البداية والنهاية/الجزء التاسع/جرير الشاعر



جرير الشاعر


وهو جرير بن الخطفي، ويقال: ابن عطية بن الخطفي، واسم الخطفي: حذيفة بن بدر بن سلمة عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار، أبو حرزة الشاعر البصري.

قدم دمشق مرارا، وامتدح يزيد بن معاوية والخلفاء من بعده، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وكان في عصره من الشعراء الذين يقارنونه الفرزدق والأخطل، وكان جرير أشعرهم وأخيرهم.

قال غير واحد: هو أشعر الثلاثة.

قال ابن دريد: ثنا الأشنانداني، ثنا الثوري، عن أبي عبيدة، عن عثمان البني، قال: رأيت جريرا وما تضم شفتاه من التسبيح، فقلت: وما ينفعك هذا؟ فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد إن الحسنات يذهبن السيئات، وعد من الله حق.

وقال هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، قال: دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة، وعنده الشعراء الثلاثة: جرير والفرزدق والأخطل، فلم يعرفهم الأعرابي، فقال عبد الملك للأعرابي: هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام؟

قال: نعم ! قول جرير:

فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا

فقال: أحسنت ! فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟

قال: نعم ! قول جرير:

ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح

فقال: أصبت وأحسنت ! فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام؟

قال: نعم ! قول جرير:

إن العيون التي في طرفها مرض * قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن أضعف خلق الله أركانا

فقال أحسنت ! فهل تعرف جريرا؟

قال: لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق.

قال: فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الأخطل، فأنشأ الأعرابي يقول:

فحيا الإله أبا حرزة * وأرغم أنفك يا أخطل

وجد الفرزدق أتعس به * ورقَّ خياشيمه الجندل

فأنشأ الفرزدق يقول:

يا أرغم الله أنفا أنت حامله * يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل

ما أنت بالحكم الترضى حكومته * ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

ثم أنشأ الأخطل يقول:

يا شر من حملت ساق على قدم * ما مثل قولك في الأقوام يحتمل

إن الحكومة ليست في أبيك ولا * في معشر أنت منهم إنهم سفل

فقام جرير مغضبا وقال:

أتشتمان سفاها خيركم حسبا * ففيكم -وإلهي - الزور والخطل

شتمتماه على رفعي ووضعكما * لا زلتما في سفال أيها السفل

ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي، وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة آلاف، فقال عبد الملك: وله مثلها من مالي، فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج.

وحكى يعقوب بن السكيت: أن جريرا دخل على عبد الملك مع وفد أهل العراق من جهة الحجاج فأنشده مديحه الذي يقول فيه:

ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح فأطلق له مائة ناقة وثمانية من الرعاء أربعة من النوبة وأربعة من السبي الذين قدم بهم من الصغد.

قال جرير: وبين يدي عبد الملك جامان من فضة قد أهديت له، وهو لا يعبأ بها شيئا، فهو يقرعها بقضيب في يده، فقلت: يا أمير المؤمنين المحلب، فألقى إلي واحدا من تلك الجامات، ولما رجع إلى الحجاج أعجبه إكرام أمير المؤمنين له فأطلق الحجاج له خمسين ناقة تحمل طعاما لأهله.

وحكى نفطويه: أن جريرا دخل يوما على بشر بن مروان وعنده الأخطل، فقال بشر لجرير: أتعرف هذا؟ قال: لا ! ومن هذا أيها الأمير؟

فقال: هذا الأخطل.

فقال الأخطل:

أنا الذي قذفت عرضك، أسهرت ليلك، وآذيت قومك.

فقال جرير: أما قولك شتمت عرضك فما ضر البحر أن يشتمه من غرق فيه، وأما قولك وأسهرت ليلك، فلو تركتني أنام لكان خيرا لك، وأما قولك وآذيت قومك، فكيف تؤذي قوما أنت تؤدي الجزية إليهم؟

وكان الأخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها:

قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق

وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعنى: الاستيلاء وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.

فإنه إنما يقال: استوى على الشيء إذا كان ذلك الشيء عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استوى عليه أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الإفلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح، وليس فيه حجة، والله أعلم.

وقال الهيثم بن عدي: عن عوانة بن الحكم، قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز وفد إليه الشعراء فمكثوا ببابه أياما لا يؤذن لهم ولا يلتفت إليهم، فساءهم ذلك وهموا بالرجوع إلى بلادهم، فمر بهم رجاء بن حيوة فقال له جرير:

يا أيها الرجل المرخي عمامته * هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا

فدخل ولم يذكر لعمر من أمرهم شيئا، فمر بهم عدي بن أرطاة، فقال له جرير منشدا:

يا أيها الراكب المرخي مطيته * هذا زمانك إني قد مضى زمني

أبلغ خلفيتنا إن كنت لاقيه * أني لدى الباب كالمصفود في قرن

لا تنس حاجتنا لاقيت مغفرة * قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني

فدخل عدي على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك وسهامهم مسمومة وأقوالهم نافذة، فقال: ويحك يا عدي مالي وللشعراء، فقال: يا أمير المؤمنين إن رسول الله قد كان يسمع الشعر ويجزي عليه، وقد أنشده العباس بن مرداس مدحه فأعطاه حلة، فقال له عمر: أتروي منها شيئا؟ قال: نعم ! فأنشده:

رأيتك يا خير البرية كلها * نشرت كتابا جاء بالحق معلما

شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا * عن الحق لما أصبح الحق مظلما

ونورت بالبرهان أمرا مدلسا * وأطفأت بالقرآن نارا تضرما

فمن مبلغ عني النبي محمدا * وكل امرئ يجزى بما كان قدما

أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه * وكان قديما ركنه قد تهدما

تعالى علوا فوق عرش إلهنا * وكان مكان الله أعلا وأعظما

فقال عمر: من بالباب منهم؟

فقال: عمر بن أبي ربيعة.

فقال: أليس هو الذي يقول:

ثم نبهتها فهبت كعابا * طفلة ما تبين رجع الكلام

ساعة ثم إنها بعد قالت * ويلنا قد عجلت يا ابن الكرام

أعلى غير موعد جئت تسري * تتخطى إلى رؤوس النيام

ما تجشمت ما تريد من الأمر * ولاحيت طارقا لخصام

فلو كان عدو الله إذ فجر كتم وستر على نفسه، لا يدخل والله أبدا، فمن بالباب سواه؟

قال: همام بن غالب - يعني: الفرزدق -

فقال عمر: أو ليس هو الذي يقول في شعره:

هما دلياني من ثمانين قامة * كما أنقض باز أقتم الريش كاسرة

فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا * أحي يرجى أم قتيل نحاذره

لا يطأ والله بساطي وهو كاذب، فمن سواه بالباب؟

قال: الأخطل.

قال: أو ليس هو الذي يقول:

ولست بصائم رمضان طوعا * ولست بآكل لحم الأضاحي

ولست بزاجر عيسا بكور * إلى بطحاء مكة للنجاح

ولست بزائر بيتا بعيدا * بمكة أبتغي فيه صلاحي

ولست بقائم كالعير أدعو * قبيل الصبح حي على الفلاح

ولكني سأشربها شمولا * وأسجد عند منبلج الصباح

والله لا يدخل عليَّ وهو كافر أبدا، فهل بالباب سوى من ذكرت؟

قال: نعم، الأحوص.

قال: أليس هو الذي يقول:

الله بيني وبين سيدها * يفر مني بها وأتبعه

فما هو دون من ذكرت، فمن ههنا غيره؟

قال: جميل بن معمر.

قال: الذي يقول:

ألا ليتنا نحيا جميعا وإن نمت * يوافق في الموتى خريجي خريجها

فما أنا في طول الحياة براغب * إذا قيل قد سوَّى عليها صفيحها

فلو كان عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ليعمل بذلك صالحا ويتوب، والله لا يدخل علي أبدا، فهل بالباب أحد سوى ذلك؟

قلت: جرير.

قال: أما إنه الذي يقول:

طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيارة فأرجعي بسلام

فإن كان لابد فأذن لجرير، فأذن له فدخل على عمر وهو يقول:

إن الذي بعث النبي محمدا * جعل الخلافة للإمام العادل

وسع الخلائق عدله ووفاؤه * حتى ارعوى وأقام ميل المائل

إني لأرجو منك خيرا عاجلا * والنفس مولعة بحب العاجل

فقال له: ويحك يا جرير، اتق الله فيما تقول.

ثم إن جرير استأذن عمر في الإنشاد فلم يأذن له ولم ينهه فأنشده قصيدة طويلة يمدحه بها.

فقال له: ويحك يا جرير لا أرى لك فيها ههنا حقا.

فقال: إني مسكين وابن سبيل.

قال: إنا ولينا هذا الأمر ونحن لا نملك إلا ثلاثمائة درهم، أخذت أم عبد الله مائة وابنها مائة وقد بقيت مائة فأمر له بها.

فخرج على الشعراء فقالوا: ما وراءك يا جرير؟

فقال: ما يسوءكم، خرجت من عند أمير المؤمنين وهو يعطي الفقراء ويمنع الشعراء وإني عنه لراض، ثم أنشأ يقول:

رأيت رقى الشيطان لا تستفزه * وقد كان شيطاني من الجن راقيا

وقال بعضهم فيما حكاه المعافى بن زكريا الجريري: قالت جارية للحجاج بن يوسف: إنك تدخل هذا علينا، فقال: إنه ما علمت عفيفا، فقالت: أما أنك لو أخليتني وإياه سترى ما يصنع.

فأمر بإخلائها مع جرير في مكان يراهما الحجاج و لا يريانه، ولا يشعر جرير بشيء من ذلك.

فقالت له: يا جرير فأطرق رأسه وقال: هاأنذا.

فقالت: أنشدني من قولك كذا وكذا - لشعر فيه رقة - فقال: لست أحفظه ولكن أحفظ كذا وكذا - ويعرض عن ذاك وينشدها شعرا في مدح الحجاج -.

فقالت: لست أريد هذا إنما أريد كذا وكذا - فيعرض عن ذاك وينشدها في الحجاج - حتى انقضى المجلس.

فقال الحجاج: لله درك أبيت إلا كرما وتكرما.

وقال عكرمة: أنشدت أعرابيا بيتا لجرير الخطفي:

أبدل الليل لا تجري كواكبه * أو طال حتى حسبت النجم حيرانا

فقال الأعرابي: إن هذا حسن في معناه وأعوذ بالله من مثله، ولكني أنشدك في ضده من قولي:

وليل لم يقصره رقاد * وقصره لنا وصل الحبيب

نعيم الحب أورق فيه * حتى تناولنا جناه من قريب

بمجلس لذة لم نقف فيه * على شكوى ولا عيب الذنوب

فخشينا أن نقطعه بلفظ * فترجمت العيون عن القلوب

فقلت له: زدني، قال: أما من هذا فحسبك ولكن أنشدك غيره، فأنشدني:

وكنت إذا عقدت حبال قوم * صحبتهم وشيمتي الوفاء

فأحسن حين يحسن محسنوهم * وأجتنب الإساءة إن أساؤوا

أشاؤوا سوى مشيئتهم فآتي * مشيئتهم وأترك ما أشاء

قال ابن خلكان: كان جرير أشعر من الفرزدق عند الجمهور، وأفخر بيت قاله جرير:

إذا غضبت عليك بنو تميم * حسبت الناس كلهم غضابا

قال: وقد سأله رجل: من أشعر الناس؟

فأخذ بيده وأدخله على ابنه، إذا هو يرتضع من ثدي عنز، فاستدعاه فنهض واللبن يسيل على لحيتيه.

فقال جرير للذي سأله: أتبصر هذا؟

قال: نعم !

قال: أتعرفه؟

قال: لا !

قال: هذا أبي، وإنما يشرب من ضرع العنز لئلا يحلبها فيسمع جيرانه حس الحلب فيطلبوا منه لبنا، فأشعر الناس من فاخر بهذا ثمانين شاعرا فغلبهم، وقد كان بين جرير والفرزدق مقاولات ومهاجاة كثيرةً جدا يطول ذكرها، وقد مات في سنة عشر ومائة.

قال خليفة بن خياط وغير واحد: قال خليفة: مات الفرزدق وجرير بعده بأشهر.

وقال الصولي: ماتا في سنة إحدى عشرة ومائة، ومات الفرزدق قبل جرير بأربعين يوما.

وقال الكريمي: عن الأصمعي، عن أبيه، قال: رأى رجل جريرا في المنام بعد موته فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، فقيل: بماذا؟ قال: بتكبيرة كبرتها بالبادية.

قيل له: فما فعل الفرزدق؟ قال: أيهات أهلكه قذف المحصنات.

قال الأصمعي: لم يدعه في الحياة ولا في الممات.

وأما الفرزدق

واسمه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن حنظلة بن زيد بن مناة بن مر بن أدّ بن طابخة، أبو فراس بن أبي خطل التيمي البصري الشاعر المعروف بالفرزدق، وجدّه صعصعة بن ناجية صحابي، وفد إلى رسول الله ، وكان يحيي الموؤدة في الجاهلية.

حدث الفرزدق، عن علي: أنه ورد مع أبيه عليه، فقال: من هذا؟ قال: ابني وهو شاعر، قال: علمه القراءة فهو خير له من الشعر.

وسمع الفرزدق: الحسين بن علي ورآه وهو ذاهب إلى العراق، وأبا هريرة، وأبا سعيد الخدري، وعرفجة بن أسعد، وزرارة بن كرب، والطرماح بن عدي الشاعر.

وروى عنه: خالد الحذاء، ومروان الأصغر، وحجاج بن حجاج الأحول، وجماعة.

وقد وفد على معاوية يطلب ميراث عمه الحباب، وعلى الوليد بن عبد الملك، وعلى أخيه، ولم يصح ذلك.

وقال أشعث بن عبد الله: عن الفرزدق، قال: نظر أبو هريرة إلى قدمي فقال: يا فرزدق إني أرى قدميك صغيرين، فأطلب لهما موضعا في الجنة، فقلت: إن ذنوبي كثيرة، فقال: لا بأس فإني سمعت رسول الله يقول: «إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها».

وقال معاوية بن عبد الكريم: عن أبيه، قال: دخلت على الفرزدق فتحرك فإذا في رجله قيد، فقلت: ما هذا؟ فقال: حلفت أن لا أنزعه حتى أحفظ القرآن.

وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت بدويا أقام بالحضر إلا فسد لسانه إلا رؤبة بن العجاج والفرزدق فإنهما زادا على طول الإقامة جدة و حدة.

وقال راويته أبو سهل: طلق الفرزدق امرأته النوار ثلاثا، ثم جاء فأشهد على ذلك الحسن البصري، ثم ندم على طلاقها وإشهاده الحسن على ذلك، فأنشأ يقول:

فلو أني ملكت يدي وقلبي * لكان عليَّ للقدر الخيار

ندمت ندامة الكسعي لما * غدت مني مطلقة نوار

وكانت جنتي فخرجت منها * كآدم حين أخرجه الضرار

وقال الأصمعي وغير واحد: لما ماتت النوار بنت أعين بن ضبيعة المجاشعي امرأة الفرزدق - وكانت قد أوصت أن يصلي عليها الحسن البصري - فشهدها أعيان أهل البصرة مع الحسن والحسن على بغلته، والفرزدق على بعيره، فسار فقال الحسن للفرزدق: ماذا يقول الناس؟ قال: يقولون شهد هذه الجنازة اليوم خير الناس - يعنونك - وشر الناس - يعنوني - فقال له: يا أبا فراس لست أنا بخير الناس ولست أنت بشر الناس.

ثم قال له الحسن: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة، فلما أن صلى عليها الحسن مالوا إلى قبرها، فأنشأ الفرزدق يقول:

أخاف وراء القبر إن لم يعافني * أشد من القبر التهابا وأضيقا

إذا جاءني يوم القيامة قائد * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا

لقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى النار مغلول القلادة أزرقا

يساق إلى نار الجحيم مسربلا * سرابيل قطران لباسا مخرقا

إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم * يذوبون من حر الصديد تمزقا

قال: فبكى الحسن حتى بل الثرى ثم التزم الفرزدق، وقال: لقد كنت من أبغض الناس إلي، وإنك اليوم من أحب الناس إلي.

وقال له بعض الناس: ألا تخاف من الله في قذف المحصنات؟ فقال: والله لله أحب إلي من عيني اللتين أبصر بهما، فكيف يعذبني؟

وقد قدمنا أنه مات سنة عشر ومائة قبل جرير بأربعين يوما، وقيل: بأشهر، فالله أعلم.

وأما الحسن وابن سيرين فقد ذكرنا ترجمة كل منهما في كتابنا التكميل مبسوطة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

البداية والنهاية - الجزء التاسع
ثم دخلت سنة أربع وسبعين | رافع بن خديج بن رافع الأنصاري | أبو سعيد الخدري | عبد الله بن عمر | عبيد بن عمير | أبو جحيفة | سلمة بن الأكوع | مالك بن أبي عامر | أبو عبد الرحمن السلمي | أبو معرض الأسدي | بشر بن مروان | ثم دخلت سنة خمس وسبعين | وفيها خرج داود بن النعمان المازني بنواحي البصرة فوجه إليه الحجاج أميرا على سرية فقتله | وكان ممن توفي فيها في قول أبي مسهر وأبي عبيد | أبو ثعلبة الخشني | الأسود بن يزيد | حمران بن أبان | ثم دخلت سنة ست وسبعين | قال ابن جرير وفي هذه السنة نقش عبد الملك بن مروان على الدراهم والدنانير وهو أول من نقشها | وممن توفي فيها من الأعيان أبو عثمان النهدي القضاعي | صلة بن أشيم العدوي | زهير بن قيس البلوي | ثم دخلت سنة سبع وسبعين | مقتل شبيب عند ابن الكلبي | كثير بن الصلت | محمد بن موسى | عياض بن غنم الأشعري | مطرف بن عبد الله | ثم دخلت سنة ثمان وسبعين | جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام | شريح بن الحارث | عبد الله بن غنم الأشعري | جنادة بن أمية الأزدي | العلاء بن زياد البصري | سراقة بن مرداء الأزدي كان شاعرا مطبقا هجا الحجاج فنفاه إلى الشام فتوفي بها | ثم دخلت سنة تسع وسبعين | عبيد الله بن أبي بكرة رحمه الله | ثم دخلت سنة ثمانين من الهجرة النبوية | أسلم مولى عمر بن الخطاب | جبير بن نفير | عبد الله بن جعفر بن أبي طالب | أبو إدريس الخولاني | معبد الجهني القدري | ثم دخلت سنة إحدى وثمانين | فتنة بن الأشعث | بجير بن ورقاء الصريمي | أبو أمية الجعفي الكوفي | عبد الله بن شداد بن الهاد | محمد بن علي بن أبي طالب | ثم دخلت سنة ثنتين وثمانين | وقعة دير الجماجم | وفي هذه السنة كانت وفاة المهلب بن أبي صفرة | توفي المهلب غازيا بمرو الروذ وعمره ستة وسبعون سنة رحمه الله | أسماء بن خارجة الفزاري الكوفي | المغيرة بن المهلب | الحارث بن عبد الله | محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة | عبد الله بن أبي طلحة بن أبي الأسود | عبد الله بن كعب بن مالك | عفان بن وهب | جميل بن عبد الله | عمر بن عبيد الله | كمَيل بن زياد | زاذان أبو عمرو الكندي | أم الدرداء الصغرى | ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين | بناء واسط | عبد الرحمن بن جحيرة | طارق بن شهاب | عبيد الله بن عدي | ثم دخلت سنة أربع وثمانين | أيوب بن القرية | أبو زرعة الجذامي الفلسطيني | عمران بن حطان الخارجي | روح بن زنباع الجذامي | روح بن زنباع | ثم دخلت سنة خمس وثمانين | عبد العزيز بن مروان | بيعة عبد الملك لولده الوليد ثم من بعده لولده سليمان | أبان بن عثمان بن عفان | واثلة بن الأسقع | خالد بن يزيد | ثم دخلت سنة ست وثمانين | وممن يذكر أنه توفي في هذه السنة تقريبا أرطأة بن زفر | مطرف بن عبد الله بن الشخير | خلافة الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق | ثم دخلت سنة سبع وثمانين | وفيها غزا قتيبة بن مسلم بلاد الترك | عتبة بن عبد السلمي | المقدام بن معدي كرب | أبو أمامة الباهلي | قبيصة بن ذؤيب | عروة بن المغيرة بن شعبة | شريح بن الحارث بن قيس القاضي | ثم دخلت سنة ثمان وثمانين | عبد الله بن بسر بن أبي بسر المازني | عبد الله بن أبي أوفى | وفيها توفي هشام بن إسماعيل | عمير بن حكيم | ثم دخلت سنة تسع وثمانين | عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير | ثم دخلت سنة تسعين من الهجرة | يتاذوق الطبيب | وتوفي في هذه السنة محمد بن يوسف الثقفي | خالد بن يزيد بن معاوية | عبد الله بن الزبير | ثم دخلت سنة إحدى وتسعين | السائب بن يزيد بن سعد بن تمامة | سهل بن سعد الساعدي | ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين | مالك بن أوس | طويس المغني | الأخطل | ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين | فتح سمرقند | أنس بن مالك ابن النضر بن ضمضم | عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة | بلال بن أبي الدرداء | بشر بن سعيد المزني | زرارة بن أوفى | خبيب بن عبد الله | حفص بن عاصم | سعيد بن عبد الرحمن | فروة بن مجاهد | أبو الشعثاء جابر بن زيد | ثم دخلت سنة أربع وتسعين | مقتل سعيد بن جبير رحمه الله | سعيد بن جبير الأسدي | سعيد بن المسيب | طلق بن حبيب العنزي | عروة بن الزبير بن العوام | علي بن الحسين | أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث | أبو سلمة بن عبد الرحمن | عبد الرحمن بن عائذ | عبد الرحمن بن معاوية بن خزيمة | ثم دخلت سنة خمس وتسعين | وهذه ترجمة الحجاج بن يوسف الثقفي وذكر وفاته | فصل خطبة الحجاج لأهل العراق | فصل فيما روي عنه من الكلمات النافعة والجراءة البالغة | إبراهيم بن يزيد النخعي | الحسن بن محمد بن الحنفية | حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري | ثم دخلت سنة ست وتسعين | فصل فيما روي في جامع دمشق من الآثار | الكلام على ما يتعلق برأس يحيى بن زكريا عليهما السلام | ذكر الساعات التي على بابه | ذكر ابتداء أمر السبع بالجامع الأموي | فصل بناء الجامع الأموي | ترجمة الوليد بن عبد الملك | عبد الله بن عمر بن عثمان | خلافة سليمان بن عبد الملك | مقتل قتيبة بن مسلم رحمه الله | ثم دخلت سنة سبع وتسعين | الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب | موسى بن نصير أبو عبد الرحمن اللخمي | ثم دخلت سنة ثمان وتسعين | وفيها فتحت مدينة الصقالبة | وممن توفي فيها من الأعيان سنة ثمانية وتسعين | ثم دخلت سنة تسع وتسعين | خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه | عبد الله بن محيريز بن جنادة بن عبيد | محمود بن لبيد بن عقبة | نافع بن جبير بن مطعم | كريب بن مسلم | محمد بن جبير بن مطعم | مسلم بن يسار | حنش بن عمرو الصنعاني | خارجة بن زيد | سنة مائة من الهجرة النبوية | وفيها كان بدوّ دعوة بني العباس | سالم بن أبي الجعد الأشجعي | أبو أمامة سهل بن حنيف | أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي | أبو الطفيل عامر بن واثلة | أبو عثمان النهدي | ثم دخلت سنة إحدى ومائة | وهذه ترجمة عمر بن عبد العزيز الإمام المشهور رحمه الله | فصل وقد كان منتظرا فيما يؤثر من الأخبار | فصل حديث إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة | فصل صفات عمر بن عبد العزيز ووصاياه | ذكر سبب وفاته رحمه الله | فصل خلافة عمر بن عبد العزيز | خلافة يزيد بن عبد الملك | وفيها توفي سنة إحدى ومائة | ثم دخلت سنة ثنتين ومائة | ولاية مسلمة على بلاد العراق وخراسان | ذكر وقعة جرت بين الترك والمسلمين | وممن توفي فيها من الأعيان والسادة | أبو المتوكل الناجي | ثم دخلت سنة ثلاث ومائة | أبو محمد القاص المدني | مجاهد بن جبير المكي | فصل قول ابن عباس: لا تنامن إلا على وضوء | مصعب بن سعد بن أبي وقاص | موسى بن طلحة بن عبيد الله التميمي | ثم دخلت سنة أربع ومائة | خالد بن سعدان الكلاعي | عامر بن سعد بن أبي وقاص الليثي | عامر بن شراحبيل الشعبي | أبو بردة بن أبو موسى الأشعري | أبو قلابة الجرمي | ثم دخلت سنة خمس ومائة | هو يزيد بن عبد الملك بن مروان | خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان | ثم دخلت سنة ست ومائة | سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب | وطاوس بن كيسان اليماني | ثم دخلت سنة سبع ومائة | سليمان بن يسار أحد التابعين | عكرمة مولى ابن عباس | القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق | وفيها توفي كثير عزة الشاعر المشهور | ثم دخلت سنة ثمان ومائة | بكر بن عبد الله المزني البصري | راشد بن سعد المقراني الحمصي | محمد بن كعب القرظي | ثم دخلت سنة تسع ومائة | سنة عشر ومائة من الهجرة النبوية | جرير الشاعر | فأما الحسن بن أبي الحسن | وأما ابن سيرين | أما الحسن أبو سعيد البصري | محمد بن سيرين | وهيب بن منبه اليماني | فصل أدرك وهب بن منبه عدة من الصحابة، وأسند عن: ابن عباس، وجابر، والنعمان بن بشير | سليمان بن سعد | أم الهذيل | عائشة بنت طلحة بن عبد الله التميمي | عبد الله بن سعيد بن جبير | عبد الرحمن بن أبان | ثم دخلت سنة إحدى عشرة ومائة | ثم دخلت سنة ثنتي عشرة ومائة | رجاء بن حيوة الكندي | شهر بن حوشب الأشعري الحمصي | ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومائة | قال ابن جرير فيها كان مهلك الأمير عبد الوهاب بن بخت | مكحول الشامي | ثم دخلت سنة أربع عشرة ومائة | عطاء بن أبي رباح | فصل من أقوال عطاء بن أبي رباح | ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائة | أبو جعفر الباقر | فصل ترجمة أبو جعفر رضي الله عنه | ثم دخلت سنة ست عشرة ومائة | ثم دخلت سنة سبع عشرة ومائة | قتادة بن دعامة السدوسي | نافع مولى ابن عمر | ذو الرمة الشاعر | ثم دخلت سنة ثماني عشرة ومائة | علي بن عبد الله بن عباس | ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائة | سنة عشرين ومائة من الهجرة | ثم دخلت سنة إحدى وعشرين ومائة | زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب | مسلمة بن عبد الملك | نمير بن قيس | ثم دخلت سنة ثنين وعشرين ومائة | إياس الذكي | ثم دخلت سنة ثلاث عشرين ومائة | ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومائة | القاسم بن أبي بزة | الزهري | بلال بن سعد | ترجمة الجعد بن درهم | ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائة | ذكر وفاته وترجمته رحمه الله