صيد الخاطر/فصل: لا تغتر بالظواهر
فصل: لا تغتر بالظواهر
رأيت كل من يعثر بشيء أو يزلق في مطر يلتفت إلي ما عثر به، فينظر إليه، طبعا موضوعا في الخلق. إما ليحذر منه أن جاز عليه مرة أخرى، أو لينظر ـ مع احترازه وفهمه ـ كيف فاته التحرز من مثل هذا. فأخذت من ذلك إشارة وقلت: يا من عثر مرارا هلا أبصرت ما الذي عثرك فاحترزت من مثله، أو قبحت لنفسك مع حزمها تلك الواقعة. فإن الغالب ممن يلتفت أن معنى التفاته كيف عثر مع احترازه بمثل ما أرى. فالعجب لك كيف عثرت بمثل الذنب الفلاني والذنب الفلاني؟. كيف غرك زخرف تعلم بعقلك باطنه، وترى بعين فكرك مآله؟ كيف آثرت فانيا على باق؟ كيف بعت بوكس؟ كيف اخترت لذة رقدة على انتباه معاملة؟. آه لك لقد اشتريت بما بعت أحمال ندم لا يفلها ظهر، وتنكيس رأس أمسى بعيد الرفع، ودموع حزن على قبح فعل ما لمددها انقطاع. وأقبح الكل، أن يقال لك: بماذا؟ ومن أجل ماذا؟ وهذا على ماذا؟ يا من قلب الغرور عليه الصنجة، ووزن له والميزان راكب.