البداية والنهاية/الجزء السادس/جوابه صلى الله عليه وسلم لمن ساءل عما سأل قبل أن يسأله عن شيء منه
→ فصل البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم | البداية والنهاية – الجزء السادس جوابه صلى الله عليه وسلم لمن ساءل عما سأل قبل أن يسأله عن شيء منه |
باب ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الكائنات المستقبلة في حياته وبعده ← |
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنا الزبير بن عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز - ولم يسمعه منه - قال: حدثني جلساؤه وقد رأيته عن وابصة الأسدي وقال عفان: ثنا غير مرة ولم يقل: حدثني جلساؤه قال: أتيت رسول الله ﷺ وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه، وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت أتخطاهم.
فقالوا: إليك وابصة عن رسول الله.
فقلت: دعوني فأدنو منه فإنه أحب الناس إلي أن أدنو منه.
قال: « دعوا وابصة، أدن يا وابصة » مرتين أو ثلاثا.
قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه.
فقال: « يا وابصة أخبرك أم تسألني؟ »
فقلت: لا بل أخبرني.
فقال: « جئت تسأل عن البر والإثم ».
فقلت: نعم.
فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول: « يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك » ثلاث مرات « البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ».