البداية والنهاية/الجزء الثامن/وأما أبو بكرة نفيع بن الحارث
وأما أبو بكرة نفيع بن الحارث
ابن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة الثقفي فصحابي جليل كبير القدر.
ويقال كان اسمه: مسروح وإنما قيل له: أبو بكرة لأنه تدلى في بكرة يوم الطائف فأعتقه رسول الله وكل مولى فر إليهم يومئذ.
وأمه سمية هي أم زياد وكانا ممن شهد على المغيرة بالزنا هو وأخوه زياد ومعهما سهل بن معبد، ونافع بن الحارث.
فلما تلكأ زياد في الشهادة جلد عمر الثلاثة الباقين، ثم استتابهم فتابوا إلا أبا بكرة فإنه صمم على الشهادة.
وقال المغيرة: يا أمير المؤمنين اشفني من هذا العبد.
فنهره عمر وقال له: اسكت! لو كملت الشهادة لرجمتك بأحجارك.
وكان أبو بكرة خير هؤلاء الشهود، وكان ممن اعتزل الفتن فلم يكن في خيرهما، ومات في هذه السنة.
وقيل: قبلها بسنة.
وقيل: بعدها بسنة، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي، وكان قد آخى بينهما رسول الله ﷺ.