البداية والنهاية/الجزء السادس/باب ما جاء في إخباره عن الحكمين اللذين بعثا في زمن علي
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إسماعيل بن الفضل، ثنا قتيبة ابن سعيد عن جرير، عن زكريا بن يحيى، عن عبد الله بن يزيد وحبيب بن يسار، عن سويد بن غفلة قال: إني لأمشي مع علي بشط الفرات فقال: قال رسول الله ﷺ: « إن بني إسرائيل اختلفوا فلم يزل اختلافهم بينهم حتى بعثوا حكمين فضلا وأضلا من اتبعهما وإن هذه الأمة ستختلف فلا يزال اختلافهم بينهم حتى يبعثوا حكمين ضلا وأضلا من اتبعهما، هكذا أورده ولم يبين شيئا من أمره وهو حديث منكر جدا وآفته من زكريا بن يحيى هذا - وهو الكندي الحميري الأعمى -.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء والحكمان كانا من خيار الصحابة وهما عمرو بن العاص السهمي من جهة أهل الشام، والثاني أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري من جهة أهل العراق، وإنما نصبا ليصلحا بين الناس ويتفقا على أمر فيه رفق بالمسلمين وحقن لدمائهم، وكذلك وقع ولم يضل بسببهما إلا فرقة الخوارج حيث أنكروا على الأميرين التحكيم وخرجوا عليهما وكفروهما حتى قاتلهم علي ابن أبي طالب وناظرهم ابن عباس فرجع منهم شرذمة إلى الحق واستمر بقيتهم حتى قتل أكثرهم بالنهروان وغيره من المواقف المرذولة عليهم كما سنذكره.