سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/الضرب والشتم حيلة الجهال المتعصبين
إن كفار قريش، لم يفكروا في مناقشة ما يسمعون من الآيات القرآنية التي كان يتلوها رسول الله ﷺ وأصحابه، بل كانوا يتهمونه بالكذب تارة أو بالجنون أو بالسحر ويضربون من يجهر بالقرآن، وهذا سلاح الضعيف الجاهل، إن رسول الله كان يعيب آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله ويقول: إنها أصنام صنعتموها بأيديكم وهي لا تنفع ولا تضر ولا تسمع ولا تبصر، فاتركوها واعبدوا الله خالق السماوات والأرض ويعدد لهم صفاته وقدرته جل شأنه، فلولا رسوخ العقيدة الباطلة في نفوسهم، والعقائد الباطلة القديمة، تشل عقل معتنقيها، نقول لولا رسوخ العقيدة، لحكموا عقولهم وبادروا إلى الإيمان بالله، لكن عزَّ عليهم أن يأتي رجل منهم ويتهمهم بالكفر والضلال ويعيب تلك الآلهة القديمة التي وجدوا آباءهم وأجدادهم يسجدون لها ويقدمون لها الذبائح والهدايا، فالتجأوا إلى الضرب والشتم وهذا شأن كل جاهل متعصب، ولما دخل رسول الله مكة فاتحا وأمر بهدم تلك الأصنام التي كانوا يعتقدون أنها مقدسة لا يقدر أحد على إيصال الأذى إليها، وهدمت بالفعل ووجد أن لا حول لها ولا قوة وقتل من كان فيها من المشعوذين، أيقنوا أنهم كانوا في ضلال مبين فقال الرسول: {جَآء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء: 81)، فاللهم طهِّر قلوبنا من الشرك وأَمِتْنا مسلمين.