البداية والنهاية/الجزء العاشر/دعبل بن علي
دعبل بن علي
ابن رزين بن سليمان الخزاعي، مولاهم الشاعر الماجن، البليغ في المدح، وفي الهجاء أكثر.
حضر يوما عند سهل بن هارون الكاتب، وكان بخيلا فاستدعى بغدائه فإذا ديك في قصعة، وإذا هو قاس لا يقطعه سكين إلا بشدة، ولا يعمل فيه ضرس.
فلما حضر بين يديه فقد رأسه، فقال للطباخ: ويلك ! ماذا صنعت؟ أين رأسه؟
قال: ظننت أنك لا تأكله فألقيته.
فقال: ويحك ! والله إني لأعيب على من يلقي الرجلين، فكيف بالرأس وفيه الحواس الأربع، ومنه يصوت، وبه فضل عينيه، وبهما يضرب المثل، وعرفه وبه يتبرك، وعظمه أهنى العظام، فإن كنت رغبت عن أكله فأحضره.
فقال: لا أدري أين هو؟
فقال: بل أنا أدري هو في بطنك قاتلك الله.
فهجاه بأبيات ذكر فيها بخله ومسكه.