البداية والنهاية/الجزء العاشر/وشعبة بن الحجاج
ابن الورد العتكي الأزدي، أبو بسطام الواسطي، ثم انتقل إلى البصرة.
رأى شعبة الحسن وابن سيرين، وروى عن أمم التابعين وحدث عنه خلق من مشايخه وأقرانه وأئمة الإسلام.
وهو شيخ المحدثين الملقب فيهم: بأمير المؤمنين. قاله الثوري.
وقال يحيى بن معين: هو إمام المتقين، وكان في غاية الزهد والورع والتقشف والحفظ وحسن الطريقة.
وقال الشافعي: لولاه ما عرف الحديث بالعراق.
وقال الإمام أحمد: كان أمة وحده في هذا الشأن، ولم يكن في زمانه مثله.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة مأمونا حجةً صاحب حديث.
وقال وكيع: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات بذبه عن حديث رسول الله ﷺ.
وقال صالح بن محمد بن حرزة: كان شعبة أول من تكلم في الرجال وتبعه يحيى القطان ثم أحمد وابن معين.
وقال ابن المهدي: ما رأيت أعقل من مالك، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك، ولا أحفظ للحديث من الثوري.
وقال مسلم بن إبراهيم: ما دخلت على شعبة في وقت صلاة إلا ورأيته يصلي، وكان أبا للفقراء وأما لهم.
وقال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين منه، كان إذا رأى مسكينا لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عنه.
وقال غيره: ما رأيت أعبد منه لقد عبد الله حتى لصق جلده بعظمه.
وقال يحيى القطان: ما رأيت أرق للمسكين منه، كان يدخل المسكين في منزله فيعطيه ما أمكنه.
قال محمد بن سعد وغيره: مات في أول سنة ستين ومائة في البصرة عن ثمان وسبعين سنة.