سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/سرية الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق
بعث رسول الله الوليد بن عقبة بن أبي معيط لأخذ الصدقات من بني المصطلق، كانوا قد أسلموا وبنوا المساجد وكان بينهم وبين الوليد عداوة في الجاهلية، إلا أنهم لما سمعوا بمجيء الوليد لأخذ الصدقات، خرج منهم عشرون رجلا بالإبل والغنم يؤدونها عن زكاتهم فرحا به وتعظيما لله ولرسوله فظن أنهم يريدون قتله لرؤية السلاح معهم مع أنهم إنما خرجوا بالسلاح تجملا فرجع من الطريق قبل أن يصلوا إليه، فذهب إلى المدينة وأخبر النبي ﷺ أنهم ارتدوا ولقوه بالسلاح يحولون بينه وبين الصدقة، فهمّ رسول الله أن يبعث إليهم من يغزوهم وبلغ ذلك القوم فقدم عليه الركب الذين لقوا الوليد فأخبروا النبي الخبر على حقيقته فنزلت هذه الآية: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِن جَآءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ} (الحجرات: 6).
فقرأ عليهم القرآن وبعث معهم عباد بن بشر يأخذ صدقات أموالهم ويعلمهم شرائع الإسلام ويقرئهم القرآن.
والوليد بن عقبة كان أخا لعثمان رضي الله عنه من أمه، أسلم يوم فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة وهو الذي صلى صلاة الصبح بأهل الكوفة أربع ركعات فقال: أزيدكم وكان سكران ولما شهدوا عليه بالشرب أمر عثمان فجلد وعزل من الكوفة والفاسق الذي ذكر في الآية المتقدمة هو الوليد بن عقبة فهو الذي جاء إلى رسول الله وأخبره بارتداد بني المصطلق وأنهم لقوه بالسلاح، وكان الوليد شريب خمر وكان شاعرا كريما.