كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الصلاة/باب صفة صلاة الكسوف وما جاء في ذلك
باب صفة صلاة الكسوف وما جاء في ذلك
عدلمسلم: حدثني أبو طاهر ومحمد بن سلمة المرادي قالا: ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: " خسفت الشمس في حياة رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله إلى المسجد، فقام وكبر، وصف الناس وراءه، فاقترأ رسول الله ﷺ قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعا طويلا، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم سجد - ولم يذكر أبو الطاهر: ثم سجد - ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فأفزعوا إلى الصلاة ". وقال أيضا: " فصلوا حتى يفرج عنكم ". وقال رسول الله ﷺ: " رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم، لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رآيتموني جعلت أقدم - وقال المرادي: أتقدم - ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها ابن لحي وهو الذي سيب السوائب ".
وانتهى حديث أبي طاهر عند قوله: " فافزعوا إلى الصلاة ".
مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وثنا أبو بكر بن أبي شيبة - واللفظ له - ثنا عبد الله بن نمير، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: " خسفت الشمس في عهد رسول الله ﷺ فقام رسول الله يصلي فأطال القيام جدا، ثم ركع فأطال الركوع جدا، ثم رفع رأسه فأطال القيام جدا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع جدا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم رفع رأسه فقام فأطال وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف رسول الله ﷺ وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر من آيات الله، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا، يا أمة محمد، إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكنم قليلا، ألا هل بلغت ". وفي رواية مالك: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله " وفي بعض طرق هذا الحديث من رواية مسلم: " ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هل بلغت ".
مسلم: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، ثنا خالد بن الحارث، أنا ابن جريح، أخبرني منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: " فزع النبي ﷺ (يوم) - قالت: تعني يوم كسفت الشمس - فأخذ درعا حتى أدرك بردائه، فقام الناس قياما طويلا حتى لو أن إنسانا أتى لم يشعر أن النبي ﷺ ركع، ما حدث أنه ركع من طول القيام ".
النسائي: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم، أنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة " أن رسول الله ﷺ صلى في كسوف على صفة زمزم أربع ركعات، وأربع سجدات ".
مسلم: حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد ابن المثنى قالا: ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عائشة " أن النبي ﷺ صلى في الكسوف ست ركعات، وأربع سجدات ".
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل ابن علية، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس قال: " صلى رسول الله ﷺ حين كسفت الشمس ثماني ركعات في أربع سجدات ". وعن علي مثل ذلك.
وروى النسائي: عن إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة " أن النبي ﷺ صلى عشر ركعات في أربع سجدات ".
قال أبو عمر: سماع قتادة من عطاء عندهم غير صحيح.
مسلم: حدثنا محمد بن رافع، ثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية - وهو شيبان النحوي - عن يحيى - وهو ابن أبي كثير - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال.
وثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أنا يحيى بن حسان، ثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن خبر عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: " لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ نودي بالصلاة جامعة، فركع رسول الله ﷺ ركعتين في سجدة، ثم [قام] فركع ركعتين في سجدة ثم جلي عن الشمس، فقالت عائشة: ما ركعت ركوعا قط ولا سجدت سجودا قط كان أطول منه ".
النسائي: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: " خسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فأمر النبي ﷺ مناديا فنادى أن الصلاة جامعة، فاجتمعوا واصطفوا، فصلى بهم أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات ".
النسائي: أخبرنا عمرو بن علي، ثنا يزيد - وهو ابن زريع - ثنا يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: " كنا عند النبي ﷺ فانكسفت الشمس، فقام إلى المسجد يجر رداءه من العجلة، فقام إليه الناس، فصلى ركعتين كما تصلون، فلما انجلت خطبنا فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتم كسوف أحدهما فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم ".
النسائي: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، ثنا أبو [هشام] - هو المغيرة بن سلمة المخزومي، ثقة - ثنا وهيب - هو ابن خالد - ثنا أبو مسعود سعيد ابن إياس الجريري، عن حيان بن عمير، ثنا عبد الرحمن بن سمرة قال: " بينا (أترامي) بأسهم لي بالمدينة، إذ كسفت الشمس، فجمعت أسهمي وقلت: لأنظرن ما أحدث النبي ﷺ في كسوف الشمس، فأتيته مما يلي ظهره وهو في المسجد، فجعل يسبح ويكبر ويدعو حتى حسر عنها، قال: ثم قام فصلى ركعتين وأربع سجدات ".
النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، ثنا عبد الوهاب، ثنا خالد، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير قال: " انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فخرج يجر ثوبه فزعا حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي حتى انجلت، فلما انجلت قال: إن ناسا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، وإن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا رأيتم ذلك فصلوا، كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة ".
أبو داود: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثني الحارث بن عمير البصري، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير قال: " كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فجعل يصلي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت ".
الحارث بن عمير هذا رجل صالح ثقة مشهور.