سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/ما قبل سرية مؤتة من الحوادث
في خلال الصيف أعد رسول الله ﷺ عدة سرايا قبل غزوة مؤتة وهي:
1 - سرية الأخرم: في ذي الحجة سنة سبع (أبريل سنة 629 م) في خمسين رجلا إلى بني سليم، خرج الأخرم يدعوهم إلى الإسلام فعلموا بخروجه فأمطروا المسلمين وابلا من النبل وأحاطوا بهم من كل ناحية حتى قُتل عامتهم وجُرح أميرهم ثم تحامل حتى بلغ رسول الله ﷺ بالمدينة في أول صفر.
2 - سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكدِيد في صفر سنة ثمان - يونيه سنة 629 م - خرج المسلمون حتى إذا كانوا بقديد لقوا الحارث بن مالك الليثي المعروف بابن البرصاء وهي أمه فأخذوه، فقال: إنه جاء يريد الإسلام ولكنهم أوثقوه وخلفوا عليه رجلا وشنوا عليهم الغارة واستاقوا النعم وحملوا ابن البرصاء وعادوا إلى المدينة وأسلم ابن البرصاء وتوفي آخر خلافة معاوية رضي الله عنه وله حديث واحد وهو قوله: سمعت رسول الله ﷺ يقول يوم الفتح: «لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة».
3 - سرية أخرى لغالب بن عبد الله الليثي: لما رجع غالب بن عبد الله الليثي من سريته الأولى بعثه رسول الله ﷺ إلى موضع مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك - وقد تقدم ذكر سرية بشير التي جُرح فيها - ومعه 200 رجل وذلك في شهر صفر سنة ثمان، وقد نجحت هذه السرية نجاحا تاما فقد قاتل المسلمون ساعة ووضعوا السيف وقتلوا منهم قتلى وأصابوا منهم نعما وشاء وذرية فساقوها وعادوا إلى المدينة.
4 - سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى جمع من هوازن يُقال لهم بنو عامر بالسيىء في شهر ربيع الأول سنة ثمان - يوليه سنة 629 م - ومعه أربعة وعشرون رجلا فأصابوا نعما كثيرة وشاء واستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة وكانت غيبتهم خمس عشرة ليلة.
5 - سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح من أرض الشام وراء ذات القرى في ربيع الأول سنة ثمان في خمسة عشر رجلا فوجدوا جمعا فجاءوا على الخيل فدعاهم المسلمون إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فقاتلهم الصحابة أشد القتال حتى قتلوا ولم ينجح منهم غير رجل جريح في القتلى، قال ابن سعد: هو الأمير، فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى النبي ﷺ فأخبره الخبر فشق عليه ذلك وهم بالبعث عليهم لكن بلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر فتركهم.