صيد الخاطر/فصل: هل البعث للروح أم للجسد؟
فصل: هل البعث للروح أم للجسد؟
إذ دعى الطبيعيون أن مادة الموجودات الماء والتراب والنار والهواء، فإذا كان في القيامة أذهب الأصول، ثم أعاد الله الحيوان ليعلم أنها كانت بالقدرة لا عن تأثير الكليات. أقول: من قدح في البعث فقد بالغ في القدح في الحكمة. ومن قال: الروح عرض، فقد جحد البعث، لأن العرض لا يبقى والأجساد تصير ترابا، فإن وجد شيء، فهو ابتداء خلق. كلا والله بل يعيد النفس بعينها روحا وجسدا بدليل إعادة مذكوراتها قال قائل منهم إني كان لي قرين. وعزته، إن لطفه في البداية، لدليل على النهاية. حنن الوالدين، وأجرى اللبن في الثدي، وأنشأ الأطعمة، وأطلع العقل على العواقب. أفيحسن أن يقال بعد هذا للتدبير، إنه يمهل بعد الموت فلا يبعث؟ أترى من أحب أن يعرف فأنشأ الخلق وقال: كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف. يؤثر أن يعدمهم فيجهل قدره؟ سبحان من أعمى أكثر القلوب عن معرفته.