كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الصلاة/باب فضل الأذان والدعاء بعده
باب فضل الأذان والدعاء بعده
أبو داود: حدثنا هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة، حدثه عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " يعجب ربك - عز وجل - من راعي غنم في رأس شظية للجبل، يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله - عز وجل -: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم بالصلاة يخاف مني؛ قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة ".
أبو عشانة اسمه حيي بن يؤمن المصري المعافري، روى عن عبد الله بن عمرو وعقبة بن [عامر] وأبي اليقظان، روى عنه عمرو بن الحارث وحرملة ابن عمران، قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: أبو عشانة حيي بن يؤمن ثقة. وقال أبو حاتم: أبو عشانة صالح الحديث. ذكر ذلك ابن أبي حاتم.
مسلم: حدثنا زهير بن حرب، ثنا يحيى بن سعيد، عن حماد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله ﷺ يغير إذا طلع الفجر وكان يستمع الأذان، فإن سمع اذانا أمسك، وإلا أغار، فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر. فقال رسول الله ﷺ: على الفطرة. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فقال رسول الله ﷺ: خرجت من النار. فنظروا فإذا هو راعي معزى ".
البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، ثنا مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني، عن أبيه، أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له: " أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فأرفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله ﷺ ".
أبو داود: حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: " المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفر عنه ما بينهما ".
البزار: حدثنا إسحاق بن بهلول ومحمد بن مسكين قالا: ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان بن عيينة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: " يغفر للمؤذن مد صوته، ويصدقه ما سمعه من رطب ويابس ".
قال أبو بكر: لا نعلم أحدا أسنده عن ابن عينية إلا سعيد بن منصور، ولم يتابع عليه.
مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا عبدة، عن طلحة بن يحيى، عن عمه - هو عيسى بن طلحة - قال: " كنت عند معاوية بن أبي سفيان فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة، فقال معاوية: سمعت رسول الله ﷺ يقول: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ".
الترمذي: حدثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن سفيان، [عن] أبي اليقظان، عن زاذان، عن عبد الله بن [عمر] قال: قال رسول الله ﷺ: " [ثلاثة] على كثبان المسك - أراه قال: يوم القيامة - يغبطهم الأولون والآخرون: رجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة، ورجل يؤم قوما وهم به راضون، وعبد أدى حق الله وحق مواليه ".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سفيان، وأبو اليقظان اسمه: عثمان بن عمير، ويقال: ابن قيس.
الدارقطني: حدثنا أبو طالب علي بن محمد بن أحمد بن (الجهم)، ثنا علي بن داود القنطري، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ قال: " من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل مرة ستون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة ".
أبو داود: حدثنا ابن السرح ومحمد بن سلمة قالا: ثنا ابن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو " أن رجلا قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله ﷺ: قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعط ".