صيد الخاطر/فصل: في جحود الإنسان
فصل: في جحود الإنسان
عدلنظرت في قول الله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب، ثم قال: وكثير من الناس فرأيت الجمادات كلها قد وصفت بالسجود، واستثنى من العقلاء، فذكرت قول بعضهم: ما جحد الصامت من أنشأه ومن ذي النطق أتى الجحود فقلت: إن هذه القدرة عظيمة، يوهب عقل الشخص ثم يسلب فائدته، وإن هذا لأقوى دليل على قادر قاهر. وإلا فكيف يحسن من عاقل ألا يعرف بوجوده وجود من أوجده؟ كيف ينحت صنما بيده ثم يعبده؟ غير أن الحق سبحانه وتعالى وهب لأقوام من العقل ما يثبت عليهم الحجة، وأعمى قلوبهم كما شاء عن المحجة.