البداية والنهاية/الجزء العاشر/وأبو سلمة حفص بن سليمان
وأبو سلمة حفص بن سليمان
هو أول من وزر لآل العباس، قتله أبو مسلم بالأنبار عن أمر السفاح بعد ولايته بأربعة أشهر، في شهر رجب.
وكان ذا هيئة فاضلا حسن المفاكهة، وكان السفاح يأنس به ويحب مسامرته لطيب محاضرته، ولكن توهم ميله لآل علي فدس أبو مسلم عليه من قتله غيلة كما تقدم، فأنشد السفاح عند قتله:
إلى النار فليذهب ومن كان مثله * على أي شيء فاتنا منه نأسف
كان يقال له: وزير آل محمد، ويعرف بالخلال، لسنكاه بدرب الخلالين بالكوفة، وهو أول من سمي بالوزير.
وقد حكى ابن خلكان، عن ابن قتيبة: أن اشتقاق الوزير من الوزر وهو: الحمل، فكأن السلطان حمله أثقالا لاستناده إلى رأيه، كما يلجأ الخائف إلى جبل يعتصم به.