البداية والنهاية/الجزء الخامس/قدوم تميم الداري على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في خروج النبي ﷺ وإيمان من آمن به
أخبرنا: أبو عبد الله سهل بن محمد بن نصرويه المروزي بنيسابور، أنبانا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن القاضي، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبير، أنبأنا وهب بن جرير، حدثنا أبي سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس قالت: قدم على رسول الله ﷺ تميم الداري، فأخبر رسول الله ﷺ أنه ركب البحر فتاهت به سفينته، فسقطوا إلى جزيرة فخرجوا إليها يلتمسون الماء، فلقي إنسانا يجر شعره فقال له: من أنت؟
قال: أنا الجساسة.
قالوا: فأخبرنا.
قال: لا أخبركم، ولكن عليكم بهذه الجزيرة فدخلناها، فإذا رجل مقيد فقال: من أنتم؟
قلنا: ناس من العرب.
قال: ما فعل هذا النبي الذي خرج فيكم؟
قلنا: قد آمن به الناس واتبعوه وصدقوه.
قال: ذلك خير لهم.
قال: أفلا تخبروني عن عين زعر ما فعلت.
فأخبرناه عنها، فوثب وثبة كاد أن يخرج من وراء الجدار ثم قال: ما فعل نخل بيسان هل أطعم بعد.
فأخبرناه: أنه قد أطعم، فوثب مثلها، ثم قال: أما لوقد أذن لي في الخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة.
قالت: فأخرجه رسول الله ﷺ فحدث الناس فقال: «هذه طيبة، وذاك الدجال».
وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد، ومسلم، وأهل السنن من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي، عن فاطمة بنت قيس.
وقد أورد له الإمام أحمد شاهدا من رواية أبي هريرة، وعائشة أم المؤمنين.
وسيأتي هذا الحديث بطرقه وألفاظه في كتاب الفتن.
وذكر الواقدي وفد الدارين من لخم وكانوا عشرة.