البداية والنهاية/الجزء العاشر/ومعن بن زائدة
ومعن بن زائدة
حصل من الأموال شيئا كثيرا جدا، وكان مع ذلك من أبخل الناس، لا يكاد يأكل اللحم من بخله، ولا يشعل في بيته سراجا، ولا يلبس من الثياب إلا الكرباسي والفرو الغليظ، وكان رفيقه سلم الخاسر إذا ركب إلى دار الخلافة يأتي على بردون وعليه حلَّة تساوي ألف دينار، والطيب ينفح من ثيابه، ويأتي هو في شر حالة وأسوئها.
وخرج يوما إلى المهدي فقالت امرأة من أهله: إن أطلق لك الخليفة شيئا فاجعل لي منه شيئا.
فقال: إن أعطاني مائة ألف درهم فلك درهم.
فأعطاه ستين ألفا فأعطاها أربعة دوانيق.
توفي ببغداد في هذه السنة، ودفن في مقبرة نصر بن مالك.