سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس
بعث رسول الله علِيّ بن أبي طالب إلى الفُلُس، صنم كان بنجد تعبده طيِّىء ليهدمه وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة من 150 رجلا من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا ومعه راية سوداء ولواء أبيض فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر فهدموا الفلس وخرّبوه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء والفضة وفي السبي سَفانة بنت حاتم الطائي وأخت عدي بن حاتم، وهرب عدي إلى الشام، ووجدوا في خزانة الفلس ثلاثة أسياف: رَسُوب والمخذم وسيف يُقال له اليماني وثلاث أدراع، واستعمل رسول الله ﷺ على السبي أبا قتادة واستعمل على الماشية والرِثَّة عبد الله بن عتيك فلما نزلوا ركك اقتسموا الغنائم وعزل للنبي ﷺ صفيا رسوبا والمخذم، ثم صار له بعْدُ السيف الآخر، وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى قدم بهم المدينة، وقد منّ رسول الله على سفانة فأسلمت وحسن إسلامها وكان المنّ عليها سببا لإسلام أخيها عدي بن حاتم، فإنها خرجت حتى قدمت الشام على أخيها، فقال: ما ترين في هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يك نبيا فللسابق إليه فضيلة، وإن يكن ملكا فلن تزال في عزّ اليمن وأنت أنت، فقال: والله هذا هو الرأي، فقدم على رسول الله وأسلم.