياء

317

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار»

رواه أحمد - وفي الصحيح منه: «الحياء من الإيمان» - ورجاله رجال الصحيح
318

وعن عبد الله بن سلام أن النبي قال: «الحياء من الإيمان»

رواه أبو يعلى وفيه هشام بن زياد أبو المقدام لا يحل الاحتجاج به ضعفه جماعة ولم يوثقه أحمد
319

وعن أبي بكرة وعمران بن حصين قالا: قال رسول الله : «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار»

قلت: حديث أبي بكرة رواه ابن ماجة ورواهما جميعا الطبراني في الأوسط والصغير وفي سنده عبد الله عن المأمون ولم أر من ذكر عبد الجبار
320

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: جاء قوم بصاحبهم إلى نبي الله فقالوا: يا نبي الله إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء فقال نبي الله : «إن الحياء من شرائع الإسلام وإن البذاء من لؤم المرء»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله وثقهم ابن حبان
321

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «إن الحياء والعي من الإيمان وهما يقربان من الجنة ويباعدان من النار والفحش والبذاء من الشيطان وهما يقربان من النار يباعدان من الجنة» فقال أعرابي لأبي أمامة: إنا لنقول في الشعر إن العي من الحمق، قال: إني أقول قال رسول الله وتجيئني بشعرك المنتن!

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو ضعيف لا يحتج به
322

عن أبي موسى قال: قال رسول الله : «الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعا»

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال: تفرد به محمد بن عبيدة القومسي
323

وعن ابن عباس عن النبي قال: «الحياء والإيمان في قرن فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث

باب ما جاء أن الصدق من الإيمان

324

عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله ما عمل الجنة؟ قال: «الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة»

فذكر الحديث يأتي بتمامه في ذم الكذب من كتاب العلم
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
325

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا»

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه منصور بن أذين ولم أر من ذكره. قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب بعضها في العلم وبعضها في الأدب إن شاء الله
326

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المراء وإن كان محقا»

رواه أبو يعلى في الكبير وفيه محمد به عثمان عن سليمان بن داود لم أر من ذكرهما
327

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب»

رواه أحمد وهو منقطع بين الأعمش وأبي أمامة
328

وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي قال: «يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب»

رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
329

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله : «يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب»

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن الوليد وهو ضعيف.
330

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لا يجتمع الكفر والإيمان في قلب امرئ ولا يجتمع الصدق والكذب جميعا ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا»

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
331

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كل الخلال يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
332

وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله : «عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار»

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن
333

وعن مازن بن الغضوبة قال: قال رسول الله : «عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن كثير وهو متروك

باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم

334

عن أبي أمامة قال: إني لتحت راحلة رسول الله يوم الفتح فقال قولا حسنا جميلا فكان فيما قال: «من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين وله ما لنا وعليه ما علينا ومن أسلم من المشركين فله أجره وله ما لنا وعليه ما علينا».

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وقد ضعفه أحمد وغيره

باب الإسلام بالنسب

335

قال الطبراني في الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد لرسول الله القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب وكانت زينب بنت رسول الله عند أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت له عليا وأمامة وكان علي مسترضعا في بني غاضرة فافتصله رسول الله وأبوه يومئذ مشرك فقال: «من شاركني في شيء فأنا أحق به وأيما كافر شارك مسلما في شيء فهو أحق به منه»

فذكر الحديث وهو منقطع كما ترى

باب فيمن أسلم على يديه أحد

336

عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله : «من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة»

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس قال يحيى بن معين: كذاب. قلت: وتأتي أحاديث هذا الباب في الجهاد إن شاء الله، وحديث عائشة فيمن ربى صغيرا حتى يقول لا إله إلا الله في البر والصلة

باب فيمن عمل خيرا ثم أسلم

337

عن السائب بن أبي السائب أنه كان يشارك النبي قبل الإسلام في التجارة فلما كان يوم الفتح جاءه فقال النبي : «مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري ولا يماري يا سائب قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تقبل منك وهي اليوم تقبل منك وكان ذا سلف وصلة»

قلت: رواه أبو داود وغيره بعضه وله طريق تأتي في البر والصلة
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
338

وعن صعصعة بن ناجية المجاشعي وهو جد الفرزدق بن غالب بن صعصعة قال: قدمت على النبي فعرض علي الإسلام فأسلمت وعلمني آيا من القرآن فقلت: يا رسول الله إني عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها من أجر؟ قال: «وما عملت؟» فقلت: إني أضللت لي ناقتين عشراوين فخرجت أتبعهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا فقلت: هل أحسست ناقتين عشراوين؟ قال: ما ناراهما 63 قلت: ميسم بني دارم قال: قد أصبنا ناقتيك ونتجناهما فظأرناهما 64 وقد نعش الله بهما أهل بيت من قومك من العرب من مضر قال: فبينا هو يخاطبني إذ نادت امرأة من البيت الآخر: ولدت قال: وما ولدت؟ إن كان غلاما فقد شركنا في قومنا - وقال البزار: فقد تباركنا في قومنا - وإن كانت جارية فادفناها فقالت: جارية فقلت: ما هذه الموءودة؟ قال: ابنة لي فقلت: إني اشتريتها منك قال: يا أخا بني تميم أتقول أتبيع ابنتك وقد أخبرتك إني رجل من العرب من مضر؟ فقلت: إني لا أشتري منك رقبتها إنما أشتري روحها أن لا تقتلها قال: بم تشتريها؟ قلت: بناقتي هاتين وولديهما قال: وتزيدني بعيرك هذا؟ قلت: نعم على أن ترسل معي رسولا فإذا بلغت إلى أهلي رددت إليك البعير ففعل فلما بلغت أهلي رددت إليه بعير فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي أن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب وظهر الإسلام وقد أحييت ثلاث مائة وستين موءودة أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لي في ذلك أجر؟ فقال النبي : «لك أجر إذا من الله عليك بالإسلام». قال عباد: ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق:

جدي الذي منع الوائدات ** فأحيا الوئيد فلم يؤد

رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه الطفيل بن عمرو التميمي قال البخاري: لا يصح حديثه. وقال العقيلي: لا يتابع عليه

باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء

339

عن جابر أن رسول الله قال، إن رجلا قال: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء منكم في الإسلام أخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام»

رواه البزار وفيه أسيد بن زيد وهو كذاب 65

باب لا يؤمن عبد يحب لأخيه ما يحب لنفسه

340

عن أنس: كنت جالسا ورجل عند النبي فقال رسول الله : «لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه» قال أنس: فخرجت أنا والرجل إلى السوق فإذا سلعة تباع فساومته فقال: بثلاثين فنظر الرجل فقال: قد أخذتها بأربعين فقال صاحبها: ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا؟ ثم نظر أيضا فقال: قد أخذتها بخمسين، فقال صاحبها: ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا؟ قال: إني سمعت رسول الله يقول: «لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وأنا أرى أنه صالح بخمسين

قلت: في الصحيح طرف منه عن أنس وحده رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

باب لا إيمان لم لا أمانة له

341

عن أنس قال: ما خطبنا رسول الله إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له»

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو هلال وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره
342

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «لا إيمان لمن لا أمانة له والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا»

رواه الطبراني في الكبير وله في رواية أخرى عنه: «لا دين لمن لا أمانة له». وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف عند الأكثرين
343

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله : «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له»

فذكر الحديث وقد تقدم وفيه حصين بن مذعور عن قريش التميمي ولم أر من ذكرهما

باب لا يفتك مؤمن

344

وعن الحسن قال: جاء رجل إلى الزبير فقال: ألا أقتل لك عليا؟ قال: لا وكيف تقتله معه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به. فقال: لا إن رسول الله قال: «إن الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن»

رواه أحمد وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس ولكنه قال: حدثنا الحسن
345

وعن سعيد بن المسيب أن معاوية دخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلا فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعلي وأنا في بيت أمان وقد سمعت رسول لله يقول: يعني: «الإيمان قيد الفتك» كيف أنا في الذي بيني وبينك وفي حوائجك؟ قالت: صالح قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا عز وجل

رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال: عن سعيد بن المسيب عن مروان قال: دخلت مع معاوية على عائشة وفيه علي بن زيد وهو ضعيف

باب فيمن يخالف كمال الإيمان

346

عن ابن عباس قال: قال رسول : «ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة» قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: «لأن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء والمصيبة وليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يسكن في صلاته» قالوا: ولم يا رسول الله؟ قال: «لأن المصلي يناجي ربه فإذا كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني قال البخاري: كان يضع الحديث

باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان

347

عن عبد الله قال: قال رسول الله : «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»

رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني وبقية رجاله رجال الصحيح

باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه

348

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : «كفر تبرؤ من نسب وإن دق وادعاء نسب لا يعرف»

رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط إلا أنه قال: «كفر بامرئ» وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
349

وعن جابر أن النبي قال: «من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه»

رواه أحمد رواه عن جابر خالد بن أبي حيان وثقه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: ويأتي هذا الحديث وغيره فيمن تولى غير مواليه في الفرائض
350

عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله : «من ادعى نسبا لا يعرف كفر بالله وانتفاء من نسب وإن دق كفر بالله»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف ورواه البزار وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
351

وعن أيوب بن علي بن عدي عن أبيه - أو عمه -: أن مملوكا كان يقال له: «كيسان» فسمى نفسه قيسا وادعى إلى مولاه ولحق بالكوفة فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين ابني ولد على فراشي ثم رغب عني وادعى إلى مولاي ومولاه فقال عمر لزيد بن ثابت: أما تعلم أنا كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم؟ فقال زيد: بلى. فقال عمر بن الخطاب: انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك ثم انطلق فاضرب بعيرك سوطا وابنك سوطا حتى تأتي به أهلك

رواه الطبراني في الكبير وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما
352

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : «من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما - أو من مسيرة سبعين عاما»

قلت: رواه ابن ماجة إلا أنه قال: «من مسيرة خمسمائة عام»
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

باب ما جاء في الكبر

353

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: التقى عبد الله بن عمر وعبد الله ابن عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هذا - يعني عبد الله بن عمرو - زعم أنه سمع رسول الله يقول: «من كان في قلبه مثقال حبة من كبر كبه الله لوجهه في النار»

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
354

وفي رواية أخرى عند أحمد صحيحة: سمعت رسول الله يقول: «لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر»

355

وعن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله يقول: «ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة خردل من كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها» فقال رجل من قريش يقال له أبو ريحانة: يا رسول الله إني لأحب الجمال وأشتهيه حتى أني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي فقال رسول الله : «ليس ذاك الكبر إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس 66 بعينيه»

رواه أحمد وفي إسناده شهر عن رجل لم يسم
356

وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: «من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
357

وعن ابن عباس عن النبي قال: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان»

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن كثير المصيصي شديد الضعف
358

وعن السائب بن يزيد عن النبي قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر» قالوا: يا رسول الله هلكنا وكيف لنا أن نعلم ما في قلوبنا من ذات الكبر؟ وأين هو؟ فقال النبي : «من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر»

رواه الطبراني في الكبير وقيل: يزيد بن عبد الملك النوفلي منكر الحديث جدا
359

وعن علي قال: قال رسول الله : «إن الله عز وجل يقول: العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيه عذبته»

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن الزبير والد أبي أحمد ضعفه أبو زرعة وغيره
360

وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله قال: «ثلاثة لا يسأل عنهم رجل: منازع الله رداءه فإن رداءه الكبر وإزاره العز ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمته»

رواه الطبراني في الكبير هكذا. ورواه البزار مطولا ويأتي في باب الكبائر ورجاله ثقات
361

وعن عبد الله بن سلام أنه مر في السوق وعليه حزمة من حطب فقيل له: ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عن هذا؟ قال: أردت أن أدمغ الكبر سمعت رسول الله يقول: «لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر»

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
362

وعن أبي موسى أن نبي الله كان آخذ بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق تسفي الرياح في وجهها فقال لها أبو موسى: تنحي عن سنن 67 رسول الله فقالت له: هذا الطريق له معرضا فليأخذ حيث شاء فشق ذلك على أبي موسى حتى كبا 68 لذلك وعرف رسول الله ذلك في وجهه فقال: «يا أبا موسى اشتد عليك ما قالت هذه السائلة؟» قلت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد شق علي حين استخفت بما قلت لها من أمر رسول الله . فقال: «لا تكلمها فإنها جبارة» فقلت: بأبي وأمي ما هذه فتكون جبارة؟ فقال: «أن لا يكن ذلك في قدرتها فإنه في قلبها»

رواه الطبراني في الكبير وفيه بلال بن أبي بردة
363

وعن أنس بن مالك قال: مر النبي في طريق ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل: الطريق فقالت: الطريق ثم فقال النبي : «دعوها فإنها جبارة»

رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وفيه يحيى الحماني ضعفه أحمد ورماه بالكذب. ورواه البزار وضعفه براو آخر
364

وعن أبي الطفيل قال: بينما رسول الله في مسير له وبين يديه رجل ينظر هل في الطريق شيء يكرهه رسول الله فيميطه فإذا هو بامرأة عجوز قال: فذكر الحديث

قلت: ذكر هذا في ترجمة أبي الطفيل والذي قبله في ترجمة أبي موسى فلا أدري حاله على أي شيء والله أعلم

باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ونحو هذا

365

عن أبي أوفى عن النبي قال: «لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف - أو سرف - وهو مؤمن»

رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار وفيه مدرك بن عمارة ذكره ابن حبان في الثقات وبقية رجاله رجال الصحيح
366

وعن ابن عمر عن النبي قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن»

رواه الطبراني في الكبير بطوله والبزار وروى أحمد منه: «لا يزني الزاني ولا يسرق» فقط وفي إسناد أحمد: ابن لهيعة وفي إسناد الطبراني معلى بن مهدي قال أبو حاتم: يحدث أحيانا بالحديث المنكر وذكره ابن حبان في الثقات
367

وعن عائشة رضي الله عنها أنه مر رجل قد ضرب في الخمر على بابها فقالت: أي شيء هذا؟ قلت: رجل أخذ سكرانا فضرب. فقالت: سبحان الله سمعت رسول الله يقول: «لا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن يعني الخمر ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن فإياكم وإياكم»

رواه أحمد والبزار ببعضه والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس ورجال البزار رجال الصحيح
368

وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يشرف الناس إليه وهو مؤمن»

رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه أحمد ويحيى بن معين
369

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» قلنا: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: «يخرج الإيمان منه فإن تاب رجع إليه»

رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفي إسناد الطبراني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وثقه العجلي وضعفه أحمد وغيره لسوء حفظه.
370

وعن شريك عن رجل من الصحابة عن النبي قال: «من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه»

رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم
371

وعن ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر عن النبي قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن»

رواه البزار والطبراني في الكبير. قلت: حديث ابن عباس في الصحيح وغيره باختصار وحديث أبي هريرة كذلك
372

وعن علقمة بن قيس قال: رأيت عليا رضي الله عنه على منبر الكوفة وهو يقول: سمعت رسول الله يقول: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن ولا يشرب الرجل الخمر وهو مؤمن» فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين من زنى فقد كفر؟ فقال علي: إن رسول الله كان يأمرنا أن نبهم أحاديث الرخص لا يزني الزاني وهو مؤمن: إن ذلك الزنى له حلال فإن آمن به أنه له حلال فقد كفر ولا يسرق وهو مؤمن بتلك السرقة أنها له حلال فإن آمن بها أنها له حلال فقد كفر ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن أنها له حلال فإن شربها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر ولا ينتهب نهبة ذات شرف حين ينتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فإن انتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر.

رواه الطبراني في الصغير وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب لا تحل الرواية عنه
373

وعن أبي هريرة قال: سمعت خليلي أبا القاسم يقول: «لا يسرق السارق وهو مؤمن ولا يزني الزاني وهو مؤمن الإيمان أكرم على الله من ذلك»

قلت: هو في الصحيح خلا قوله: «الإيمان أكرم على الله من ذلك»
رواه البزار وفيه إسرائيل الملائي وثقه يحيى بن معين في رواية وضعفه الناس. قلت: ويأتي لأبي هريرة حديث في الفتن
374

وعن الفضل بن يسار قال: سمعت محمد بن علي وسئل عن قول النبي : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن». فأدار دارة واسعة في الأرض ثم أدار في وسط الدارة دارة فقال: الدارة الأولى الإسلام والدارة التي في وسط الدارة الإيمان فإذا زنى خرج من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك

رواه البزار وفيه الفضل بن يسار ضعفه العقيلي

باب ما جاء في الرياء

375

عن محمود بن لبيد أن رسول الله قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قال: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت: وتأتي بقية أحاديث الرياء في الزهد ونحوه

باب الشح يمحق الإسلام

376

عن أنس قال: قال رسول الله : «ما يمحق الإسلام محق الشح شيء»

رواه أبو يعلى وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف

باب في الحقد وغير ذلك

377

عن ابن عمر قال: قال رسول الله : «إن النميمة والحقد في النار لا يجتمعان في قلب مسلم»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عفير بن معدان أجمعوا على ضعفه

باب في المكر والخديعة

378

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «المكر والخديعة في النار»

رواه البزار وفيه عبيد الله بن أبي حميد أجمعوا على ضعفه

باب في الكبائر

379

عن جابر قال: قال رسول الله : «اجتنبوا الكبائر»

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
380

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبا بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة - أو أدخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت المؤمن والفرار من الزحف ويمين فاجرة يقتطع بها مالا بغير حق»

رواه أحمد وفيه بقية وهو مدلس وقد عنعنه
381

وعن ابن عباس عن النبي قال: «لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل ولعن الله من يسب والديه ولعن الله من تولى غير مواليه»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
382

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «الكبائر أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف ورمي المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته»

رواه البزار وفيه عمر بن أبي سلمة ضعفه شعبة وغيره ووثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما
383

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : «ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين - وكان النبي محتبيا فحل حبوته فأخذ النبي بطرف لسانه وقال: ألا وقول الزور»

رواه الطبراني في الكبير فيه عمر بن المساور وهو منكر الحديث
384

وعن عمران بن حصين أن النبي قال: «أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «هن فواحش وفيهن عقوبة ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله ثم قرأ: { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما } وعقوق الوالدين ثم قرأ: { أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير } وكان متكئا فاحتفز فقال: ألا وقول الزور». وقال ابن عباس: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه
385

وعن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: سمعت النبي يقول: «اجتنبوا الكبائر السبع» فسكت الناس فلم يتكلم أحد فقال النبي : «ألا تسألوني عنهم؟ الشرك بالله وقتل النفس والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وأكل الربا وقذف المحصنة والتعرب بعد الهجرة»

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
386

وعن عبد الله بن عمرو قال: صعد رسول الله المنبر فقال: «لا أقسم لا أقسم» ثم نزل فقال: «أبشروا أبشروا من صلى الصلوات الخمس وأجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء». قال المطلب: سمعت رجلا يسأل عبد الله بن عمرو: أسمعت رسول الله يذكرهن؟ قال: نعم» عقوق الوالدين والشرك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا»

رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم بن الوليد بن العباس ولم أر من ذكره
387

وعن ثوبان عن النبي قال: «ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف»

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة ضعيف جدا
388

وعن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله : «إنما هي أربع فما أنا بأشح مني عليهن يوم سمعتهن من رسول الله : ألا لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
389

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه ليث بن أبي سليم
390

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «الكبائر سبع: الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف
391

وعن ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: «الشرك بالله والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله»

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله موثقون
392

وعن ابن مسعود قال: الكبائر: الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. وفي رواية: أكبر الكبائر.

وإسناده صحيح
393

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله لأصحابه: «أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تشربوا مسكرا فمن فعل من ذلك شيئا فأقيم عليه حده فهو كفارة من ستر الله عليه فحسابه على الله عز وجل ومن لم يفعل من ذلك شيئا ضمنت له على الله الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا أنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
394

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «لا تطفأ ناره ولا تموت ديدانه ولا يخفف عذابه الذي يشرك بالله عز وجل ورجل جر رجلا إلى سلطان بغير ذنب فقتله ورجل عق والديه»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سنان ضعفه أحمد
395

وعن عبد الله بن أنيس الجهني عن رسول الله أنه قال: «من أكبر الكبائر الشرك بالله واليمين الغموس»

رواه الطبراني في الأوسط وهو بتمامه في الإيمان والنذور ورجاله موثقون 69
396

وعن معاذ بن جبل قال: أتى رسول الله رجل فقال: يا رسول الله علمني عملا إذا أنا عملته دخلت الجنة قال: «لا تشرك بالله شيئا وإن عذبت وحرقت أطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا برئت منه ذمة الله لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك أنفق من طولك على أهلك ولا ترفع عنهم عصاك أخفهم في الله»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن واقد ضعفه البخاري وجماعة وقال الصوري: كان صدوقا
397

وعن بريدة أن رسول الله قال: «إن أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ومنع فضل الماء ومنع الفحل»

رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف ولم يوثقه أحد
398

وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله قال: «ثلاثة لا يسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا وأمة أو عبد أبق من سيده فمات وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها أمر الدنيا فتبرجت بعده وثلاثة لا يسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز ورجل كان في شك من أمر الله والقنوط من رحمة الله»

رواه البزار والطبراني في الكبير فجعلهما حديثين 70 ورجاله ثقات
399

وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : «لا تزال المرأة يلعنها الله وملائكته وخزان الرحمة وخزان العذاب ما انتهكت من معاصي الله شيئا»

رواه البزار وفيه عبيد بن سلمان الأغر وثقه ابن حبان وذكره البخاري في الضعفاء وقال أبو حاتم: يحول من كتاب الضعفاء لم أر له حديثا منكرا
400

وعن عائشة قالت: قال النبي : «هلك المتقذرون 71»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا
401

وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله من الموبقات

رواه البزار وفيه عباد بن راشد وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو داود وغيره قلت: ويأتي لهذا الحديث طرق في التوبة إن شاء الله

باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب

402

عن ابن عمر قال: قال رسول الله : «كفوا عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن كفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب»

رواه الطبراني في الكبير وفيه الضحاك بن حمرة عن علي بن زيد وقد اختلف في الاحتجاج بهما
403

وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا: خرج علينا رسول الله ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين - فذكر الحديث إلى أن قال: «إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا» قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: «الذين يصلحون إذا فسد الناس ولم يماروا في دين الله ولا تكفروا أحدا من أهل التوحيد بذنب»

قلت: ويأتي بتمامه.

أخرجه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن مروان كذبه يحيى والدارقطني

404

وعن علي وجابر قالا: قال رسول الله : «بني الإسلام على ثلاثة: أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك ومعرفة المقادير خيرها وشرها من الله والجهاد ماض إلى يوم القيامة مذ بعث الله محمدا إلى آخر عصابة من المسلمين لا ينقض ذلك جور جائر ولا عدل عادل»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كان يضع الحديث
405

وعن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: «لن يخرج أحد من الإيمان إلا بجحود ما دخل فيه»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو وضاع كما تقدم
406

وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول: «لا تكفروا أحدا من أهل القبلة بذنب وإن عملوا بالكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف متروك الحديث
407

وعن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قلت يا أبا حمزة إن ناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك قال أنس: أولئك هم شر الخلق والخليقة»

رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وقد ضعفه الأكثر ووثقه أبو أحمد بن عدي وقال: عنده أحاديث صالحة عن أنس وأرجو أنه لا بأس به
408

وعن أبي سفيان قال: سألت جابرا وهو مجاور بمكة وهو نازل في بني فهر فسأله رجل: هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا؟ قال: معاذ الله ففزع لذلك قال: هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا؟ قال: لا.

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

باب في ضعف اليقين

409

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
410

وعن النعمان بن بشير أنه كان يقول على منبره: إن البلية كل البلية أن تعمل أعمال السوء في إيمان السوء

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون

باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين

411

عن أبي هريرة عن النبي قال: «إن للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتهم لعنة وطعامهم نهبة وغنيمتهم غلول لا يقربون المساجد إلا هجرا ولا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرين إلا بالقول لا يألفون ولا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار 72 وقال يزيد مرة: سخب بالنهار»

رواه أحمد والبزار وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه الدارقطني وغيره.
412

وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول: «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»

رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف
413

وعن جابر قال: قال رسول الله : «في المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن الخطاب وهو مجهول
414

وعن أبي بكر الصديق أن النبي قال: «آيات المنافق: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه زنفل العوفي كذاب
415

وعن سلمان الفارسي قال: دخل أبو بكر وعمر على رسول الله فقال رسول الله : «من خلال المنافق: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان» فخرجا من عند رسول الله وهما ثقيلان فلقيتهما فقلت: مالي أراكما ثقيلين؟ فقالا: حديثا سمعناه من رسول الله قال: «من خلال المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان» قال: أولا سألتماه؟ قالا: هبنا رسول الله قال: لكني سأسأله فدخلت على رسول الله فقلت: لقيني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهما ثقيلان وذكرت ما قالا فقال: «قد حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعانه ولكن المنافق إذا حدث بحديث وهو يحدث نفسه إنه يكذب وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف وإذا اؤتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون»

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو النعمان عن أبي وقاص وكلاهما مجهول - قاله الترمذي - وبقية رجاله موثقون.
416

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي قال: «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق: إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
417

وعن ابن مسعود قال: اعتبروا المنافقين بثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه: { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله } إلى آخر الآية

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
418

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «من أعلام المنافق: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمنته خانك»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات

(بابان في النفاق وأهله)

باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما

419

عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله : «نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور»

رواه الطبراني وفيه حاتم بن عباد بن دينار ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

باب منه في المنافقين

420

عن أبي هريرة قال: مر رسول على عبد الله بن أبي بن سلول وهو في ظل فقال: قد غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله: والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لأتيتك برأسه فقال النبي : «لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته»

رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به زيد بن بشر الحضرمي. قلت: وثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات
421

وعن صلة بن زفر قال: قلنا لحذيفة: كيف عرفت أمر المنافقين ولم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهم؟ قال: إني كنت أسير خلف رسول الله فنام على راحلته فسمعت ناسا منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته فاندقت عنقه فاسترحنا منه فسرت بينهم وبينه وجعلت أقرأ وأرفع صوتي فانتبه رسول الله فقال: «من هذا؟» فقلت: حذيفة قال: «من هؤلاء؟» قلت: فلان وفلان حتى عددتهم. قال: «وسمعت ما قالوا؟» قلت: نعم ولذلك سرت بينك وبينهم. قال: «فإن هؤلاء فلانا وفلانا» حتى عد أسماءهم «منافقون لا تخبرن أحدا»

رواه الطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط وضعفه جماعة
422

وعن حذيفة قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله أقود وعمار يسوق - أو عمار يقود وأنا أسوق به - إذ استقبلنا اثنا عشر رجلا متلثمين قال: «هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة» قلت: يا رسول الله ألا تبعث إلى كل رجل منهم فتقتله؟ فقال: «أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وعسى أن تكفهم الدبيلة». قلنا: وما الدبيلة؟ قال: شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيقتله»

قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سلمة وثقه جماعة وقال البخاري: لا يتابع على حديثه
423

وعن حذيفة قال: أخذ رسول الله بطن الوادي وأخذ الناس العقبة فجاء سبعة نفر متلثمون فلما رآهم رسول الله وكان حذيفة القائد وعمار السائق قال: «شدوا ما بينكما» فلم يصنعوا شيئا فنظر إليهم رسول الله فقال: «يا حذيفة هل تدري من القوم؟» قلت: ما أعرف منهم إلا صاحب الجمل الأحمر فإني أعلم أنه فلان

قلت: له حديث في الصحيح غير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه تليد بن سليمان وثقه العجلي وقال: لا بأس به كان يتشيع ويدلس وضعفه جماعة
424

وعن جابر قال: كان بين عمار بن ياسر ووديعة بن ثابت كلام فقال وديعة لعمار: إنما أنت عبد أبي حذيفة بن المغيرة ما أعتقك بعد. قال عمار: كم أصحاب العقبة؟ قال: الله أعلم. قال: أخبرني عن علمك؟ فسكت وديعة قال من حضره: أخبره وإنما أراد عمار أن يخبره أنه كان فيهم قال: كنا نتحدث أنهم أربعة عشر فقال عمار: فإن كنت فيهم فإنهم خمسة عشر. فقال وديعة: مهلا يا أبا اليقظان أنشدك الله أن تفضحني اليوم. فقال عمار: ما سميت أحدا ولا أسميه أبدا ولكني أشهد أن الخمسة عشر رجلا اثنا عشر رجلا منهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

رواه الطبراني في الكبير - وفي الصحيح طرف منه - وفيه الواقدي وهو ضعيف
425

وعن أبي الطفيل قال: خرج رسول الله إلى غزوة تبوك فانتهى إلى عقبة فأمر مناديه فنادى: لا يأخذن العقبة أحد فإن رسول الله يسير يأخذها وكان رسول الله يسير وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل فقال النبي لحذيفة: «قد قد» فلحقه عمار فقال: سق سق حتى أناخ فقال لعمار: هل تعرف القوم؟ فقال: لا كانوا متلثمين وقد عرفت عامة الرواحل. قال: أتدري ما أرادوا برسول الله ؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه من العقبة. فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شيء ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله ؟ قال: نرى أنهم أربعة عشر قال: فإن كنت فيهم فكانوا خمسة عشر ويشهد عمار أن اثني عشر حزبا لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
426

قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال: تسمية أصحاب العقبة: معتب بن قشير بن مليل من بني عمرو بن عوف شهد بدرا وهو الذي قال: يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على خلائه؛ وهو الذي قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا، قال الزبير: وهو الذي شهد بهذا الكلام. ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو الذي قال: إنما كنا نخوض ونلعب وهو الذي قال: ما لي أرى قرآنا هؤلاء أرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء. وجد بن عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف وهو الذي قال عنه جبريل عليه السلام: يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عيناه كأنهما قدران من صفر ينظر بعيني شيطان وكبده كبد حمار يخبر المنافقين بخبرك وهو المخبر بخبره. والحارث بن يزيد الطائي حليف لبني عمرو بن عوف وهو الذي سبق إلى الوشل - يعني البئر - التي نهى رسول الله أن يسبقه أحد فاستقى منه. وأوس بن قبطي وهو من بني حارثة وهو الذي قال: إن بيوتنا عورة وهو جد يحيى بن سعيد بن قيس. والجلاس بن سويد بن الصامت وهو من بني عمرو بن عوف وبلغنا أنه تاب بعد ذلك. وسعد بن زرارة من بني مالك بن النجار وهو المدخن - الدخن: الحقد. وفي المطبوع: المدخر: من الخر: وهو الذل والصغار - على رسول الله وهو أصغرهم سنا وأخبثهم. وسويد وراعش وهما من بلحبلى وهما ممن جهز ابن أبي في غزوة تبوك لخذلان الناس 73. وقيس بن عمرو بن فهد. وزيد بن اللصيب وكان من يهود قينقاع فأظهر الإسلام وفيه غش اليهود ونفاق من نافق. وسلالة بن الحمام من بني قينقاع فأظهر الإسلام

رواه الطبراني في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى
427

وعن أبي الطفيل قال: لما كان غزوة تبوك نادى منادي النبي : «إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد» فأتى الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن محمد بن السكن عن بكر بن بكار ولم أر من ترجمهما
428

وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: دخلت على أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت: لأغتنمن ذلك منه فقلت: يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله من هم؟ سمهم من هم؟ قال: فهم أن يخبرني بهم فقالت له امرأته سودة: مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله قال: «اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة»

رواه أحمد ورجاله ثقات
429

وعن أبي مسعود قال: خطبنا رسول الله خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن منكم منافقين فمن سميت فليقم» ثم قال: «قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان» حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال: «إن فيكم أو منكم فاتقوا الله» قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع قد كان يعرفه قال: ما لك؟ قال: فحدثه بما قال رسول الله فقال: بعدا لك سائر اليوم

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عياض بن عياض عن أبيه ولم أر من ترجمهما
430

وعن أم سلمة قالت: قال النبي : «من أصحابي من لا أراه ولا يراني بعد أن أموت أبدا» قال: فبلغ ذلك عمر فأتاهما يشتد - أو يسرع - فقال: أنشدك الله أنا منهم؟ قالت: لا ولا أبرئ بعدك أحدا أبدا.

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه رواية أخرى لأبي يعلى وأحمد عنها: دخل عليها عبد الرحمن بن عوف قال: فقال: يا أمه قد خفت أن يهلكني كثرة مالي أنا أكثر قريش مالا قالت: يا بني أنفق فإني سمعت رسول الله يقول: «إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه» - فذكر نحوه وفيه: عاصم بن بهدلة وهو ثقة يخطئ
431

وعن عبد الله بن عمرو قال: كنا جلوسا عند النبي وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال - ونحن عنده -: «ليدخلن عليكم رجل لعين» فوالله ما زلت وجلا أتشوف خارجا وداخلا حتى دخل فلان - يعني الحكم -

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
432

وعنه قال: قال رسول الله : «ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي - أو على غير ملتي» وكنت تركت أبي في المنزل فخفت أن يكون هو فاطلع رجل غيره فقال رسول الله : «هو هذا»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلا لم يسم
433

وعنه قال: قال رسول الله : «يطلع عليكم رجل من هذا الفج من أهل النار» وكنت تركت أبي يتوضأ فخشيت أن يكون هو فاطلع غيره فقال رسول الله : «هو هذا»

ورجاله رجال الصحيح
434

وعن ابن الزبير قال: قال رسول الله : «أول من يطلع من هذا الباب من أهل النار» فطلع فلان

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
435

وعن ابن عباس قال: يقول أحدهم: أبي صحب رسول الله وكان مع رسول الله ولنعل خلق 74 خير من أبيه

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
436

وعن الحسن بن علي أنه قال لأبي الأعور السلمي: ويحك ألم يلعن رسول الله رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة

وذكر سندا آخر إلى الحسن قال: دخل رسول الله علينا بيت فاطمة قال وذكر الحديث وكتبناه في أحاديث ابن نمير في الإملاء

437

وعن سفينة أن النبي كان جالسا فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال: «لعن الله القائد والسائق والراكب»

رواه البزار ورجاله ثقات
438

وعن المهاجر بن قنفذ قال: رأى رسول الله ثلاثة على بعير فقال: «الثالث ملعون»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
439

وعن سعد بن حذيفة قال: قال عمار بن ياسر يوم صفين وذكر أمرهم وأمر الصلح فقال: والله ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما رأوا عليه أعوانا أظهروه

رواه الطبراني في الكبير وسعد بن حذيفة لم أر من ترجمه.
440

عن عبد الله بن عمرو قال: يؤذن المؤذن ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم
441

وعن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على عمر فقال: يا عبد الرحمن بن عوف أتخشى أن يترك الناس الإسلام ويخرجون منه؟ قلت: لا إن شاء الله وكيف يتركونه وفيهم كتاب الله وسنن رسول الله ؟ فقال: لئن كان من ذلك شيء ليكونن بنو فلان

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

باب تحشر كل نفس على هواها

442

عن جابر قال: قال رسول الله : «كل نفس تحشر على هواها فمن هوي الكفر فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئا»

قلت: له في الصحيح: «يبعث كل عبد على ما مات عليه» فقط
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
443

وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله أنه قال: «من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات في أحد السندين

باب البراءة من النفاق

444

قال رجل لعبد الله بن مسعود: إني أخاف أن أكون منافقا، قال: لو كنت منافقا ما خفت ذلك.

رواه الطبراني في الكبير وهو منقطع

باب في إبليس وجنوده

445

عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «قال إبليس لربه: يا رب أهبطت آدم وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون منهم وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك مالا يذكر اسم الله عليه وشرابك كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصايدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق»

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن صالح الأيلي ضعفه العقيلي. قلت: ويأتي حديث أبي أمامة في أواخر الأدب في الشعر مثل هذا - أو أتم - إن شاء الله
446

وعن أبي موسى الأشعري عن النبي قال: «إذا أصبح إبليس بعث جنوده فيقول: من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج فيجيئون فيقول أحدهم: لم أزل به حتى طلق امرأته فيقول: يوشك أن يتزوج. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه فيقول: يوشك أن يبر. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك فيقول: أنت أنت»

رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله ثقات
447

وعن أبي ريحانة قال: قال رسول الله : «إن إبليس يضع عرشه على البحر فيتشبه بالله عز وجل ودونه الحجب فيندب جنوده فيقول: من لفلان الآدمي؟ فيقوم اثنان فيقول: قد أجلتكما سنة فإن أغويتماه وضعت عنكما التعب وإلا صلبتكما» قال: فكان يقول لأبي ريحانة: «لقد صلب فيك كثير»

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي ضعفه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات

باب فيمن يغويهم الشيطان

448

عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كنت مع أبي نريد النبي فلما كنا ببعض الطريق مررنا بحي فبتنا فيه فإذا الراعي قد جاء إلى أهل الحي يسعى يقول: لست أرعى لكم فإن الذئب يجيء كل ليلة فيأخذ شاة من الغنم والصنم ينظر لا ينكر ولا يغير فقالوا: أقم علينا - أحسبه قال -: حتى نأتيه فأتوه فتكلموا حوله قال للراعي: أقم الليلة قال: إني أقيم الليلة حتى ننظر قال: فبتنا ليلتنا فلما كان صلاة الغداة إذ الراعي يشتد إلى أهل القرية يقول لهم: البشرى ألا ترون الذئب مربوطا بين يدي الغنم بغير وثاق؟ فجاؤوا وجئنا معهم قال: فقال: نعم هكذا فاصنع فقدمنا على رسول الله فحدث أبي الحديث فقال: «يتلعب بهم الشيطان»

رواه البزار ومداره على أزهر بن سنان ضعفه ابن معين وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جدا
449

وعنه أيضا قال: ذهبت لأسلم حين بعث النبي فأردت أن أدخل مع رجلين أو ثلاثة في الإسلام فأتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا أنا براعي القرية الذي يرعى أغنامهم فقال: لا أرعى لكم أغنامكم قالوا: لم؟ قال: يجيء الذئب كل ليلة فيأخذ شاة وصنمنا هذا قائم لا يضر ولا ينفع ولا يغير ولا ينكر قال: فرجعوا وأنا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد ما البشرى؟ ما البشرى؟ قد جيء بالذئب فهو بين يدي الغنم مقموطا 75 فذهبت معهم فقبلوه وسجدوا له وقالوا: هكذا فاصنع. فدخلت على النبي فحدثته هذا الحديث فقال: «عبث بهم الشيطان»

رواه الطبراني في الكبير وقد تقدم الكلام عليه قبله
450

عن السائب قال: بعث معي أهلي بقدح لبن وزبد إلى آلهتهم فذهبت به فلقد خفت أن آكل منه شيئا فوضعته إذ جاء الكلب فشرب اللبن وأكل الزبد وبال على الصنم

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
451

وعنه أيضا: أنه كان فيمن بيني الكعبة في الجاهلية قال: ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله تعالى وأجيء باللبن الخائر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجيء الكلب فيلحسه ثم يشغر 76 فيبول. فذكر الحديث وهو بتمامه في بناء الكعبة

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

باب في شيطان المؤمن

452

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «إن المؤمن لينضي 77 شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر»

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة

باب في أهل الجاهلية

453

عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: «إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام: أبو خزاعة عمرو بن عامر وإني رأيته يجر أمعاءه في النار»

رواه أحمد وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف
454

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه صالح مولى التوأمة وضعفه بسبب اختلاطه وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه
455

وعن علقمة قال: كنا جلوسا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت: أنت الذي تحدث: أن امرأة عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها؟ فقال: سمعته منه - يعني النبي - فقالت: هل تدري ما كانت المرأة؟ إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وإن المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
456

وعن أبي رزين العقيلي عن عمه قال: قلت: يا رسول الله أين أمي؟ قال: «أمك في النار» قال: قلت: فأين من مضى من أهلك؟ قال: «أما ترضى أن تكون أمك مع أمي»

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
457

وعن بريدة قال: كنا مع النبي فنزل ونحن معه قريب من ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأم والأب يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال: «إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
458

عن بريدة قال: كنا مع رسول الله حتى إذا كنا بودان 78 أو بالقبور سأل الشفاعة أمه - أحسبه قال -: فضرب جبريل صدره وقال: لا تستغفر لم مات مشركا»

رواه البزار وقال: لم يروه بهذا الإسناد إلا محمد بن جابر عن سماك بن حرب. قلت: ولم أر من ذكر محمد بن جابر هذا 79
459

وعن ابن عباس أن النبي لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا: ما بكى نبي الله بهذا المكان إلا وقد حدث في أمته شيء لا يطيقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال: «ما يبكيكم؟» قالوا: يا نبي الله بكينا لبكائك قلنا: لعله حدث في أمتك شيء لا تطيقه قال: «لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر فدعوت الله أن يأذن لي في شفاعته يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال: { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } فتبرأ من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين: دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى الله أن ترفع عنهم اثنتان: القتل والهرج». وإنما عدل إلى قبر أمه لأنها مدفونة تحت كذا وكذا وكان عسفان لهم

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم
460

وعن عمران بن الحصين أن أباه الحصين أتى النبي فقال: أرأيت رجلا كان يقري الضيف ويصل الرحم مات قبلك وهو أبوك؟ فقال: إن أبي وأباك وأنت في النار» فمات حصين مشركا.

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
461

وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص -: أن أعرابيا أتى النبي فقال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: «في النار» قال: فأين أبوك؟ قال: «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار»

رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد: فأسلم الأعرابي فقال: لقد كلفني رسول الله بعناء ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار. ورجاله رجال الصحيح
462

عن أبي سعيد أن رسول الله قال: «ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقطعنه نارا يريد أن يدخله الجنة قال: فينادى أن الجنة لا يدخلها مشرك إن الله قد حرم الجنة على كل مشرك قال: فيقول: أي رب أبي قال: فيتحول في صورة قبيحة وريح منتنة فيتركه» قال: وكان أصحاب رسول الله يرون أنه إبراهيم ولم يزدهم رسول على ذلك

رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما رجال الصحيح
463

عن أبي هريرة عن النبي قال: «يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول: يا أبت هل أنت مطيعي اليوم؟ وهل أنت تابعي اليوم؟ فيقول: نعم فيأخذ بيده فينطلق به حتى يأتي به الله تبارك وتعالى وهو يعرض الخلق فيقول: أي رب إنك وعدتني أن لا تخزني فيعرض الله تبارك وتعالى عنه ثم يقول: مثل ذلك فيمسخ الله أباه ضبعا فيهوي في النار فيقول: أبوك فيقول: لا أعرفك»

رواه البزار ورجاله ثقات
464

عن أم سلمة زوج النبي أن الحارث بن هشام أتى النبي يوم حجة الوداع قال: يا رسول الله إنك تحث على صلة الرحم والإحسان إلى الجار وإيواء اليتيم وإطعام الضيف وإطعام المسكين وكل هذا كان يفعله هشام بن المغيرة فما ظنك به يا رسول الله؟ فقال رسول الله : «كل قبر لا يشهد صاحبه أن لا إله إلا الله فهو جذوة من النار وقد وجدت عمي أبا طالب في طمطام 80 من النار فأخرجه الله لمكانه مني وإحسانه إلي فجعله في ضحضاح 81 من النار»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو منكر الحديث لا يحتجون بحديثه وقد وثق
465

وعن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله إن عمي هشام بن المغيرة كان يطعم الطعام ويصل الرحم ويفعل ويفعل فلو أدركك أسلم فقال رسول الله : «كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال يوما قط: اللهم اغفر لي يوم الدين»

رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
466

وعن سلمة بن يزيد الجعفي قال: انطلقت أنا وأخي وأبي إلى رسول الله قال: قلنا: يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: «لا» قال: قلنا: فإنها كانت وأدت أختا لها فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: «الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام ليعفو الله عنها»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني في الكبير بنحوه
467

وعن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله أن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال: «إن أباك أراد أمرا فأدركه» - يعني الذكر.

رواه أحمد ورجاله ثقات والطبراني في الكبير
468

وعن سهل بن سعد أن عدي بن حاتم أتى رسول الله فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويحمل الكل ويطعم الطعام قال: فهل أدرك الإسلام؟ قال: «لا» قال: «فإن أباك كان يحب أن يذكر فذكر»

رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وهو متروك الحديث
469

وعن ابن عمر قال: ذكر حاتم عند النبي فقال: «ذاك رجل أراد أمرا فأدركه»

رواه البزار وفيه عبيد بن واقد القيسي ضعفه أبو حاتم
470

وعن سلمة بن عامر الضبي قال: أتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويقري الضيف ويفي بالذمة قال: «ولم يدرك الإسلام؟» قال: لا. فلما وليت فقال: «علي بالشيخ» قال: «يكون ذلك في عقبك فلن تزولوا ولن تتفرقوا أبدا»

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
471

وعن عفيف الكندي قال: بينا نحن عند النبي إذ أقبل وفد من اليمن فذكروا أمر القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ضارج ماء من مياه العرب فقال رسول الله : «ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار»

رواه الطبراني في الكبير من طريق سعد بن فروة بن عفيف عن أبيه عن جده ولم أر من ترجمهم


هامش

  1. الأطم: بناء مرتفع
  2. العبية: الكبر
  3. ألاص عليها: أداره عليها وراوده فيها
  4. فائدة: قال البزار: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة وعلي بن شعيب قالا: أنا الوليد بن القاسم حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عطية عن أبي سعيد بهذا. وقال: لا نعلم رواه عن إسماعيل إلا الوليد. فأما شيخا البزار فإنهما ثقتان. أما محمد بن إسماعيل بن سمرة: فأخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة ووثقه أبو حاتم والنسائي وغيرهما. وأما علي بن شعيب: فروى عنه النسائي أيضا ووثقه. وعلة الحديث إنما هي من عطية وقد ضعفه جماعة - كما في هامش الأصل
  5. فائدة: في إسناده عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف جدا ولم يحتج له واحد
  6. أي لم يصب من الدم الحرام شيئا ولم ينله منه شيء. كما في النهاية
  7. المخمصة: الجوع والمجاعة
  8. الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب كما في النهاية
  9. أي: اليسير من الطعام في اليد
  10. الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء
  11. موضع بين مكة والمدينة
  12. في الهندية زيادة: «ومقتور عليه في الدنيا والآخرة وموسع عليه في الدنيا والآخرة»
  13. وفيه: حجاج بن نصر وهو ضعيف. كما في هامش الأصل
  14. عمران القصير: أخرج له الشيخان ووثقه جماعة وما علمت أحدا تركه وعبد الله بن أبي القلوص ما علمت أحدا وثقه. كما في هامش الأصل
  15. أي: خطوة
  16. يعني هل أحب إليك أن أكون ملتفتا إليك وحدك أم أن أكون ملتفتا إلى الأحد عشر رجلا الآخرين؟ قال ذلك مرتين أو ثلاثا. دار الحديث.
  17. الأزارقة: من الخوارج نسبوا إلى نافع بن الأزرق
  18. قال البزار: أخطأ فيه أسود يعني ابن عامر - كما في هامش الأصل
  19. انظر الحديث السابق
  20. الأسوار: بالضم والكسر قائد الفرس
  21. موسى بن إسماعيل هو التبوذكي لا شك فيه ولا ريب وقد روى عن غير واحد من الأتباع وتابعيه هو هنيد بن القاسم مجهول الحال
  22. بخطه في زوائد الطبراني الكبير «الروم» كما في هامش الأصل
  23. التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين
  24. الداجة: الحاجة الكبيرة
  25. منتصر بن تميم بن المنتصر شيخ الطبراني روى عنه أيضا محمد بن مخلد وجماعة وذكره الخطيب فلم ينقل فيه جرحا. كما في هامش الأصل
  26. وفيه عبد الواحد بن زيد وهو ضعيف جدا - كما في هامش الأصل
  27. يسرع في سيره
  28. ذود: جمال
  29. أي: فزعت
  30. قال البزار: حدثنا الحسن بن محمد بن عباد حدثنا محمد بن يزيد بن سنان حدثنا أبي فذكر الحديث. قلت: فمحمد وأبوه ضعيفان ويزيد أضعف وشيخ البزار لم يجرحه أحد - كما في هامش الأصل
  31. هو بضم الحاء وفتح الباء وتصغير الياء المثناة من تحت - ذكره ابن عدي وقال يروي عن الثقات لا يرويها غيره وقال أبو زرعة: واه وتركه ابن المبارك
  32. فائدة: الذي في إسناد البزار: سماك بن حذيفة ليس فيه: سماك بن الوليد أصلا. كما في هامش الأصل
  33. أي شديد الحر
  34. أي كرهتها
  35. أي: يضجون ويتصايحون
  36. أبو أيوب هذا هو سليمان بن بلال مدني ثقة مشهور والحديث صحيح الإسناد. كما في هامش الأصل
  37. هذا الحديث أخرجه الشيخان والنسائي من هذا الوجه فلا فائدة في استدراكه. كما في هامش الأصل
  38. في زوائد البزار «ففظعت» هكذا وجدته فيها بخطه وأورده في النهاية بالظاء فقال فيه: فظعت بأمري أي: اشتد علي وهبته - انتهى. ففي إيراد المصنف له بالضاد في المجمع نظر ولكنه أورده في زوائد البزار بالظاء بخطه ولم أر هذه اللفظة في زوائد الكبير والصغير والوسط - كما في هامش الأصل
  39. والبقرة: من البقر وأصله من الشق والتوسعة والفتح
  40. أسودة: جمع قلة لسواد وهو الشخص لأنه يرى من بعيد أسود
  41. أي عظيم الجثة
  42. أبيض
  43. الخالص من كل شيء
  44. الأرب بالكسر: العضو
  45. الرضخ: الدق والكسر
  46. الضريع: نبت بالحجاز له شوك كبار والزقوم: نبات في البادية له زهر ياسميني الشكل - كما في النهاية والقاموس
  47. الرضف: الحجارة المحماة
  48. قدعه: ضربه
  49. الغرازة: ركاب كور الجمل
  50. عين يخرج منها الماء الحار
  51. أي: ضيقة
  52. أي: واسعة
  53. النشر: الإحياء
  54. أي: ثمرها
  55. أي: الجرة العظيمة
  56. الحلس: الثوب الذي يلي الجلد مباشرا
  57. فائدة: قد ذكر المؤلف في باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب أن إسماعيل بن يحيى التميمي كان يضع الحديث وأما الراوي عنه إسحاق فهو ابن زبريق وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء روى عنه البخاري في كتاب الأدب المفرد واختلف في الاحتجاج به - كما في هامش الأصل
  58. قال أبو داود عن أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه - كما في تهذيب التهذيب
  59. الكريمين: الأبوين
  60. فائدة: بل فيه عبد الله بن خليفة وهو مجهول كما في هامش الأصل
  61. يخلب: يخدع
  62. جمع سبرة وهي الغداة الباردة
  63. أي: ما سمتهما سميت السمة نارا لأنها تكوى بالنار
  64. أي: أولدناهما ثم اتخذنا لهم مرضعا من غيرهما
  65. هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة على نسخة الأصل وسماعا على مؤلفه في الرابع > أي المجلس الرابع < بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر
  66. أي: احتقرهم ولم يرهم شيئا
  67. السنن بفتح السين: الطريق
  68. في النهاية: كبا وجهه: أي: ربا وانتفخ من الغيظ
  69. فائدة: قال شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي: حديث عبد الله بن أنيس رواه الترمذي في التفسير. كما في هامش الأصل
  70. هذه الزيادة بخط شيخنا الحافظ عبد الرحيم العراقي هكذا وجدتها بخطه في حاشية الأصل
  71. قال ابن الأثير في النهاية: المتقذرون: الذين يأتون القاذورات
  72. أي صاحون فيه متجادلون
  73. بخطه - أي: بخط المؤلف لعله: وهما ممن جهر بقول من أتى في غزوة تبوك يخذلان الناس. كما في هامش الأصل
  74. بال
  75. أي: مشدود اليدين والرجلين كما يفعل بالصبي في المهد
  76. أي: يرفع إحدى رجليه
  77. أي: يهزل
  78. قرية بقرب الجحفة
  79. فائدة: محمد بن جابر هذا هو اليمامي ضعفه أحمد بن حنبل وغيره. كما في هامش الأصل
  80. أي: وسط
  81. أي: اليسير
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
مقدمة | الإيمان | العلم | الطهارة | الصلاة | الجنائز | الزكاة | الصيام | الحج | الأضاحي | الصيد والذبائح | البيوع | الأيمان والنذور | الأحكام | الوصايا | الفرائض | العتق | النكاح | الطلاق | الأطعمة | الأشربة | الطب | اللباس | الخلافة | الجهاد | المغازي والسير | قتال أهل البغي | الحدود والديات | الديات | التفسير | التعبير | القدر | الفتن | الأدب | البر والصلة | ذكر الأنبياء | علامات النبوة | المناقب | الأذكار | الأدعية | التوبة | الزهد | البعث | صفة أهل النار | أهل الجنة | فهرس