صيد الخاطر/فصل: في فهم معنى الوجود
فصل: في فهم معنى الوجود
عدلرأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا. إن طال الليل فيحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر. وإن طال النهار فالبالنوم. وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم، وما عندهم خبر. ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة الزاهد والتأهب للرحيل. إلا أنهم يتفاوتون، وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته بما ينفق في بلد الإقامة. فالمتيقظون منهم يتطلعون، إلى الأخبار بالنافق هناك، فيستكثرون منه فيزيد ربحهم. والغافلون منهم يحملون ما إتفق، وربما خرجوا لا مع خفير. فكم ممن قد قطعت عليه الطريق فبقي مفلسا. فا الله الله في مواسم العمر. والبدار قبل الفوات. واستشهدوا العلم، واستدلوا الحكمة، ونافسوا الزمان، وناقشوا النفوس، واستظهروا بالزاد. فكان قد حدا الحادي فلم يفهم صوته من وقع دمع الندم.