سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/نتيجة إرسال الرسل إلى الملوك والأمراء
ذكرنا الكتب التي أرسلها رسول الله ﷺ إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها إلى الإسلام بعد صلح الحديبية وقبل وفتح مكة ولا شك أن في ذلك قوة عجيبة وشجاعة عظيمة لأن رسول الله وإن كان قد عقد الصلح مع مكة لكنه لم يكن قد تم له فتحها ولم يسلم أهلها وهذه الكتب ليس من السهل إرسالها إلى هؤلاء ولا سيما إلى هرقل وكسرى والمقوقس يدعوهم فيها إلى الإسلام ولو كان غير رسول الله لخشي عاقبة ذلك فإن هؤلاء ملوك أقوياء على تخوم بلاده ولكان إرساله الرسل سابقا لأوانه، إلا أن رسول الله لما كان واثقا من قوة رسالته ونصر الله سبحانه وتعالى أقدم على إرسال رسله بقلب ثابت وعزم صادق فكانت النتيجة ما يأتي:
1 - أنه ﷺ تمكن من معرفة سياسة هؤلاء الملوك والأمراء نحوه وميلهم إليه فكانت هذه الكتب بمثابة جس نبضهم.
2 - إسلام «باذان» أمير اليمن ومن معه.
3 - أن المقوقس وإن كان لم يسلم إلا أنه أظهر الود بتلطفه مع رسول الله ﷺ وإرساله الهدايا.
4 - إسلام النجاشي على ما هو مشهور في كتب التاريخ وإن كان لم يستطع حمل شعبه على الإسلام.
5 - إسلام المنذر بن ساوى التميمي صاحب البحرين.
6 - إسلام مَلَكَيْ عُمان وإسلام خلق كثير معهما.
نقول: لا شك أن الإسلام قد ربح بإرسال الرسل إلى هؤلاء الملوك والأمراء وعلا شأنه وصارت له مكانة دينية وسياسية بين الدول وذلك قبل فتح مكة.