صيد الخاطر/فصل: الحكمة الإلهية
فصل: الحكمة الإلهية
عدلينبغي لمن وقع في شدة ثم دعا ألا يختلج في قلبه أمر من تأخير الإجابة أو عدمها. لأن الذي إليه أن يدعو، والمدعو مالك حكيم، فإن لم يجب فعل ما يشاء في ملكه، وإن أخر فعل بمقتضى حكمته. فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد، مزاحم لمرتبة مستحق ثم ليعلم أن إختيار الله عز وجل له، خير من إختياره لنفسه، فربما سأل سيل سال به. وفي الحديث: أن رجلا كان يسأل الله عز وجل أن يرزقه الجهاد، فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أسرت، وإن أسرت تنصرت. فإذا سلم العبد تحكيما لحكمته وحكمه، وأيقن أن لكل ملكه طاب قلبه، قضيت حاجته أو لم تقض. وفي الحديث: ما من مسلم دعا الله تعالى إلا أجابه. فإما أن يعجلها، وإما أن يؤخرها، وإما أن يدخرها له في الآخرة. فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب، وما لم يجب فيه قد بقى ثوابه، قال: ليتك لم تجب لي دعوة قط. فافهم هذه الأشياء وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال.