صيد الخاطر/فصل: المعاشرة الزوجية أساسها المحبة
فصل: المعاشرة الزوجية أساسها المحبة
عدلينبغي للعاقل أن يتخير إمرأة صالحة، من بيت صالح، يغلب عليها الفقر لترى ما يأتيها به كثيرا، وليتزوج من يقاربه في السن. فأما الشيخ فإنه إذا تزوج صبية آذاها، وربما فجرت، أو قتلته، أو طلب الطلاق وهو يحبها فيتأذى. وليتمم نقصه بحسن الأخلاق وكثرة النفقة. ولا ينبغي للمرأة أن تقرب من زوجها كثيرا فتمل، ولا تبعد عنه فينساها. ولتكن وقت قربها إليه كاملة النظامة متحسنة، ولتحذر أن يرى فرجها أو جسمها كله، فإن جسم الإنسان ليس بمستحسن. وكذلك ينبغي ألا يريها جسمه، وإنما الجماع في الفراش. ورأى كسرى يوما كيف يسلخ الحيوان ويطبخ، فتقلبت نفسه، ونفي اللحم، فذكر ذلك لوزيره، فقال: أيها الملك، الطبيخ على المائدة والمرأة في الفراش،و معناه لا تفتش على ذلك. فقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيته من رسول الله ﷺ ولا رآه مني، وقام ليلة عريانا فما رأيت جسمه قبلها. وهذا الحزم، وبذلك لا يعيب الرجل المرأة لأنه ير عيوبها. وليكن للمرأة فراش وله فراش، فلا يجتمعان إلا في حال الكمال. ومن الناس من يستهين بهذه الأشياء فيرى المرأة متبذلة تقول: هذا أبو أولادي، ويتبذل هو فيرى كل واحد من الآخر ما لا يشتهي، فبنظر القلب وتبقى المعاشرة بغير المحبة. وهذا فضل ينبغي تأمله والعمل به فإنه أصل عظيم.