البداية والنهاية/الجزء الخامس/بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وخالد إلى اليمن
بعث رسول الله ﷺ علي وخالد إلى اليمن قبل حجة الوداع
حدثنا أحمد بن عثمان، ثنا شريح بن مسلمة، ثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق ابن أبي إسحاق، حدثني أبي عن أبي إسحاق، سمعت البراء بن عازب قال: بعثنا رسول الله ﷺ مع خالد بن الوليد إلى اليمن قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه قال: «مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل».
فكنت فيمن عقب معه، قال: فغنمت أواقي ذات عدد.
انفرد به البخاري من هذا الوجه.
ثم قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، ثنا روح بن عبادة، ثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه قال: بعث النبي ﷺ عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، فأصبح وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟
فلما قدمنا على النبي ﷺ ذكرت ذلك له.
فقال: «يا بريدة أتبغض عليا؟»
فقلت: نعم.
فقال: «لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك».
انفرد به البخاري دون مسلم من هذا الوجه.
وقال الإمام أحمد: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا عبد الجليل قال: انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز، وابنا بريدة، فقال عبد الله بن بريدة: حدثني أبو بريدة قال: أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط، قال: وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا قال: فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليا، قال: فأصبنا سبيا، قال: فكتب إلى رسول الله ﷺ أبعث إلينا من يخمسه، قال: فبعث إلينا عليا، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي.
قال: فخمس، وقسم، فخرج ورأسه يقطر.
فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟
فقال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست فصارت في أهل بيت النبي ﷺ، ثم صارت في آل علي ووقعت بها.
قال: فكتب الرجل إلى نبي الله ﷺ.
فقلت: ابعثني فبعثني مصدقا، فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق قال: فأمسك يدي والكتاب فقال: «أتبغض عليا؟»
قال: قلت: نعم.
قال: «فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة».
قال: فما كان من الناس أحد بعد قول النبي ﷺ أحب إلي من علي.
قال عبد الله بن بريدة: فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي ﷺ في هذا الحديث غير أبي بريدة.
تفرد به بهذا السياق عبد الجليل بن عطية الفقيه أبو صالح البصري، وثقه ابن معين وابن حبان.
وقال البخاري: إنما يهم في الشيء.
وقال محمد بن إسحاق: ثنا أبان بن صالح عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن خاله عمرو بن شاس الأسلمي، وكان من أصحاب الحديبية، قال: كنت مع علي ابن أبي طالب في خيله التي بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن فجفاني علي بعض الجفاء، فوجدت في نفسي عليه، فلما قدمت المدينة اشتكيته في مجالس المدينة وعند من لقيته، فأقبلت يوما ورسول الله جالس فلما رآني أنظر إلى عينيه، نظر إلي حتى جلست إليه فلما جلست إليه قال: «إنه والله يا عمرو بن شاس لقد آذيتني».
فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون، أعوذ بالله والإسلام أن أوذي رسول الله.
فقال: «من آذى عليا فقد آذاني».
وقد رواه البيهقي من وجه آخر عن ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار، عن خاله عمرو بن شاس، فذكره بمعناه.
وقال الحافظ البيهقي: أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو إسحاق المولى، ثنا عبيدة ابن أبي السفر، سمعت إبراهيم بن يوسف ابن أبي إسحاق عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء أن رسول الله ﷺ بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام.
قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن رسول الله ﷺ بعث علي ابن أبي طالب وأمره أن يقفل خالدا، إلا رجلا كان ممن يمم مع خالد فأحب أن يعقب مع علي، فليعقب معه.
قال البراء: فكنت فيمن عقب مع علي، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، ثم تقدم فصلى بنا علي، ثم صفنا صفا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله ﷺ فأسلمت همدان جميعا، فكتب علي إلى رسول الله ﷺ بإسلامها، فلما قرأ رسول الله ﷺ الكتاب خر ساجدا، ثم رفع رأسه فقال: «السلام على همدان، السلام على همدان».
قال البيهقي: رواه البخاري مختصرا من وجه آخر عن إبراهيم بن يوسف.
وقال البيهقي: أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين محمد بن الفضل القطان، أنبأنا أبو سهل ابن زياد القطان، حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسماعيل ابن أبي أويس، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: بعث رسول الله علي ابن أبي طالب إلى اليمن.
قال أبو سعيد: فكنت فيمن خرج معه، فلما أخذ من إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا وكنا قد رأينا في إبلنا خللا فأبى علينا وقال: إنما لكم فيها سهم كما للمسلمين.
قال: فلما فرغ علي وانطفق من اليمن راجعا أمر علينا إنسانا، وأسرع هو وأدرك الحج فلما قضى حجته، قال له النبي ﷺ: «ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم».
قال أبو سعيد: وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل، فلما عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت، ورأى أثر الركب قدم الذي أمره ولامه، فقلت: أما أن الله علي لئن قدمت المدينة لأذكرن لرسول الله ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق.
قال: فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله ﷺ أريد أن أفعل ما كنت حلفت عليه، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله ﷺ فلما رآني وقف معي ورحب بي، وساءلني وساءلته، وقال: متى قدمت؟
فقلت: قدمت البارحة.
فرجع معي إلى رسول الله ﷺ فدخل وقال: هذا سعد بن مالك ابن الشهيد.
فقال: «إئذن له».
فدخلت فحييت رسول الله وحياني، وأقبل علي وسألني عن نفسي وأهلي وأحفى المسألة.
فقلت: يا رسول الله ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق.
فاتئد رسول الله وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه، حتى إذا كنا في وسط كلامي ضرب رسول الله على فخذي، وكنت منه قريبا وقال: «يا سعد بن مالك ابن الشهيد مه، بعض قولك لأخيك علي، فوالله لقد علمت أنه أحسن في سبيل الله».
قال: فقلت في نفسي: - ثكلتك أمك سعد بن مالك - ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم ولا أدري لا جرم والله لا أذكره بسوء أبدا، سرا ولا علانية.
وهذا إسناد جيد على شرط النسائي، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة.
وقد قال يونس: عن محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عبد الله ابن أبي عمر، عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال: إنما وجد جيش علي ابن أبي طالب الذين كانوا معه باليمن لأنهم حين أقبلوا خلف عليهم رجلا وتعجل إلى رسول الله ﷺ قال: فعمد الرجل فكسى كل رجل حلة، فلما دنوا خرج عليهم علي يستلقيهم فإذا عليهم الحلل، قال علي: ما هذا؟
قالوا: كسانا فلان.
قال: فما دعاك إلى هذا قبل أن تقدم على رسول الله فيصنع ما شاء فنزع الحلل منهم، فلما قدموا على رسول الله اشتكوه لذلك، وكانوا قد صالحوا رسول الله؛ وإنما بعث عليه إلى جزية موضوعة.
قلت: هذا السياق أقرب من سياق البيهقي، وذلك أن عليا سبقهم لأجل الحج وساق معه هديا، وأهل بإهلال النبي ﷺ فأمره أن يمكث حراما.
وفي رواية: البراء بن عازب أنه قال له: أني سقت الهدي وقرنت.
والمقصود: أن عليا لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة، واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه، وعلي معذور فيما فعل، لكن اشتهر الكلام فيه في الحجيج، فلذلك و الله أعلم لما رجع رسول الله ﷺ من حجته، وتفرغ من مناسكه، ورجع إلى المدينة فمر بغد يرخم قام في الناس خطيبا فبرأ ساحة علي، ورفع من قدره، ونبه على فضله ليزيل ما وقر في نفوس كثير من الناس، وسيأتي هذا مفصلا في موضعه إن شاء الله، وبه الثقة.
وقال البخاري: ثنا قتيبة، ثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، حدثني عبد الرحمن ابن أبي نعم، سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي ابن أبي طالب إلى النبي ﷺ من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها.
قال: فقسمها بين أربعة؛ بين: عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع: إما علقمة بن علاثة، وإما عامر بن الطفيل.
فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء.
فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: «ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء».
قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار فقال: يا رسول الله اتق الله!
فقال: «ويلك أولست أحق الناس أن يتقي الله؟»
قال: ثم ولى الرجل.
قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟
قال: «لا لعله أن يكون يصلي».
قال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه.
فقال رسول الله ﷺ: «إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم».
قال: ثم نظر إليه وهو مقف.
فقال: «إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» أظنه قال: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود».
وقد رواه البخاري في مواضع أخر من كتابه.
ومسلم في (كتاب الزكاة) من صحيحه، من طرق متعددة إلى عمارة بن القعقاع به.
ثم قال الإمام أحمد: ثنا يحيى عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى اليمن وأنا حديث السن، قال: فقلت: تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث، ولا علم لي بالقضاء.
قال: «إن الله سيهدي لسانك، ويثبت قلبك».
قال: فما شككت في قضاء بين اثنين.
ورواه ابن ماجه من حديث الأعمش به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، ثنا شريك عن سماك، عن حنش، عن علي قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى اليمن قال: فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم أسن مني، وأنا حدث لا أبصر القضاء.
قال: فوضع يده على صدري وقال: «اللهم ثبت لسانه، واهد قلبه، يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر ما سمعت من الأول، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك».
قال: فما اختلف عليقضاء بعد - أو ما أشكل علي قضاء بعد -.
ورواه أحمد أيضا وأبو داود من طرق عن شريك، والترمذي من حديث زائدة، كلاهما عن سماك بن حرب، عن حنش بن المعتمر.
وقيل: ابن ربيعة الكناني الكوفي عن علي به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله ابن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم: أن نفرا وطئوا امرأة في طهر، فقال علي: لاثنين أتطيبان نفسا لذا؟
فقالا: لا، فأقبل على الآخرين.
فقال: أتطيبان نفسا لذا؟
فقالا: لا.
فقال: أنتم شركاء متشاكسون.
فقال: إني مقرع بينكم فأيكم قرع أغرمته ثلثي الدية، وألزمته الولد.
قال: فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: «لا أعلم إلا ما قال علي».
وقال أحمد: ثنا شريح بن النعمان، ثنا هشيم، أنبأنا الأجلح عن الشعبي، عن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم: أن عليا أتى في ثلاثة نفر إذ كان في اليمن، اشتركوا في ولد فأقرع بينهم، فضمن الذي أصابته القرعة ثلثي الدية، وجعل الولد له.
قال زيد بن أرقم: فأتيت النبي ﷺ فأخبرته بقضاء علي، فضحك حتى بدت نواجذه.
ورواه أبو داود عن مسدد، عن يحيى القطان.
والنسائي عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، كلاهما عن الأجلح بن عبد الله، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن الخليل.
وقال النسائي في رواية عبد الله ابن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم قال: كنت عند النبي ﷺ فجاء رجل من أهل اليمن فقال: إن ثلاثة نفر أتوا عليا يختصمون في ولد وقعوا على امرأة في طهر واحد، فذكر نحو ما تقدم وقال: فضحك النبي ﷺ.
وقد روياه أعني أبا داود، والنسائي، من حديث شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن الشعبي، عن أبي الخليل، أو ابن الخليل، عن علي قوله: فأرسله ولم يرفعه.
وقد رواه الإمام أحمد أيضا، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد خير، عن زيد بن أرقم، فذكر نحو ما تقدم.
وأخرجه أبو داود والنسائي جميعا عن حنش بن أصرم.
وابن ماجه عن إسحاق ابن منصور، كلاهما عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن صالح الهمداني، عن الشعبي، عن عبد خير، عن زيد بن أرقم به.
قال شيخنا في الأطراف: لعل عبد خير هذا هو (عبد الله بن الخليل)، ولكن لم يضبط الراوي اسمه.
قلت: فعلى هذا يقوى الحديث، وإن كان غيره كان أجود لمتابعته له، لكن الأجلح بن عبد الله الكندي فيه كلام ما، وقد ذهب إلى القول بالقرعة في الأنساب الإمام أحمد، وهو من أفراده.
وقال الإمام أحمد: ثنا أبو سعيد، ثنا إسرائيل، ثنا سماك عن حنش، عن علي قال: بعثني رسول الله إلى اليمن، فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق آخر بآخر حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي على تعبية ذلك فقال: تريدون أن تقاتلوا ورسول الله ﷺ حي، إني أقضي بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء، وإلا أحجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي ﷺ فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول: الربع، لأنه هلك، والثاني: ثلث الدية، والثالث: نصف الدية، والرابع: الدية، فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي ﷺ وهو عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة، فقال: «أنا أحكم بينكم».
فقال رجل من القوم: يا رسول الله إن عليا قضى علينا فقصوا عليه القصة، فأجازه رسول الله ﷺ.
ثم، رواه الإمام أحمد أيضا عن وكيع، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن حنش، عن علي فذكره.