البداية والنهاية/الجزء السابع/فتح كرمان وسجستان ومكران
ثم ذكر ابن جرير طريق سيف عن شيوخه فتح كرمان على يدي سهيل بن عدي، وأمده عبد الله بن عبد الله بن عتبان.
وقيل: على يدي عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وذكر فتح سجستان على يدي عاصم بن عمرو، بعد قتال شديد وكانت ثغورها متسعة، وبلادها متنائية، ما بين السند إلى نهر بلخ، وكانوا يقاتلون القُنْدُهار، والترك من ثغورها وفروجها.
وذكر فتح مكران على يدي الحكم بن عمرو، وأمده بشهاب بن المخارق بن شهاب، وسهيل بن عدي، وعبد الله بن عبد الله، واقتتلوا مع ملك السند فهزم الله جموع السند، وغنم المسلمون منهم غنيمة كثيرة، وكتب الحكم بن عمرو بالفتح، وبعث بالأخماس مع صحار العبدي.
فلما قدم على عمر سأله عن أرض مكران فقال: يا أمير المؤمنين أرض سهلها جبل، وماؤها وشل، وثمرها دَقَلْ، وعدوها بطل، وخيرها قليل، وشرها طويل، والكثير بها قليل، والقليل بها ضائع، وماوراءها شر منها.
فقال عمر: أسَجَّاعٌ أنت أم مخبر؟.
فقال: لا بل مخبر، فكتب عمر إلى الحكم بن عمرو أن لا يغزو بعد ذلك مكران، وليقتصروا على مادون النهر.
وقد قال الحكم بن عمر في ذلك:
لقد شبع الأرامل غير فخر * بفيء جاءهم من مكرانِ
أتاهم بعد مسغبة وجهد * وقد صَفَر الشتاء من الدخانِ
فإني لا يذم الجيش فعلي * ولا سيفي يذم ولا لساني
غداة أدافع الأوباش دفعا * إلى السند العريضة والمداني
ومهران لنا فيما أردنا * مطيع غير مسترخي العناني
فلولا ما نهى عنه أميري * قطعناه إلى البدد الزواني