كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الصلاة/باب وجوب الصلاة في الجماعة
باب وجوب الصلاة في الجماعة
عدلمسلم: حدثنا ابن نمير، ثنا أبي، ثنا الأعمش.
وثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لهما - قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " إن أثقل صلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".
مسلم: حدثني عمرو الناقد، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة " أن رسول الله ﷺ فقد ناسا في بعض الصلوات، فقال: لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها " يعني: صلاة العشاء.
البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أنا مالك، عن أبي الزناد - بهذا الإسناد - أن رسول الله ﷺ قال: " والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء ".
مسلم: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص سمعه منه، عن عبد الله: " أن النبي ﷺ قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ".
أبو داود: حدثنا النفيلي، ثنا أبو المليح، حدثني يزيد بن [يزيد]، حدثني يزيد بن الأصم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: " لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزما من حطب، ثم آتى قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم ". قلت ليزيد بن الأصم : يا أبا عوف، الجمعة عني أو غيرها؟ فقال: صمتا أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله ﷺ، ما ذكر جمعه ولا غيرها.
مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم وسويد بن سعيد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، كلهم عن مراون الفزاري. قال قتيبة: ثنا الفزاري، عن عبيد الله بن الأصم، ثنا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: " أتى النبي ﷺ رجل أعمى فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله ﷺ أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال: نعم. قال: فأجب ".
أبو داود: حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين، عن ابن أم مكتوم، أنه سأل النبي ﷺ فقال: " يا رسول الله، إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا (يلازمني)، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: لا أجد لك رخصة ".
قاسم بن أصبغ: حدثنا إسماعيل القاضي - هو ابن إسحاق - ثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي ﷺ قال: " من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر ".
حدثنيه القرشي: ثنا شريح، ثنا علي بن أحمد، ثنا أحمد بن قاسم، ثنا أبي قاسم بن محمد بن قاسم، ثنا جدي قاسم بن أصبغ، فذكره.
أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة، ثنا السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة، إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية ".
قال زائدة: وقال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة.
السائب بن حبيش لا أعلم روى عنه إلا زائدة، وقد صحف فيه عبد الرحمن ابن مهدي فقال: السائب بن حنش.
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، عن أبي العميس، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: " من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن، فإن الله - عز وجل - شرع لنبيكم ﷺ سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله - عز وجل - له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط بها عنه سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف ".