البداية والنهاية/الجزء الخامس/مصالحته عليه السلام ملك أيلة وأهل جرباء وأذرح قبل رجوعه من تبوك
قال ابن إسحاق: ولما انتهى رسول الله ﷺ إلى تبوك أتاه يحنة بن رؤبة صاحب إيلة، فصالح رسول الله ﷺ وأعطاه الجزية.
وأتاه أهل جرباء وأذرح وأعطوه الجزية.
وكتب لهم رسول الله ﷺ كتابا فهو عندهم.
وكتب ليحنة بن رؤبة وأهل إيلة: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذه أمنة من الله، ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن رؤبة، وأهل إيلة سفنهم وسيارتهم في البر والبحر، لهم ذمة الله وذمة محمد النبي، ومن كان معهم من أهل الشام، وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثا، فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وأنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقا يردونه من بر أو بحر».
زاد يونس بن بكير عن ابن إسحاق بعد هذا؛ وهذا كتاب جهيم بن الصلت، وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله.
قال يونس عن ابن إسحاق، وكتب لأهل جرباء وأذرح:
«بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله، لأهل جرباء وأذرح، أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد، وأن عليهم مائة دينار في كل رجب، ومائة أوقية طيبة، وأن الله عليهم كفيل بالنصح والإحسان إلى المسلمين، ومن لجأ إليهم من المسلمين».
قال: وأعطى النبي ﷺ أهل أيلة بردة مع كتابه أمانا لهم.
قال: فاشتراه بعد ذلك أبو العباس، عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار.