صيد الخاطر/فصل: الزهد الكاذب
فصل: الزهد الكاذب
عدلرأيت في زهاد زماننا من الكبر وحفظ الناموس، ورتبة الجاه في قلوب العامة، ما كدت أقطع به أنهم أهل رياء ونفاق. فترى أحدهم يلبس الثوب الذي يرى بعين الزهد، ويأكل أطايب الطعام، ويتكبر على أبناء الجنس، ويصادق الأغنياء، ويباعد الفقراء، ويحب الخطاب بمولانا، والمشي بحاجيه، ويضيع الزمان في الهذيان، ويتفاوت بخدمة الناس له والتسليم عليه. ولو أنه لبس ثوبا يخلطه بالفقهاء لذهب الجاه ولم يبق له متعلق. ولو أن أفعاله ناسبت ثيابه لهان الأمر، لكنهم بهرجوا على من لا يخفى أمرهم عليه من الخلق، فكيف الخالق سبحانه وتعالى؟