البداية والنهاية/الجزء التاسع/أبو سعيد الخدري
هو سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي صحابي جليل من فقهاء الصحابة استصغر يوم أحد، ثم كان أول مشاهده الخندق، وشهد مع رسول الله ﷺ ثنى عشرة غزوة، وروى عنه أحاديث كثيرة، وعن جماعة من الصحابة، وحدث عنه خلق من التابعين وجماعة من الصحابة، كان من نجباء الصحابة وفضلائهم وعلمائهم.
قال الواقدي وغيره: مات سنة أربع وسبعين، وقيل: قبلها بعشر سنين، فالله أعلم.
قال الطبراني:
حدثنا المقدام بن داود، ثنا خالد بن نزار، ثنا هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ فقال: «النبيون».
قلت: ثم أي؟
قال: «ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا السترة - في رواية - إلا العباءة أو نحوها، وإن أحدهم ليبتلى بالقمل حتى ينبذ القمل، وكان أحدهم بالبلاء أشد فرحا منه بالرخاء».
وقال قتيبة بن سعيد: ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد الخدري: أن أهله شكوا إليه الحاجة فخرج إلى رسول الله ﷺ يسأل له شيئا، فوافقه على المنبر وهو يقول: «أيها الناس، قد آن لكم أن تستغنوا عن المسألة فإنه من يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله، والذي نفس محمد بيده ما رزق الله عبدا من رزق أوسع له من الصبر، ولئن أبيتم إلا أن تسألوني لأعطينكم ما وجدت».
وقد رواه الطبراني، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، نحوه.